اتحاد دول أمريكا الجنوبية في رحلة بحث جديدة عن سلام مفقود في فنزويلا

اتحاد دول أمريكا الجنوبية في رحلة بحث جديدة عن سلام مفقود في فنزويلا

الإثنين, 7 أبريل, 2014 - 12:15

كراكاس- (من المراسل الدائم للوكالة بكراكاس: هشام الأكحل) – في زيارة هي الثانية من نوعها في أقل من أسبوعين يحل ،اليوم الاثنين، بكراكاس وفد يضم سبعة من وزراء خارجية اتحاد دول أمريكا الجنوبية “الأوناسور”، في مهمة عنوانها الأبرز البحث عن السلام المفقود في فنزويلا ومد جسور الحوار بين الحكومة والمعارضة لإنهاء أزمة سياسية واجتماعية تعصف بالبلاد من نحو شهرين.فمنذ مطلع فبراير الماضي تعيش فنزويلا على إيقاع احتجاجات، تخفت حدتها حينا ويشتد لهيبها حينا آخر، وخلفت لحد الساعة حصيلة مؤقتة تمثلت في مصرع 39 شخصا، نصفهم رميا بالرصاص، وجرح أزيد من 600 آخرين إضافة إلى اعتقال نحو ألفي شخص، ناهيك عن خسارة مادية قدرها الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ب 15 مليار دولار.

وعلى امتداد الأسابيع الأخيرة شكلت الأحداث الدائرة رحاها في فنزويلا، التي تملك أكبر احتياطي عالمي من النفط، عناوين بارزة في مختلف وسائل الاعلام الدولية، كما تواترت ردود أفعال الدول والمنظمات الدولية والاقليمية حيال ما يعتمل على الساحة الفنزويلية وتوالت الدعوات إلى الحوار من أجل تجاوز الأزمة الراهنة.

وفي هذا السياق تندرج الزيارة الثانية لوفد اتحاد دول أمريكا الجنوبية الذي حط الرحال بكراكاس لتلمس طريق قد يوصل أطراف النزاع في هذا البلد الكاريبي إلى بر الأمان من خلال تيسير سبل الحوار بين مختلف القوى السياسية والقطاعات الاجتماعية والمساهمة في تحقيق الوئام والسلم الاجتماعي.

وفي ختام زيارته الاولى إلى كراكاس في نهاية شهر مارس الماضي، كان الاتحاد قد أدان “كل محاولة للمساس بالنظام الدستوري في فنزويلا” ، معتبرا أن الزيارة “مكنت من الوقوف على رغبة جميع الأطراف السياسية في الجلوس إلى طاولة الحوار وتهيئ الظروف لذلك من خلال تلطيف لغة الخطابات سواء من قبل الحكومة أو المعارضة”.

وأشادت بعثة “الأوناسور”، بانفتاح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واستعداده لتقبل التوصيات التي تم تقديمها من قبل أعضاء الوفد، الذي رحب أيضا بالدعوة التي أطلقها تحالف المعارضة “منبر الوحدة الديموقراطي” من أجل تعيين وسيط يحظى بإجماع أطراف النزاع للمساهمة في حل الأزمة التي تعرفها البلاد.

وقبل تدشين وفد “الأوناسور” لزيارته الثانية إلى فنزويلا، أصدرت الأمم المتحدة يوم السبت الماضي، من خلال مكتبها بكراكاس، بيانا دعت فيه إلى الترخيص للمسيرات الاحتجاجية السلمية كما ينص على ذلك الدستور، معبرة في الوقت ذاته عن رفضها لأعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات المتواصلة منذ 12 من فبراير الماضي.

كما عبر ت الأمم المتحدة عن “قلقها الكبير” بخصوص سقوط ضحايا وخسائر في الأرواح خلال الاحتجاجات بفنزويلا، موجهة نداء إلى المواطنين الفنزويليين ل”ضمان واحترام وتقدير الحق في الحياة”.وجددت الأمم المتحدة دعوتها إلى السلام، مبدية الأمل في أن تنضم كل القطاعات المجتمعية إلى مبادرات الحوار.

وعلى لسان الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، خوسي ميغيل إنسولثا، جاء التأكيد على ضرورة الانخراط في حوار واسع النطاق تشارك فيها الحكومة وكافة أطياف المعارضة، إلى جانب ممثلي المنظمات الاجتماعية الرئيسية من أجل البحث عن أجوبة مشتركة للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها فنزويلا.

