إيستونيا.. تدفق المهاجرين أعاد إلى الواجهة النقاش بشأن منع ارتداء البرقع

(محمد بوحجر)

تالين- أعاد تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء النقاش إلى الواجهة بشأن منع ارتداء البرقع في الفضاء العمومي ، على غرار بعض البلدان الأوروبية.

وقد أثير النقاش بشأن هذه المسألة بعد الإعلان عن قرار للجهاز التنفيذي لإستونيا الرامي إلى تعميق التفكير حول الإلغاء القانوني المحتمل لارتداء أزياء تغطي الجسد بأكمله والوجه في الأماكن العمومية .

وبالفعل، فقد طلب وزير الحماية الاجتماعية مرغوس تساهكنا من قطاع العدالة دراسة إمكانية حظر النقاب في الأماكن العمومية.

وجاء هذا الطلب على خلفية استعداد هذا البلد الصغير لاستقبال موجة جديدة من طالبي اللجوء، غالبيتهم سيأتون من بلدان إسلامية من قبيل سوريا والعراق.

وحسب الصحافة المحلية فإن السلطات تخشى من أن تكون ” بعض الأسر المهاجرة متأثرة بمذاهب متشددة قد تكون السبب في حدوث انزلاقات متطرفة”.

وأوضح تساهكنا “عادة نحن بمقدورنا التعرف على الأشخاص في الأماكن العامة”، مؤكدا أن إستونيا تأمل في الاستفادة من تجارب أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي الذين منعوا ارتداء البرقع في الأماكن العمومية.

وبالرغم من ذلك فإن هذا المقترح بعيدا اليوم من أن يحظى بإجماع الطبقة السياسية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة

من جانبها، اعتبرت المفوضة المكلفة بالمساواة بين الجنسين والمساواة في المعاملة ماري ليس سيبر أن اعتماد قرار من هذا القبيل “سيكون منافيا لحقوق الإنسان”.

وبالنسبة لسيبر فإن الحكومة مدعوة إلى مضاعفة الجهود من أجل مكافحة موجات كراهية الأجانب والسهر على أن تقدم إستونيا صورة دولة التسامح التي تحترم حقوق الإنسان .

في المقابل، أعرب النائب البرلماني الأوروبي الليبرالي أورماس بييت عن خشيته من أن “أشكال معينة من الأزياء الدينية تخفي واقعا يتسم باضطهاد النساء باسم حرية الدين “.

بدوره، اعتبر النائب السابق في البرلمان الإستوني ري ماروست أنه يتعين أن تكون الجوانب الأمنية فوق كل الاعتبارات، حتى عندما يتعلق الأمر بالبرقع.

وأوضح هذا القاضي السابق بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن “تغطية الوجه يجعل من الصعب جدا التعرف على الهوية في حال أقدم أي أحد على ارتكاب جريمة”، معتبرا أن أي قانون محتمل يحظر ارتداء البرقع “لن يكون غير دستوري”.

وبالنسبة للكاتب هيمار لينك فإن النقاش حول النقاب تمت إثارته من أجل تحويل انتباه الإستونيين عن المشاكل الحقيقية.

وتساءل هذا السياسي في مقال نشرته اليومية المحلية “إيستي بيفالون” أي خطر قد يشكله ارتداء المرأة للنقاب في شوارع إستونيا ؟.

واعتبر ملاحظون آخرون أن النقاش بشأن النقاب في إستونيا يجري تحويله إلى فخ،ويوفر أسلحة للمتطرفين و يحرج المسلمين وحتى أولئك الذين يعتقد أن لديهم صعوبة في التوفر على أفكار واضحة في الموضوع.