البحرين:”الغبقة” طقس رمضاني أصيل يصل الحاضر بالماضي ويحرك عجلة الاقتصاد
– إعداد أحمد الطاهري –
المنامة – على غرار أهل الخليج، دأب البحرينيون على ممارسة طقوس مميزة خلال كل شهر رمضان، مبقين على ممارسات أجدادهم حية ومتوارثة على مر الأجيال، ومنها أساسا ذاك الطقس الرمضاني الأصيل المعروف باسم “الغبقة”.
و”الغبقة” كلمة عربية أصيلة من حياة البادية، يرجع أصلها إلى “الغبوق”، وهو حليب الناقة الذي يشرب ليلا، وعكسه “الصبوح” أي حليبها الذي يشرب صباحا. ولا خلاف على أن “الغبقة” هي وجبة رمضانية لا يمكن أن تقام في سائر أشهر السنة.
وتظل “الغبقة”، وهي المائدة الرمضانية التي عادة ما تسبق وقت السحور، ويجتمع حولها الأهل والأصدقاء والموظفون، مستوحاة من تراث عريق على الرغم من التغيير الذي طال أنماط إقامتها بفعل الحداثة وتطور السلوكيات المجتمعية.
ويروي كبار السن أن مأدبة “الغبقة” كانت موحدة الوجبات في القرى والمدن على حد سواء، ومناسبة لتعزيز اللحمة الاجتماعية وترسيخ قيم الضيافة والكرم والمحبة، حيث يدعى لها الأهل والجيران والأصدقاء للالتقاء، فيما أضحت اليوم موسومة بمظاهر حديثة، إذ لم تعد محصورة في المنازل والمزارع فحسب، بل أصبحت تقام في الفنادق والمطاعم الكبرى، وتتخللها أنشطة ترفيهية بل حتى توزيع الجوائز المختلفة.
وعادة ما تتنوع أطباق “الغبقة”، إلا أنها تشمل، أساسا، الأطباق الخليجية الشعبية الشهيرة مثل “الثريد”، و”الهريس”، ومن الأطباق التي كانت تشتهر بها سابقا “البرنيوش” أو “المحمر” وهو الرز المطبوخ بالسكر أو الدبس، وتقدم أيضا أطباق الحلويات مثل “الساقو”، و”اللقيمات”، و”النشاء”، و”العصيدة”، و”البلاليط”.
ومع مرور الزمن، لم تعد أطباق “الغبقة” مقتصرة على المطبخ البحريني والخليجي فقط، بل تعدتها لتشمل مأكولات وحلويات شامية ومصرية ومغربية وآسيوية وحتى أوروبية.
ويحلو للبعض الإبقاء على اللقاء حتى موعد الإمساك، حيث يحلو لهم السمر لممارسة بعض الألعاب التراثية أو مشاهدة المسلسلات الرمضانية.
وعلاوة على موائد “الغبقة” التي دأبت على إقامتها عائلات وشخصيات من مختلف الشرائح الاجتماعية في شتى مناطق البحرين، تفضل الكثير من الجمعيات والشركات والمؤسسات الحكومية تنظيم “غبقاتها” لفائدة موظفيها وأعضائها، فيما يفضل الشباب إقامة هذه اللقاءات الرمضانية المميزة في المزارع وباحات الاستراحة والمطاعم.
ومن الملاحظ أيضا إقبال الأجانب، خاصة من ذوي الجنسيات الخليجية، على موائد “الغبقة”، التي تساهم إقامتها في المطاعم والفنادق في تحريك عجلة السياحة بفضل الإقبال الكبير عليها، حيث تنصب “الخيم الرمضانية” خصيصا لهذه الموائد العامرة، معتمدة في تصميمها الشرقي الطابع العربي الأصيل.
ويؤكد أرباب الفنادق أن نسبة حجز المقاعد في ولائم “الغبقة” خلال نهاية كل أسبوع من شهر رمضان تبلغ مداها، حيث تستحوذ العائلات على حصة الأسد، يليها الشباب، ثم الرواد من القدامى كبار السن.
اقرأ أيضا
الصويرة تعيش على ايقاع فعاليات الدورة ال19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية
رفع الستار مساء أمس الخميس بمدينة الرياح، على فعاليات النسخة ال19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي يعد موعدا ثقافيا مميزا فرض نفسه منذ حوالي عشرين سنة ضمن الأحداث الفنية الكبرى.
المقومات التراثية الفريدة للفن المعماري “آرت ديكو” محور مائدة مستديرة بالدار البيضاء
استضافت العاصمة الاقتصادية، التي تعد جوهرة الهندسة المعمارية الحديثة بالمغرب، مساء أمس الخميس بحديقة الجامعة العربية، مائدة مستديرة خصصت لتسليط الضوء على فن “الآرت ديكو”، الذي يعد طرازا معماريا يجسد جزءا أساسيا من تراث مدينة الدار البيضاء.
الدار البيضاء.. اختتام أشغال المؤتمر العربي الثالث للملكية الفكرية
اختتمت، يوم الخميس بالدار البيضاء، أشغال المؤتمر العربي الثالث للملكية الفكرية، وذلك بعد يومين من النقاشات العلمية التي تمحورت حول موضوع “الملكية الفكرية وتحديات الذكاء الاصطناعي”.
أخبار آخر الساعة
-
الصويرة تعيش على ايقاع فعاليات الدورة ال19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية
-
المقومات التراثية الفريدة للفن المعماري “آرت ديكو” محور مائدة مستديرة بالدار البيضاء
-
الدار البيضاء.. اختتام أشغال المؤتمر العربي الثالث للملكية الفكرية
-
الدار البيضاء.. إبراز تحديات حماية حقوق الملكية الفكرية بالتعليم في ارتباطها بالذكاء الاصطناعي (ندوة)
-
معهد واشنطن في الصويرة: السيد أزولاي يسلط الضوء على الاستثناء المغربي بين الأمم
-
“مراكش إير شو 2024”: توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز الاندماج المحلي لقطاع الطيران
-
مجلس الحكومة يطلع على عدد من الاتفاقيات الدولية ومشاريع القوانين المتعلقة بها
-
المملكة المتحدة.. إعادة تشكيل المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب ببرلمان وستمنستر