الإعلان الثلاثي المشترك بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل تدشين لمرحلة جديدة من تعامل المنتظم الدولي مع قضية الصحراء المغربية (باحث)

الرباط – اعتبر الباحث في الدراسات السياسية، محمد الطيار، أن من شأن التوقيع على الإعلان الثلاثي المشترك بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، أمس الثلاثاء بالرباط، أن يدشن مرحلة جديدة على مستوى تعامل المنتظم الدولي مع قضية الصحراء المغربية.

وقال الأستاذ الطيار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الإعلان الثلاثي سيكون حافزا على تسريع حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي يسهم في تنامي الإرهاب الدولي بمنطقة الساحل والصحراء، وكذا في عزل أعداء الوحدة الترابية.

وشدد على أن استعادة المغرب لمكانته كقوة إقليمية، بفضل الثقة التي حظي بها على المستوى الإقليمي، خاصة وساطته في النزاع الليبي وتقريبه بين وجهات نظر الأطراف في دولة مالي، أعطت إشارات واضحة للمنتظم الدولي على أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة المغربية في المنطقة.

وفي هذا الصدد، أكد الباحث في الدراسات السياسية أن القوى البحثية والعلمية في الولايات المتحدة أصبحت مقتنعة بأن الحل الذي يقترحه المغرب يتسم بالمصداقية والواقعية، ويكفل ضمان الأمن والاستقرار، والحد من الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء.

ونوه إلى أن هذا القرار سيعود على المغرب بمكاسب اقتصادية مهمة جدا، لاسيما الأقاليم الجنوبية، وذلك من خلال فتح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة، التي ستضطلع بمهام اقتصادية أساسا، مؤكدا أن هاته الخطوة ستشجع العديد من الدول الكبرى على أن تحدو حدو الولايات المتحدة الأمريكية في فتح تمثيليات دبلوماسية لها بالأقاليم الجنوبية.

وذكر الأستاذ الطيار بأن الإعلان المشترك بين الدول الثلاث جاء في سياق مهم جدا، طبعته الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب بخصوص ملف قضية الصحراء المغربية، سواء تعلق الأمر بسحب العديد من الدول لاعترافها بالكيان الوهمي، أو بافتتاح عدد من الدول لقنصلياتها في الأقاليم الجنوبية للمملكة، أو اختراق الدبلوماسية المغربية لمناطق جغرافية جديدة، لاسيما أمريكا اللاثينية.

من جهة أخرى، أبرز السيد الطيار أن الوثيقة المشتركة الموقعة بين الدول الثلاث تؤكد ثبات موقف المملكة المغربية من القضية الفلسطينية، وأن “استئناف علاقات المغرب مع إسرائيل” سيسهم في حلحلة النزاع الأكبر في الشرق الأوسط.

جدير بالذكر أن زيارة الوفد الأمريكي -الإسرائيلي رفيع المستوى للمغرب، أمس الثلاثاء، توجت بإصدار إعلان مشترك أشاد بالدور التاريخي الذي ما فتئ ينهض به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة ودعم السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، واعتبارا للروابط الخاصة التي تجمع بين جلالتة الملك والجالية اليهودية المغربية المقيمة بالمغرب، وبجميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل. كما أشاد الإعلان بالفرصة التي أثمرتها الجهود الكبيرة والريادة التي تتميز بها الولايات المتحدة الأمريكية.