الأوروغواي : اهتمام بالبطولة المحلية لكرة القدم لا يلين أمام إغراء الكلاسيكو الإسباني

(إعداد عبد المجيد شهبون)

مونتيفيديو- بالرغم من مشاركته باقي شعوب أمريكا اللاتينية ولعها بكرة القدم إلا أن جمهور الأوروغواي لا تنال من اهتمامه البطولة المحلية لبلده حتى أكبر مباريات الخارج متعة.
إنها حقيقة أكدها تزامن المباراة الأخيرة لنادي برشلونة ضد غريمه التقليدي ريال مدريد مع المقابلة المحلية لناثيونال ضد فريق دانوبيو متزعم سبورة الترتيب في بطولة الأوروغواي .
فقد تابع عامة الناس في الأوروغواي في الساحات العمومية، التي جهزت بمعدات متطورة لالتقاط البث التلفزي، المقابلة المحلية دون الاكتراث بمقابلة الكلاسيكو الإسباني الأكثر مشاهدة في العالم، وعلى الرغم من أن أحد رموز كرة القدم الأوروغوايانية ، لويس سواريث، يلعب ضمن الفريق الكاطلاني وأظهر في المقابلات الأخيرة لناديه عن علوه كعبه.
وفي هذا الصدد، قال اللاعب الدولي الأوروغواياني السابق فيرنادو مورينا وهداف البطولة الاسبانية في ثمانينيات القرن الماضي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن إيلاء الأهمية لكرة القدم المحلية ليس أمرا جديدا في الأوروغواي بل هي عادة ظلت متجذرة في هذا البلد منذ زمن طويل.
وأضاف مورينا، الذي حاز مع فريقه على كأس محمد الخامس سنة 1974 بالدار البيضاء في المقابلة النهائية التي جمعت فريقه “بينيارول” ضد فريق رجاء بني ملال، أن لاعبي كرة القدم بالاوروغواي ،على غرار لاعبي باقي بلدان أمريكا اللاتينية، لم تكن تتاح لهم في السابق فرص كثيرة للانتقال إلى الأندية الأوروبية ، ولذلك ظل اهتمام الجمهور الرياضي الأوروغواياني منصبا على البطولة المحلية وتطوراتها مهما كان حجم الحدث الرياضي في أوروبا.
” ويجب أن لا ننسى، يقول مورينا، أن الأوروغواي كانت ولاتزال، بفضل هذا الاهتمام ،خزانا ومشتلا للاعبين من مستوى عال يتم إعدادهم قصد الالتحاق بالأندية الوطنية والدفاع عن القميص الوطني قبل الانتقال إلى الأندية الأوروبية أو باقي أندية العالم”، مشيرا إلى أنه وإن كانت الأمور في الأوروغواي قد تغيرت بشكل كبير غير أن “الاهتمام بكرة القدم المحلية ظل من الثوابت”.
ولا يختلف رأي مورينا كثيرا عن رأي عامة الناس في الأوروغواي. فعن سؤال حول سبب عدم اكتراثه بما يجري في ملعب نو كامب ببرشلونة حيث يلعب مواطنه سواريث، رد شاب دون أن يزيل بصره عن شاشة التلفزة بأحد المقاهي حيث كان يتابع مباراة ناثيونال ضد فريق دانوبيو، “هذا صحيح ولكن كل شيء له قيمته، فالآن يلعب ناثيونال الذي هو فوق كل اعتبار”.
وبدوره قال شاب آخر “لقد جرت العادة أن نهتم بما يدور حولنا لأن كرة القدم في بلدنا تنمو وتترعرع وتنطلق من الداخل، فكل ما يحدث خارج البلاد يظل في المقام الثاني أمام ناثيونال”.
وأضاف الشاب، أن الأوروغواي وإن كان بلدا صغيرا إلا أنه يتوفر مع ذلك على خزان من اللاعبين الموهوبين، فالكل هنا يعشق المستديرة حتى النخاع وكل لاعب كرة القدم يتمنى أن يلتحق بأحد الفرق المحلية غير أن حلمه الكبير يبقى دوما هو ارتداء القميص الوطني.
وأردف الشاب ذاته” سأكون منافقا إذا قلت لك بأنني أعشق ما يدور في إسبانيا، والحقيقة أن ما يهمني أكثر هو ما يجري حولي في الداخل”.
وهكذا يتضح بجلاء أن اهتمام الجمهور الأوروغواياني يبقى منصبا على بطولة كرة القدم المحلية لبلده مهما كان حجم المباريات التي تجري بالخارج خلافا لما يحدث في بعض بلدان الضفة الجنوبية للحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، حيث تكون المقاهي غاصة بالمشاهدين الذين يتابعون الكلاسيكو الإسباني وتنقلب الأمور في أغلب الأحيان إلى عناد ومشاجرات بين محبي الغريمين التقليديين.