الانتخابات الفرعية في الهند: حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم يكرس تفوقه

(من المراسل الدائم للوكالة بنيودلهي: سعد أبو الدهاج)

نيودلهي – كرست النتائج الجزئية لانتخابات ولايتي مهاراشترا وهاريانا الهنديتين، التي تم الإعلان عنها صباح أمس  الأحد، هيمنة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم على الساحة السياسية في الهند، بعد أن تمكن من تحقيق فوز كبير على منافسيه الرئيسيين، حزبا المؤتمر والمؤتمر الوطني (حليفه السابق).وأفرزت النتائج الأولية لهذه الاستحقاقات الفرعية حصد حزب الوزير الأول الهندي، ناريندرا مودي، وعدد من حلفائه الأقل بروزا ، لـ  120 من أصل 288 مقعدا في برلمان ولاية مهاراشترا، التي تضم مدينة مومباي، العاصمة الاقتصادية والمركز المالي للهند.
وبالرغم من أن الحزب الحاكم لم يحصل على أغلبية مطلقة إلا أن هذا الفوز الكبير، يمكنه من الظفر بقيادة حكومة واحدة من أهم الولايات في الهند، والتي شكلت أحد المعاقل التاريخية الكبرى لغريمه السياسي حزب المؤتمر الهندي الذي حكم الولاية خلال الفترة ما بين 2005 و2014 .
كما تمكن الحزب القومي الهندوسي من تكريس انتصاره الانتخابي، من خلال إحرازه 48 من أصل 90 مقعدا في ولاية هاريانا المجاورة للعاصمة الفدرالية نيودلهي، الأمر الذي يؤهله لقيادتها بمفرده.
وأظهرت هذه النتائج الأولية أن حزب بهاراتيا جاناتا تمكن من الحفاظ على أدائه التصاعدي منذ تسلمه السلطة أواخر شهر ماي المنصرم، بفضل الشخصية الكارزمية لناريندرا مودي، الذي أطلق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، وقاد حملات شعبية وترويجية من أجل الدفع بعجلة الاقتصاد الهندي الذي عانى من الركود خلال السنوات الأخيرة.
وكانت وسائل الإعلام المحلية قد أجمعت على أن هذه الاستحقاقات الانتخابية الفرعية، التي عرفت مشاركة أزيد من 110 ملايين نسمة، تعد اختبارا حقيقيا لقياس حجم الشعبية التي يتمتع بها الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي، بعد خمسة أشهر من وصوله إلى السلطة وتعهداته بإجراء إصلاحات واسعة في البلاد.
ولهذه الأسباب، تولى الوزير الأول الهندي شخصيا إدارة الحملة الانتخابات لحزب بهاراتيا جاناتا في ولاية مهاراشترا، مرتكزا في ذلك على وزنه السياسي من أجل الحصول على أغلبية مريحة تدعم سعيه نحو إقرار مزيد من الإصلاحات السياسية والإدارية والاقتصادية في بلد يعاني من فضائح فساد سياسي ومالي، وارتفاع معدل التضخم، وتباطؤ النمو بشكل حاد.
وكانت ثلاث استطلاعات للرأي قد وضعت حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم على رأس الفائزين في الانتخابات التي شهدتها، الأربعاء الماضي، ولايتا “مهاراشترا” و”هاريانا”، بعد أن توقعت فوز الحزب الحاكم على جميع منافسيه، مبرزة أن الثقل السياسي للوزير الأول ناريندرا مودي قد يساهم في تحقيق حزبه لنتائج مهمة في الولايتين معا.
وأوضحت هذه الاستطلاعات أن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي سيحقق ما بين 42 و54 من أصل 90 مقعدا بولاية هاريانا، وما بين 124 و151 من أصل 288 مقعدا بولاية ماهاراشترا، في حين توقعت نفس الاستطلاعات أن يحصل حزب المؤتمر المعارض وبقية الأحزاب على عدد ضئيل من المقاعد.