آخر الأخبار
البعد الثقافي في العلاقات المغربية الاسبانية.. دينامية التاريخ قوة دافعة للمستقبل

البعد الثقافي في العلاقات المغربية الاسبانية.. دينامية التاريخ قوة دافعة للمستقبل

الثلاثاء, 31 يناير, 2023 - 10:49

(عبد اللطيف أبي القاسم)

الرباط –  تجمع المغرب وإسبانيا علاقات ثقافية عريقة فرضها واقع القرب الجغرافي، وكرستها دينامية التلاقح عبر التاريخ، وهي اليوم تشهد دينامية متواصلة تكرس مسعى المملكتين إلى جعلها قوة دافعة لروابط أكثر متانة في المستقبل.

فإذا كان التاريخ حافلا بالتفاعلات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادين بين البلدين في ضفتي المتوسط، فإن البعد الثقافي ظل حاضرا على الدوام في العلاقات بين الطرفين، ويبرز اليوم دوره المهم في تقديم نموذج عملي للروابط التي يجب أن تجمع بلدين جارين في عالم لا تفتأ عوامل الصراع فيه تتعزز.

الحضور القوي لهذا البعد الثقافي، أكده المدير بالنيابة للمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية والأورو- متوسطية والايبيرو-أمريكية بالرباط، محمد ظافر الكتاني، “فالمغرب وإسبانيا يشكلان بالفعل نموذجا للتعايش والتمازج الثقافي والحضاري وحسن الجوار الذي ينبغي أن يحكم العلاقات الدولية في الوضع الراهن، وهو نموذج تعود جذوره إلى التاريخ المشترك للبلدين”.

وأشار السيد الكتاني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في هذا الصدد، إلى تدفقات الهجرة بين البلدين وفي كلا الاتجاهين عبر التاريخ، والتي أفضت إلى تأثير مزدوج في الجانبين في مجالات عدة، كالمعمار، وفن الطهي، والفنون الحية من قبيل الغناء، والموسيقى والرقص والآداب وغيرها.

وسبق لمدير المعهد الثقافي الإسباني “ثيربانتس” بالرباط، خوسي ماريا مارتينيز، أن أكد بدوره في حديث مماثل سابق، أن الثقافتين المغربية والإسبانية تتقاسمان تاريخا مشتركا “يجب أن نفتخر به كشعبين”، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين في الميدان الثقافي ظلت قائمة بشكل دائم ومنذ زمن طويل.

وفي واقع الأمر، فإن التجذر التاريخي للعلاقات الثقافية بين البلدين توازيه اليوم دينامية قوية في الأنشطة المتبادلة بين البلدين في هذا المجال، تماما مثلما تؤكدها الإرادة السياسية في تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر في المستقبل.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن خارطة الطريق التي اتفق البلدان على وضعها خلال الزيارة التي أجراها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط في أبريل 2022، تقدم تجسيدا جليا للأهمية التي تكتسيها الثقافة في إرساء علاقات أكثر صلابة بين المملكتين.

فخارطة الطريق هذه التي تم اعتمادها في إطار المرحلة الجديدة و”غير المسبوقة” في علاقة البلدين التي تم تدشينها استجابة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس، تنص، من بين أمور أخرى، على تعزيز التعاون الثقافي من خلال إحداث فريق عمل قطاعي في مجال الثقافة، وإعطاء دفعة جديدة لمجلس إدارة مؤسسة الثقافات الثلاث.

وفي تعليقه على حضور البعد الثقافي في خارطة الطريق هذه، يقول السيد الكتاني إن الملامح الأولى لهذا المشروع تبعث على التفاؤل، إذ إنه يكتسي أهمية قصوى باعتباره سيسهم في خدمة التعريف بالتراث الثقافي المغربي والإسباني، وكذا تقوية العلاقات الثنائية وتعزيز التفاهم المتبادل والمعرفة القائمة على القيم المرتبطة باحترام مبادئ القانون الدولي بما في ذلك مبدأ وحدة الأراضي التي تضاف إليها قيم الحوار والسلام والتضامن.

