آخر الأخبار
الأرجنتين في رهان الانفتاح من جديد على العالم عبر بوابة دافوس

الأرجنتين في رهان الانفتاح من جديد على العالم عبر بوابة دافوس

الجمعة, 22 يناير, 2016 - 10:32

بقلم : هشام الأكحل

بوينوس أيريس – اختارت الأرجنتين، الخارجة لتوها من مسلسل انتخابي أحدث تغييرا في البلاد وتوج بوصول الليبرالي، ماورثيو ماكري إلى سدة الحكم، أن توقع على مشاركة وصفت ب “الناجحة” في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس (سويسرا)، وذلك في خطوة عنوانها الأبرز يتمثل في الانفتاح، اقتصاديا وسياسيا، على العالم بعد غياب دام أزيد من 12 سنة.

وهكذا أصر ماكري، الذي خلف الرئيسة السابقة كريستينا فيرنانديث دي كيرشنير يوم العاشر دجنبر الماضي على رأس ثالث أقوى اقتصاد في أمريكا اللاتينية على الحضور إلى دافوس رفقة رئيس حكومته ماركوس بينيا ووزيرة الخارجية، سوسانا مالكور، ووزير الاقتصاد والمالية، ألفونسو برات غاي، ولكن أيضا اصطحب معه منافسه السابق، صاحب المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، سيرخيو ماسا، زعيم حزب المعارضة “جبهة التجديد” ، وذلك في إشارة اعتبرها المتتبعون، أنها رغبة من ماكري في إشراك جميع الأطياف السياسية في التوجه الجديد الذي تشهده البلاد.

ولعل لقاء ماكري بالوزير الأول البريطاني ديفيد كاميرون خلال قمة دافوس كان من بين أهم اللقاءات التي استأثرت بالاهتمام حيث مكن ذلك ، بحسب وسائل إعلام أرجنتينية، من الإعلان عن وجود إمكانية لفتح “فصل جديد” في العلاقات بين البلدين اللذين يتنازعان السيادة على جزر المالوين ، الخاضعة للحكم البريطاني منذ سنة 1833.

وفي أعقاب هذا اللقاء صرح ماكري للصحافة أن بلاده تسعى إلى إقامة علاقة مع بريطانيا “تكون فيها جميع الملفات موضوعة على الطاولة”، مشيرا إلى أن الأرجنتين ترغب في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية مع بريطانيا والعمل سويا في مجالات أخرى من قبيل التغيرات المناخية ومحاربة تهريب المخدرات ومكافحة الفساد، لكن دون التنازل عن المطالبة بالسيادة على جزر المالوين الواقعة على بعد 480 كلم من السواحل الجنوبية للأرجنتين.

وهو التوجه ذاته الذي عبر عنه رئيس الحكومة الأرجنتينية، ماركوس بينيا الذي اعتبر أن مواقف بوينوس أيريس ولندن بشأن جزر المالوين مازالت مختلفة ولكن الاختلاف لا يمنع من إقامة “علاقة جيدة بين البلدين” .

وعلى قدر كبير من الأهمية كان اللقاء الذي جمع الرئيس الأرجنتيني بنائب الرئيس الأمريكي، جون بايدن خلال هذه القمة الاقتصادية العالمية، إذ اعتبر ماكري في هذا السياق أن علاقة جديدة بدأت تتشكل ملامحها في الأفق بين بلاده والولايات المتحدة، خاصة وأن الأخيرة أعربت عن استعدادها للتعاون مع الأرجنتين في كافة المجالات، لاسيما على مستوى الابتكار والتكنولوجيا والدفاع والأمن.

وشدد ماكري على أنه يرغب في إرساء أسس علاقات” نضج وواقعية” مع الولايات المتحدة. كما أكد الجانبان على ضرورة “خلق أجواء من الحوار الجيد على مستوى جميع أنحاء المنطقة”، والحفاظ على “قيم السلام” والمساهمة في التنمية المستدامة بالمنطقة.
وعرض المسؤول الأمريكي على الأرجنتين مساعدة بلاده قصد التقدم في مكافحة تهريب المخدرات التي أضحت ظاهرة تؤرق السلطات الأرجنتينية، معربا عن أمله في أن تسمح المرحلة الجديدة التي تعيشها الأرجنتين بعد وصول ماكري إلى رئاسة البلاد بأن “تتلمس الأخيرة طريقها نحو التنمية”.

وبالإضافة إلى الانفتاح السياسي، فقد أعربت الأرجنتين خلال قمة دافوس عن رغبتها في جلب الاستثمارات إلى البلاد وتشجيع الرساميل الأجنبية على استغلال الفرص المتاحة في هذا البلد الجنوب أمريكي ، خاصة وأن الحكومة الجديدة أعلنت مؤخرا عن سلسلة من الإجراءات التحفيزية ومن بينها إلغاء القيود المفروضة على صرف العملات الأجنبية، واضعة بذلك حدا لنظام معمول به منذ سنة 2011.

وفي سعيه للتأكيد على أن مرحلة جديدة قد بدأت بالفعل في الأرجنتين، أجرى ماكري سلسلة لقاءات مع ممثلي العديد من المؤسسات والشركات العالمية ، من بينها “شال” و”طوطال” و”ميتسوبيشي ” و”غوغل” بالإضافة إلى شركة “كوكا كولا” التي أعلنت عن عزمها القيام باستثمارات بقيمة مليار دولار بالأرجنتين خلال الأربع سنوات المقبلة.

عندما تولى ماكري قيادة البلاد أعلن عن عزمه القضاء على الفقر نهائيا والتصدي لتهريب المخدرات، وضمان تكافؤ الفرص أمام الجميع وتوفير مزيد من مناصب الشغل وتحقيق العدالة الاجتماعية والحد من معدلات التضخم المرتفعة والنهوض بالعنصر البشري وجعله في صلب أية معادلة للتنمية، لكنه كان يعي أن كل هذه الوعود يصعب أن تتحقق ما لم تنفتح الأرجنتين سياسيا واقتصاديا على العالم.

ولذلك يعتبر المراقبون أن التغيير الذي اختارته الأرجنتين لقي تجاوبا في قمة دافوس الاقتصادية وهو ما يعني برأيهم أن الأيام المقبلة ستجعل العديد من شركات الاستثمار العالمية تفكر في أن تولي وجهها شطر الأرجنتين التي يبدو أنها قد هيأت لذلك كل أسباب النجاح من خلال تبني منطق المصالح الاقتصادية على أساس المنفعة المتبادلة والانفتاح على مختلف دول العالم بصرف النظر عن الخلافات الأيديولوجية والسياسية.

اقرأ أيضا

اليوم العالمي للترجمة.. الإيسيسكو تشيد بدور المترجمين في تبادل المعارف بين الشعوب وتعزيز السلام العالمي

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 12:09

أشادت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بمناسبة اليوم العالمي للترجمة الذي يصادف يوم 30 شتنبر من كل سنة، بدور المترجمين في تبادل المعارف بين الشعوب وتعزيز السلام العالمي.

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 10:24

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الإثنين على وقع الارتفاع، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,3 في المائة ليستقر عند 14.492,87 نقطة.

فاس.. الإعلان عن الفائزين بنهائيات الدورة الخامسة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 8:30

تم، يوم الأحد، الإعلان عن أسماء الفائزين بنهائيات الدورة الخامسة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، التي جرت أطوارها بمدينة فاس ما بين 27 و 29 شتنبر الجاري، عن بعد، بمشاركة فروع المؤسسة في 48 بلدا إفريقيا.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية