اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي: حديث مع أنطوان سالي دي شو، مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في المغرب

اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي: حديث مع أنطوان سالي دي شو، مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في المغرب

الأحد, 15 أكتوبر, 2023 - 2:10

مراكش – أجرى مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بالمغرب، أنطوان سالي دو شو، حديثا لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي (IMF)، في ما يلي محتوى الحديث:

   – ما هو الغرض من حضور البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي؟ 

إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية حاضر في الاجتماعات بوفد هام للغاية من لندن، بقيادة رئيستنا، أوديل رينو باسو. ومن الواضح أن الهدف هو اللقاء بجميع شركائنا الدوليين والمشاركة في مختلف المناقشات الجارية حول الإصلاح، وخاصة مؤسسات التنمية المتعددة الأطراف. وبما أن المغرب يستضيف هذه الجمعيات ويفعل ذلك بطريقة رائعة للغاية، فإننا ننتهز هذه الفرصة للقاء شركائنا المغاربة على أعلى مستوى وعقد اجتماعات حول مختلف المواضيع التي تربطنا من أجل الدفع بقضايانا. .

   – بالحديث عن التنظيم، كيف تنظرون إلى انعقاد هذه الاجتماعات السنوية، التي تعتبر حدثا ذا أهمية عالمية كبيرة، في المغرب؟ 

إنها مبادرة ممتازة أن نرى الاجتماعات السنوية تعود إلى القارة الأفريقية بعد نصف قرن. وهذا يسمح للمملكة بأن تكون في دائرة الضوء أكثر. إن المغرب حاضر في أذهان الجميع اليوم، بل وأكثر من ذلك عندما نتحدث عن كأس العالم 2030 الذي تشارك البلاد في تنظيمه. وبالتالي، فهي منصة ممتازة يمكن للمغرب من خلالها أن يثبت قدرته، التي من الواضح أنها لا يشكك فيها أحد، في تنظيم تظاهرات على مستوى دولي.

لا يسعنا إلا أن نهنئ المغرب. المركب رائع. حركة المرور سلسة للغاية على الرغم من تدفق المشاركين الذين يبلغ عددهم 14000 زائر. فهذا  قبل كل شيء مؤشر على الصمود، لأنه يجب علينا أن نتذكر أن المغرب تعرض لزلزال مروع قبل بضعة أسابيع فقط. إن المغرب وجهة استطاعت دائما النهوض من جديد مهما كانت التحديات.

– تحدثتم عن الزلزال، ما تعليقك على تدبير تداعياته والعناية بالضحايا من قبل السلطات المغربية بناء على التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس؟ 

نحن ننوه بالسرعة التي نظمت بها الحكومة استجابة سريعة وقوية للغاية على هذه المأساة التي من الواضح أنها فاجأت الجميع. وفي الساعات التي تلت ذلك، انتشرت كافة أجهزة الطوارئ والأمن. ولا بد لي من تسليط الضوء أيضا على خطة إعادة الإعمار الضخمة التي أطلقها جلالة الملك، والتي تبلغ قيمتها 120 مليار درهم، والتي تمثل حوالي 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب والتي من شأنها سد الفجوات والفوارق في التنمية في هذه المنطقة.

ويمكننا دعم هذه الاستجابة من خلال الاعتماد أيضا على نقاط قوتنا، لاسيما على مستوى تعبئة القطاع الخاص، وحالات الطوارئ  والأزمات. نحن نعمل حاليا مع مجلس إدارتنا من أجل مواكبة الاحتياجات الفورية للحفاظ على النسيج والبنية التحتية لهذه المنطقة، ولكن قبل كل شيء تسريع تطويرها بهذا المنطق، كما يقول الإنجليز، “إعادة البناء بشكل أفضل”.

تتمثل رؤيتنا في المساهمة في إعادة بناء هذه المنطقة، في إطار مقاربة الاستدامة والمرونة والإدماج الاقتصادي للنساء والشباب.

   – لنتحدث عن أفريقيا. كانت القارة محور المناقشات خلال أعمال هذه الاجتماعات. ما رأيكم في التزام المغرب تجاه إفريقيا؟

إن المغرب، بالنسبة لأي شخص مهتم بإفريقيا، شريك لاغنى عنه، ولكن قبل كل شيء ربما يكون أرضية ومدخلا  للقارة الأفريقية. لقد اكتسب المغرب خبرة حقيقية ومعرفة مفصلة للغاية بالأسواق الأفريقية، من خلال توسيع مجموعاته الكبيرة في القارة والمزيد من الشركات المتوسطة الحجم الآن. خلال اجتماعنا السنوي، أقر مساهمونا مبدأ توسيع عمليات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بدءًا بستة دول هي كوت ديفوار والسنغال وبنين وغانا ونيجيريا وكينيا، مما زاد تواجدنا من 37 إلى 43 دولة افريقية.