وشدد انسولثا على أن مهمة المصالحة التي سيتولى وزراء اتحاد دول أمريكا الجنوبية القيام بها تعد فرصة جديدة لأطراف النزاع من أجل الاتفاق على حد أدنى من نقاط التفاهم التي من شأنها أن تسمح للجميع بالجلوس إلى طاولة حسن النية، على أمل ألا يكون اللقاء مجرد اجتماعات رسمية وفارغة، وإنما يتعين التطرق إلى القضايا الجوهرية التي تقسم المجتمع الفنزويلي.

غير أن انسولثا عدد ما يراه عقبات تحول دون المشاركة في مثل هذه الخطوات، فالنسبة للحكومة لا يمكنها أن تحاور مع من ينكرون عليها شرعيتها ويجهرون علنا بنية الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، أما بالنسبة للمعارضة، فسيكون من المستحيل أن تقبل بالحوار مادام هناك بعض من قادتها وراء القضبان أو موضع متابعة قضائية.

ويخلص الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، إلى أنه من دون اعتراف متبادل بين المعارضة والحكومة لا يمكن إجراء الحوار الذي تحتاج إليه فنزويلا اليوم، مجددا دعوته إلى السلطات والقادة السياسيين إلى تجنب المواجهة، وتحمل مسؤولياتهم والسعي معا إلى الحيلولة دون مزيد من إراقة الدماء وإلى تحقيق آمال الفنزويليين التواقين إلى السلام.

وبدورها لم تحد الكنيسة عن طريق السلام حيث دعا رئيس اللجنة الاسقفية الفنزويلية، دييغو بادرون الحكومة والمعارضة في هذا البلد الجنوب أمريكي إلى نهج الحوار كسبيل وحيد لحل مشاكل البلاد.

غير أن الكنيسة شددت من لهجتها تجاه الحكومة معتبرة أن الأخيرة “مخطئة عندما تعتقد أن بإمكانها حل الأزمة بالقوة”، فالقمع، بنظر الكنيسة، ليس هو الطريق الصحيح” بل يتعين نهج سبيل الحوار ووقف العنف والعمل على إحداث “لجنة للحقيقة” متعددة الأطياف تكمن مهامها الأساسية في توليد الثقة بين الفنزويليين لبناء السلام.

ومن حاضرة الفاتكان جاءت الرغبة في المساهمة في إحلال السلام بفنزويلا، “المشهد في هذا البلد الجنوب الأمريكي ليس واضحا ومن تمة يتعين بحث أفضل الآفاق والأسس للاضطلاع بدور مجد”، يقول المتحدث باسم حاضرة الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي.

أما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فبادر إلى إطلاق مؤتمرات للسلام وجدد دعوته للمعارضة من أجل الحوار، وفي بادرة لحسن النية صادق الأسبوع الماضي على إحداث مجلس لحقوق الانسان بعد أن تكررت الانتقادات من قبل المنظمات الحقوقية التي تندد بانتهاكات حقوق الانسان خلال الاحتجاجات التي تشهدها فنزويلا وكذا بالاستخدام المفرط للقوة وبوجود حالات للتعذيب إضافة إلى الاعتداء على الصحافيين ووسائل الاعلام.

ومع كل هذه الخطوات مازالت المعارضة، المنقسمة على نفسها تنظر بعين الريبة إلى جدية الحكومة في الجلوس إلى طاولة الحوار، مشترطة وجود طرف ثالث يتمتع بحسن نية ويقع عليه إجماع طرفي أو أطراف النزاع.

ولعل اللافت في مختلف ردود الأفعال إزاء ما يجري في فنزويلا هو ما جاء على لسان نائب وزير خارجية إيطاليا، ماريو خيرو الذي أكد من كراكاس أن الحوار بين مختلف أطراف الصراع في فنزويلا “يعتبر ذا قيمة في حد ذاته لأنه لن يساهم في تغيير الأجواء فحسب، وإنما سيمنح الفنزويليين الاحساس بالانتماء إلى الوطن الواحد”.

 

اقرأ أيضا

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 10:34

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، بأداء إيجابي، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,23 في المائة ليستقر عند 14.201,34 نقطة.

المجلس الأعلى للحسابات يواصل تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي (مسؤول)

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 10:33

أكد الكاتب العام للمجلس الأعلى للحسابات، عبد العزيز كولوح، مساء أمس الاثنين بمجلس النواب ، أن المجلس، وعيا منه بأهمية التحول الرقمي، يواصل تنزيل وتنفيذ أهدافه الاستراتيجية “المنبثقة من القناعة الراسخة في تجسيد المهنية والشفافية باعتبارها أهم الدعامات الأساسية لتوطيد هذا الإصلاح”.

السيدة ابن يحيى: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 9:19

أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، أن التوجهات العامة لبرنامج عمل الوزارة لسنة 2025 ترتكز على “تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي “من خلال تعبئة الفاعلين والارتكاز على برامج ذات الأثر المباشر على المواطن”.