الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين.. المغرب يقدم أروع نموذج لقيم التضامن ونصرة الفئات المستضعفة

الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين.. المغرب يقدم أروع نموذج لقيم التضامن ونصرة الفئات المستضعفة

الخميس, 19 ديسمبر, 2013 - 10:47

عمان-(من المراسل الدائم للوكالة العربي عثماني )– عكست استجابة المغرب للاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في الأردن، تفرد المقاربة المغربية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، حيث قدم نموذجا رائعا في التمسك بقيم التضامن والتآزر مع الشعوب الشقيقة والصديقة، ونصرة الفئات المستضعفة منها، في الفترات والمراحل العصيبة من تاريخها.ولمساعدة الحكومة الأردنية على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين، بادر المغرب، ومنذ منتصف العام الماضي، إلى إرسال مساعدات متنوعة، طبية وإنسانية، إلى الأردن لمؤازرته في تحمل أعباء استضافة الآلاف من هؤلاء اللاجئين فوق أراضيه.

وقال منسق العمليات الإنسانية بصندوق الأمم المتحدة للسكان، السيد شبل صهباني (المغرب)، إن استجابة المملكة لنداءات الأردن المتكررة لمساعدته في توفير الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في مخيم (الزعتري)، تميزت بالفعالية والنجاعة والاستمرارية.

وأوضح السيد صهباني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فعالية الاستجابة المغربية تمثلت في كون المملكة كانت من أوائل البلدان التي لبت بسرعة هذه النداءات، وفي وقت مبكر، حتى قبل أن تشتد حدة تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية.

لعل ذلك ما جسده قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في يوليوز 2012 ، القاضي بإرسال بعثة مغربية متخصصة هامة معززة بدعم لوجيستيكي وإنساني، لفائدة اللاجئين السوريين في الأردن، حيث أقامت القوات الملكية الجوية لهذا الغرض جسرا جويا بين المملكتين، لنقل المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي، الذي أقامته القوات المسلحة الملكية بمخيم (الزعتري)، فضلا عن كميات كبيرة من الأدوية.

وأضاف أن الاستجابة المغربية تميزت أيضا بالنجاعة، بالنظر إلى تنوع وتكامل مكوناتها، على اعتبار أنها تضمنت كذلك أزيد من 150 طنا من المساعدات الغذائية، تشكلت من مواد أساسية، مثل السكر والدقيق والمعجنات والزيت، والأرز والحليب المجفف المخصص للأطفال.

ولم تتوقف الاستجابة المغربية عند هذا الحد، بل شملت أيضا الهبتين اللتين سلمهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال الزيارة التي قام بها جلالته للمستشفى الميداني المغربي ب(الزعتري)، في أكتوبر 2012 ، واشتملتا على 6 آلاف من الأغطية، خمسة آلاف منها موجهة لكبار السن، وألف غطاء خاص بالرضع والأطفال، وسبع حاضنات للمواليد الجدد، وألف وحدة من مستلزمات الرضع الطبية منها والوقائية، فضلا عن كميات من الأدوية وأجهزة طبية ومواد غذائية.

كما أن المغرب بادر إلى إرسال مساعدات إضافية لفائدة اللاجئين السوريين المقيمين في المخيم، تمثلت في ألف خيمة مقاومة للبرد، تتوفر فيها معايير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للحد من معاناتهم في فصل الشتاء، وما يعرفه من برد قارس في منطقة (الزعتري) الصحراوية.

وأشار السيد صهباني إلى أن الاستجابة المغربية جاءت بذلك شاملة، حيث عمت فوائدها مختلف شرائح اللاجئين السوريين، بدءا من المواليد الجدد والأطفال، وانتهاء بكبار السن، مرورا بالنساء والرجال، مبرزا أنها مازالت مستمرة إلى حد الآن، من خلال الخدمات التي يقدمها المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي للاجئين السوريين في (الزعتري).

وقال بهذا الصدد، إن المستشفى المغربي يساهم في سد ثغرة كبيرة في مجال تقديم الخدمات الطبية والصحية للاجئين السوريين، مؤكدا أنه يخفف الضغط على المستشفيات الأردنية بمحافظة المفرق، لكونه يستوعب الحالات المستعجلة والمستعصية التي كانت تحال على هذه المستشفيات، فضلا عن كونه الوحيد في المخيم الذي يتوفر على قاعات لإجراء العمليات الجراحية، ويقدم خدمات طبية دون توقف من المستويات الأول والثاني والثالث.

وأضاف أن هذه الخدمات لقيت ترحيبا كبيرا من طرف اللاجئين أنفسهم ووزارة الصحة الأردنية وكافة المتدخلين في العمليات الإنسانية للاستجابة لحاجيات هؤلاء اللاجئين، مبرزا أن المستشفى يعمل بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرهما من الجهات ذات الصلة، لسد كل الثغرات في الميدان الصحي وتزويدها بالمعطيات اللازمة لمتابعة الحالات الوبائية وسط الساكنة ب(الزعتري)، الذي يعد خامس أكبر تجمع سكاني في الأردن.

وأكد أن الدور الحيوي الذي يقوم به المستشفى المغربي تعكسه تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين يقبلون باضطراد على مختلف أقسامه، التي استقبلت إلى غاية ثامن دجنبر الجاري 273 ألفا و555 لاجئا سوريا، من أطفال ونساء ورجال، قدمت لهم 377 ألفا و423 خدمة طبية، واستفادوا من 261 ألفا و628 وصفة طبية مجانية.

يذكر أن الحكومة الأردنية كانت قد وجهت، في مناسبات عدة، نداءات إغاثة عاجلة لمساعدتها في تحمل تكاليف استضافة آلاف اللاجئين السوريين، قصد توفير الاحتياجات الإنسانية لهم.

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.