أثناء تطوير هذه الإستراتيجية الجديدة وقبل تقديمها إلى مساهمينا، ناقشنا مع شركائنا المغاربة حتى نتمكن من تحسين فهمنا وتحسين العرض لشركائنا. ستكون أولى عملياتنا في هذه البلدان مع زبنائنا المغاربة، سواء تعلق الأمر بالبنوك التي نعمل معها مسبقا، والتي لها حضور كبير في أفريقيا، أو عدد معين من المجموعات الكبيرة. وبالنسبة لنا، فإن هذا التوسع سيسمح لنا أيضا بأن نكون في وضع أفضل بكثير لدعم نمو المجموعات المغربية في القارة. سنكون قادرين على تمويل الشركة الأم، وكذلك الشركات الأفريقية التابعة.

  – كما تعلمون، أطلق المغرب، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك ، عددا كبيرا من الاوراش الاجتماعية والاقتصادية المهيكلة التي تستشرف المستقبل، مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر. ما رأيك في دينامية الإصلاحات هذه؟ 

في ما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، نحن مقتنعون بأن المغرب يتمتع بواحدة من أكبر الإمكانات في العالم، وبشكل عام في مجال الوقود الأخضر. لقد أجرينا دراسة على 37 دولة نعمل فيها، وكان من الواضح أن المغرب يحتل المرتبة الأولى من حيث قدرته على إنتاج الهيدروجين بأسعار تنافسية للغاية.

يأتي هذا من حقيقة أن المغرب يتمتع بمزيج فريد من نوعه من الرياح والطاقة الشمسية. ولكن، هنا، يعد الحصول على هذا المزيج والقدرة على إنشاء عوامل قدرة يمكن أن تقترب من 70 في المائة للمحللات الكهربائية، أمرا تنافسيا للغاية. ومن الواضح أن ما يثير الاهتمام أيضا بالنسبة للمغرب هو قربه من السوق الأوروبية، التي ترغب، من خلال السياسات المعلنة، في أن تكون قادرة على إنتاج واستيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر. وسيتم استيراد جزء كبير جدا منه من شمال إفريقيا.

من جهة أخرى، فإن المغرب محظوظ جدًا بوجود مشتري محلي وهو المكتب الشريف للفوسفاط والذي سيمكن من إنشاء وإطلاق شركة محلية للهيدروجين الأخضر، قبل تقديم عرضه. وفي ما يتعلق بالبنية التحتية، يتوفر المغرب على منصات لوجستية كبيرة وخبرة تصديرية كبيرة مثل ميناء طنجة المتوسط أكبر ميناء في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وميناء الناظور غرب المتوسط.

نلاحظ أن هناك تفكيرا عميقا وراء العديد من المواضيع المتعلقة بنواقل الطاقة المتجددة الجديدة واستراتيجية التصدير ذات الصلة. والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية رهن إشارة المغرب لمواكبته في هذه المشاريع من خلال شركائه من القطاع الخاص.

– في مستهل الحديث، ذكرتم مشاركة المغرب في تنظيم كأس العالم 2030. ما هي، في نظركم، المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي العمل عليها في ظل هذا الاستحقاق العالمي؟ 

يعتبر عام 2030 موعدا نهائيا مهما للمغرب وبرامجه التنموية سيسمح له بتحديد مسار وطموح. يجب على المغرب أن يستعد ليكون مرة أخرى، كما هو الحال اليوم، في دائرة الضوء. ومن الواضح أن هناك كل البنية التحتية اللازمة لاستضافة هذا الحدث العالمي.

أفكر في البنية التحتية الرياضية، ولكن أيضًا في مجال النقل، مثل مشروع تمديد الخط الفائق السرعة إلى مراكش ثم أكادير. مواضيع مثل ادماج الطاقات المتجددة لا تقل أهمية. من المؤكد أن المغرب لديه طموحات لعام 2030. وهذا سيضمن تحقيقها أو حتى تجاوزها بحلول ذلك الوقت. سنرى ما هي الصورة التي يود المغرب تقديمها في عام 2030.

– بالضبط، كيف تتصورون هذه الصورة؟ 

أعتقد أنها صورة البلد الرائد في مجال الانتقال الطاقي. بلد يشكل بوابة وجسرا بين أوروبا وأفريقيا. بلد يزخر ببنية تحتية عالمية المستوى. بلد  أعتقد أن الرهان فيه سيكون أيضا حول قضايا الادماج.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2) في اللقاء الذي جمع بينهما اليوم السبت، على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.