استفتاء 9 نونبر يحدث شرخا عميقا في المجتمع الكاتالوني

استفتاء 9 نونبر يحدث شرخا عميقا في المجتمع الكاتالوني

الثلاثاء, 9 سبتمبر, 2014 - 11:06

( من مراسل الوكالة ببرشلونة.. خالد الشاتي)

برشلونة -يبدو أن الدعوة الى إجراء استفتاء حول مستقبل إقليم كاتالونيا ( شمال شرق إسبانيا) من قبل التحالف المشكل للحكومة المحلية الذي يقوده تحالف “وحدة وتوافق” برئاسة أرتور ماس وبدعم من حزب اليسار الجمهوري ، أحدث شرخا عميقا في المجتمع الكاتالوني من الصعب تجاوزه مستقبلا.
وليس هناك حاجة لمزيد من استطلاعات الرأي لمعرفة مدى الانقسام الذي يعيشه سكان الإقليم اتجاه هذا الاستفتاء الذي يطلق عليه هنا ” مسلسل السيادة” بحيث أن أي مراقب بإمكانه ملاحظة هذا الواقع بالعين المجردة وذلك من خلال شرفات المنازل.

فجولة سريعة في أحياء برشلونة ستمكن المرء من تعداد الإعلام التي ترمز الى الاستقلال ( خطوط صفراء و حمراء بداخلها مثلث أزرق وسطه نجمة بيضاء ) والاخرى التي ترمز الى مساندة البقاء ضمن إسبانيا ( خطوط حمراء وصفراء ) ، وهي معلقة على واجهات العمارات والمنازل وأحيانا في متاجر ومكاتب خاصة.

ولا تخفي فئات واسعة من الساكنة وهي التي يطلق عليها ” الاغلبية الصامتة” تخوفها من إصرار الحكومة وجزء من الطبقة السياسية على تنظيم هذا الاستفتاء رغم أن نتائجه غير مضمونة في أي حال من الاحوال.

وكان أرتور ماس الزعيم القومي قد دعا في دجنبر 2013 الى إجراء استفتاء “لتقرير مصير” الإقليم في 9 نونبر 2014 وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا قويا من قبل حزب اليسار الجمهوري وبعض الحركات السياسية اليسارية الأخرى وجزء وازن من المجتمع المدني فيما عارضه الحزب الشعبي الكاتالوني والحزب الاشتراكي الكاتالوني ، هذا الاخير الذي يقترح كحل وسط إجراء تعديل دستوري يأسس لنظام فدرالي في إسبانيا.

وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بيدرو سانشيث، الاسبوع الماضي ، عقب لقائه مع رئيس الحكومة الكاتالونية المحلية أرتور ماس أن مسألة تعديل الدستور ضرورية لتعزيز وضعية كاتالونيا بما يتناسب مع بقية اسبانيا ، مضيفا أنه أبلغ ماس رفضه لإجراء الاستفتاء في هذا الاقليم لأنه ” غير شرعي” على اعتبار أن “مسألة السيادة هي ملك لمجموع الشعب الاسباني” .

أما رئيسة الحزب الشعبي الكاتالوني أليسيا سانشيث كاماتشو، فقد أعلنت في حضور نائبة رئيس الحكومة المركزية سوريا دي سانتا مريا خلال تجمع نظم نهاية الاسبوع في مدينة بالادونا شمال برشلونة أن حزبها أعلن التعبئة العامة في الإقليم لمواجهة التوجهات الانفصالية التي تشهدها كاتالونيا مؤكدة على رفضها للاستفتاء لأنه ” غير قانوني” لان “السيادة تعود لمجموع الشعب الاسباني”.

ورغم تفوق دعاة الانفصال عدديا على خصومهم ، حسب استطلاعات للرأي، فإن فئات واسعة من الساكنة لا تخفي تخوفها من إصرار الحكومة وجزء من الطبقة السياسية على تنظيم هذا الاستفتاء.

وفي هذا السياق ، قال بابلو دي باسكوس (مسير نادي ثقافي في برشلونة) إن ” الوضعية تثير مخاوف الجميع بمن فيهم مؤيدي الانفصال لان الحكومة المحلية عاجزة عن رسم معالم مستقبل الاقليم ما بعد الاستفتاء”، مشيرا الى أن جل المؤيدين للاستفتاء هم من الغاضبين وضحايا الأزمة الاقتصادية.

وأوضح في شهادة لوكالة المغرب العربي للانباء على هامش أحد التجمعات التعبوية التي نظمها الحزب الشعبي المعارض للاستفتاء نهاية الاسبوع ، أن البرنامج السياسي لدعاة الانفصال هو “عبارة عن شعارات غامضة لا ترقى الى مطالب اجتماعية أو خطة سياسية من شأنها إخراج البلاد من مضاعفات الأزمة الاقتصادية”.

و قالت غلوريا سانتي ، مدرسة ابتدائي ، في تصريح مماثل إنه يتعين فتح نقاش واسع حول مستقبل الدولة الاسبانية تطرح خلاله مسألة تعديل الدستور الحالي حتى يتماشى وطموحات الأقاليم والمناطق في مجموع إسبانيا.

وأشارت إلى أن الحل السياسي للازمة الحالية في كاتالونيا يكمن في توسيع مجال نظام الحكم الذاتي في أفق اعتماد نظام فدرالي في البلاد كما جاء في موقف الحزب الاشتراكي الاسباني.
أما جوردي مانويلو صاحب مكتبة ، فتساءل في شهادته ” عن موقف دعاة الانفصال من موقف الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر أن الاستفتاء مسألة إسبانية داخلية “، مذكرا في السياق ذاته بتصريحات العديد من المسؤولين الأوروبيين الذين أكدوا أكثر من مرة أن ” كاتالونيا المستقلة ستكون خارج الاتحاد الأوروبي “.

كما تساءل حول مصير الاتفاقيات التي تربط الإقليم بالاتحاد الأوروبي أو من خلال الحكومة المركزية، مشيرا إلى أن الشركات الكبرى العاملة في الإقليم قد تفضل بدورها الهجرة خارج الإقليم في حالة ما أصرت الحكومة المحلية على الانفصال عن إسبانيا.

ومن الفئات المعنية بإجراء استفتاء في الإقليم، هناك المهاجرون المقيمون بصفة شرعية بالإقليم ومن بينهم 270 ألف مغربي ، فأغلبية هؤلاء متخوفون من فقدان الامتيازات التي تمنحها إياهم الإقامة مثل التعليم والصحة والتنقل داخل بلدان الاتحاد الأوروبي بالنسبة لحاملي بطاقة الاقامة.

وكيف ما تطورت الأوضاع في هذا الإقليم الاسباني الذي يعرف غليانا يشتد أكثر مع اقتراب موعد الاستفتاء ، فإن الشرخ الذي أحدثه الموقف من إجراء الاستفتاء بين الساكنة ، لن يندمل في الافق القريب بل قد يسفر عن ظهور حركات جديدة أكثر تطرفا من قبيل حليقي الرؤوس الذين أصبحوا يظهرون بين الفينة والاخرى في شوارع المدن الكاتالونية لإثارة الرعب خاصة بين أوساط المهاجرين.

 

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغاية بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.