” الأسبوع الأخضر” ببرلين : المغرب يقدم ثقافته المتعددة وسحر طبيعته وغني منتجاته المحلية

(إعداد نادية أبرام)

برلين – على مساحة تقدر ب1550 متر مربع، يقام الجناح المغربي في المعرض الدولي للفلاحة “الأسبوع الأخضر” ببرلين في دورته ال81 ، في شكل هندسي جميل يمتح من العمارة المغربية المستمدة من الحضارات المتعاقبة على المملكة.

من الوهلة الأولى يعطي الجناح المغربي للزوار انطباعا خاصا يمكنه من السفر ولو للحظات إلى المغرب ، إذ أنه عند دخول أبواب الجناح يلمس الزائر تاريخ المملكة العريق من خلال شكله الهندسي الذي يعكس فن عمارته المستمد من الفنون الإسلامية التقليدية والأندلسية وكل العناصر التي غذته في العصر الحاضر.

فالجناح المغربي كأنه “سويقة ” بإحدى مدنه العتيقة المحافظة على طابعها ، بأجوائها وروائها وألوانها ، وبالنقوش على الطراز المغربي في الأبواب والأثاث ، فيما تتوسطه جلسة إعداد الشاي بكل عناصرها التي تدخل في إعداده على الطريقة المغربية .

ويتوزع الجناح إلى مجموعة أروقة يعرض فيها نحو 54 عارضا قادمون من كل جهات المملكة ، من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها ، يقترحون على الزوار منتجاتهم المحلية .

وتجسد هذه المنتجات تنوع وغنى الطبيعة المغربية إذ أن أغلب المنتجات لها خاصياتها ولا تستقيم إلا في أرض المنطقة التي تنتمي إليها ، كزيت الأركان الذي وصل صيته إلى العالمية بفضل قيمته الغذائية وجودته ، إذ تستورده كبريات الشركات المنتجة لمواد التجميل خاصة الالمانية والفرنسية التي تستخدمها في مختلف منتجاتها إضافة إلى قيمته الغذائية .

كما يعرض المشاركون المغاربة مواد كالورد البلدي والكامون البلدي ، والزعفران ،والصبار ومشتقاته ، وزيت الزيتون وأنواع التمور وأنواع المنتجات الطبية والعطرية وبعض المواد الغذائية خاصة منها الكسكس بأنواع متعددة، والعسل.

فمشاركة المغرب هذه السنة مشاركة مميزة بكل المقاييس، إذ حظيت بترحيب عال من قبل المسئولين الألمان الذين اعتبروا أن الجناح المغربي الأكبر والأفضل ، فيما عبر الزوار الذين جاؤوا بالمئات منذ افتتاحه عن انبهارهم بشكله وألوانه وبالمواد التي يقدمها والتي لقيت إقبالا كبيرا خاصة في نهاية الاسبوع الذي يتميز بزيارة الأسر من كل مناطق ألمانيا.

فتيات وشباب، ونساء ورجال التعاونيات الفلاحية المشاركة ، زادوا من تألق الجناح بزيهم التقليدي الذي يعكس المنطقة التي جاؤوا منها ، ويستقبلون الزوار القادمين ليس فقط من كل مناطق ألمانيا بل حتى من خارجها بابتسامة وترحيب قبل أن يقدموا شروحا حول منتوجاتهم.

والتنوع الذي يعكسه الجناح المغربي لا ينحصر في المنتجات التي يعرضها بل حتى في الموسيقى المتنوعة التي يقدمها إذ يستقبل زواره على إيقاعات موزعة بين فن كناوة والفن الأمازيغي والطرب العصري من خلال مشاركة مجموعة موسيقية تحت إشراف الفنان نبيل الخالدي ، التي تتحف الجمهور بمقطوعات شعبية وأخرى عصرية كمقطوعة “رقصة الاطلس ” إلى جانب الموسيقى الأندلسية.

وزوار الجناح المغربي ومن ضمنهم أفراد من الجالية المغربية المقيمة في ألمانيا الذين يجددون التأكيد بهذه الزيارة على ارتباطهم القوي ببلدهم الأم ، يتفاعلون بشكل كبير مع رقصات الفرق وكأنهم في عرس مغربي ، ثم يبحثون في أروقة الجناح عن حاجيات خاصة من المواد المحلية التي يعرفونها وأخرى يستكشفونها لأول مرة ويسألون عن فوائدها ومصدرها .

وحضور المغرب في هذه الدورة كأول بلد أفريقي شريك وضيف شرف مميز ، يعتبر ثمرة جهود قامت بها وزارة الفلاحة والصيد البحري التي تشرف على هذه المشاركة وتحرص على تقديم المغرب المتعدد والغني ليس فقط بمنتجاته بل حتى بثقافته وطبيعته في دعوة إلى القيام بزيارته كوجهة سياحية تستجيب لكل الأذواق السياحية .

ويشكل المعرض في كل دورة ، فرصة للمغرب لبرمجة لقاءات وإقامة شراكات في القطاع الفلاحي مع الدول المشاركة ، واستكشاف أسواق جديدة بالنسبة للمهنيين .

وقد حظي الجناح المغربي الذي أشرفت صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم على افتتاحه بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش وعدد من الشخصيات الألمانية والمغربية من ضمنها سفير المغرب ببرلين عمر زنيبر ، بتغطية إعلامية واسعة من قبل عدد كبير من الصحافيين من مختلف الدول.

كما ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم حفلا نظمه المغرب بمناسبة الدورة الحادية والثمانين للأسبوع الأخضر الدولي، تميز بتقديم أمسية شارك فيها فنانون مغاربة من جميع الألوان الفنية من ضمنهم ماكسيم كاروتشي الذي قدم فن الشكوري ، والمعلم مصطفى باكو والمغنية الصحراوية باتول المرواني ونجمة العروض المغنية أوم ، إضافة إلى الفنانة تحيحيت والفنان عبد الرحيم الصويري ، الذين قدموا ثلاث لوحات فنية حظيت بإعجاب الحضور .