اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، خطوة كبيرة في سبيل حل النزاع الإقليمي (سفير)

أنتاناناريفو – أكد سفير المغرب بمدغشقر، السيد محمد بنجيلاني، اليوم الثلاثاء، أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كامل صحرائه يشكل خطوة كبيرة في سبيل حل هذا النزاع القديم في القارة الإفريقية.

وأوضح السيد بنجيلاني، في حوار مع الصحيفة الملغاشية (لي نوفيل) أن هذا القرار تاريخي، لأن الأمر يتعلق بمرسوم وقعه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهي دولة “لا يحتاج دورها و وزنها على الساحة الدولية إلى إثبات، فضلا عن كونها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي”.

وأضاف أن الاعتراف الأمريكي يشكل تتويجا لعمل الدبلوماسية الملكية وسنوات عديدة من العمل والتبادل بين البلدين، مبرزا الطابع الآني لهذا القرار الذي يتشكل من ثلاثة مستويات على الأقل.

وبخصوص المستوى الأول، أوضح السفير أنه “على الصعيد الداخلي في الولايات المتحدة تم إبلاغ القرار إلى مختلف المؤسسات، وتم نشره في السجل الفيدرالي. ومن أولى نتائجه اعتماد الإدارة الأمريكية لخريطة المغرب بأكمله”.

وبعد ذلك، يتابع السيد بنجيلاني، أبلغت الولايات المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بهذا القرار، الذي تم تقديمه للدول الأعضاء كوثيقة من وثائق مجلس الأمن”.

وأضاف “أما على المستوى الثنائي، فسينتج عن هذا القرار، قريبا، افتتاح قنصلية عامة للولايات المتحدة في الداخلة بالصحراء المغربية، والتي ستكون في الأساس ذات طبيعة اقتصادية بهدف تشجيع الاستثمارات وفرص الأعمال في المنطقة”.

وأشار السفير، في هذا السياق، إلى أنه تم إطلاق، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، برنامج تنموي واسع في الأقاليم الجنوبية من المملكة يشمل، على الخصوص، بنى تحتية طرقية وموانئ، وكذا منشآت صحية وتعليمية.

وسجل أن العديد من الدول الإفريقية، بما في ذلك دول أعضاء في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (السادك)، والعالم العربي والقارة الأمريكية، قامت بفتح قنصليات عامة لها في العيون والداخلة في الصحراء المغربية.

وأكد أنه منذ أبريل 2007، وصفت العديد من الدول المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية، بأنها جادة وذات مصداقية وواقعية من أجل تسوية عادلة ومستدامة لهذا النزاع الإقليمي.

وبخصوص العلاقات المغربية- الملغاشية، أشار السيد بنجيلاني إلى أن “دينامية تضامن المغرب مع شعب مدغشقر الشقيق، تجلت مرة أخرى، بقوة خلال شهر يونيو الماضي، عندما تلقى البلد شحنة مهمة من المعدات الطبية والأدوية، والتي أمر جلالة الملك محمد السادس بإرسالها دعما لجهود مدغشقر في مكافحتها لفيروس كوفيد-19”.