وفي هذا الصدد، اعتبر السيد الكتاني أن من المهم النظر إلى الدينامية التي تشهدها الأنشطة الثقافية المنظمة بالبلدين بشكل مشترك، من خلال منظور تقاطع الحضارات بوصفها موروثا مشتركا، مشيرا إلى أن تنظيم المعرض الأركيولوجي “حول أعمدة هرقل.. العلاقات الألفية بين المغرب وإسبانيا” في ماي المنصرم بمدريد، والدورة الثالثة للبرنامج الثقافي (وجوه) التي نظمتها وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية مؤخرا بالمغرب، تشكلان خير دليل على الرغبة الأكيدة للتعمق في السبل المعرفية لثقافة الجار ورفع أي لبس قد ينتج عن جهل المقومات الثقافية للطرف الآخر.

وبحسب المتحدث، فإنه من المرتقب أن تتعزز وتيرة هذه المبادرات من الجانبين، في إطار متوازن، من أجل بناء صرح علاقات متينة وتدعيم مبدإ التوافق بين البلدين، خاصة بعد الإشارات الإيجابية التي أبانت عنها الجارة إسبانيا، من خلال التحولات الجوهرية التي شهدتها سياستها الخارجية تجاه المغرب.

وعن السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الثقافية بين البلدين، سيما في ظل الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المملكة، اعتبر السيد الكتاني أنه من “المهم جدا أن تتضمن كل أوجه التعاون الثقافي المشترك شقا مبنيا على التواصل الإيجابي، الذي يؤدي الى التركيز على نقط الالتقاء وأوجه التكامل”.

وأبرز أيضا أن التركيز على التراث اللامادي يعد من الأمور الجوهرية، حيث يمكن وضع مشاريع أكاديمية تتبنى مواضيع تاريخية، تتوخى تأليف موسوعات ذات صبغة تاريخية، تعرف بقضايا المنطقة ككل بالاستناد إلى منهجية علمية بحتة.

كما سيكون من المهم جدا، بحسب السيد الكتاني، بناء جسور للتواصل ترتكز على الوسائل الحديثة، وتستهدف جميع الفئات العمرية، بدءا بالأطفال، دون إغفال إشراك الجالية المغربية بإسبانيا في مختلف الأنشطة التي تستهدف تعزيز العلاقات وقيم الحوار بين البلدين.

اقرأ أيضا

الدار البيضاء.. حجز أزيد من 7ر9 مليون وحدة من المفرقعات والشهب الاصطناعية تشكل خطرا على الأشخاص والممتلكات (بلاغ)

الثلاثاء, 3 سبتمبر, 2024 في 20:31

تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء اليوم الثلاثاء، من حجز ما مجموعه تسعة ملايين و771 ألف ( 9.771.000 ) وحدة من المفرقعات والشهب الاصطناعية التي يشكل استخدامها خطرا على أمن الأشخاص والممتلكات.

الفحص-أنجرة : تعبئة مكثفة لضمان السير الجيد للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024

الثلاثاء, 3 سبتمبر, 2024 في 18:20

تتم عملية جمع المعطيات من الأسر في إطار الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى 2024، في أفضل الظروف على مستوى إقليم الفحص – أنجرة، وذلك بفضل التعبئة القوية لفرق البحث والتعاون الملموس من قبل المواطنين.

الجديدة.. عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى تمر في ظروف جيدة وأجواء مطبوعة بالمسؤولية والالتزام (مسؤول)

الثلاثاء, 3 سبتمبر, 2024 في 17:22

أكدت المديرة الإقليمية للمندوبية السامية للتخطيط بالجديدة، العياشية سيجام، اليوم الثلاثاء، أن عملية جمع المعطيات والبيانات في إطار الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى (2024) على مستوى إقليم الجديدة، تمر في ظروف جيدة وأجواء مطبوعة بالحماس والمسؤولية والالتزام.