إفريقيا منفتحة على جميع أشكال التعاون لتعزيز دينامية نموها (سفير)

مكسيكو سيتي- قال سفير المغرب بالمكسيك، السيد عبد الرحمان الليبك، يوم الأربعاء بمكسيكو، إن إفريقيا تفتح ذراعيها لجميع أشكال التعاون للمساهمة في تعزيز دينامية النمو التي تشهدها القارة السمراء.

وأوضح السيد الليبك، في كلمة خلال منتدى نظم بمقر مجلس الشيوخ المكسيكي حول “الأعمال والتجارة إفريقيا – المكسيك”، أن “إفريقيا تعبر عن سخائها وتفتح ذراعيها لجميع أشكال التعاون”، داعيا المكسيك إلى المساهمة في دينامية النمو الواعدة التي تشهدها القارة.

وأكد على ضرورة الاستفادة من الفرص التي تتيحها إفريقيا في مجال التعاون جنوب – جنوب والتعاون الثلاثي، والتي من شأنها أن تؤدي إلى خلق اتجاهات جديدة وأشكال غير تقليدية من الشراكات لتكثيف المبادلات التجارية والتنمية على جميع المستويات.

وأضاف أنه على الرغم من أنه لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجهها القارة، فإن تحسين المناخ التنافسي وزيادة حجم التجارة وخلق فرص جديدة تعتبر دلائل على أن القارة هي جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة للتجارة الدولية، مشددا على أن نمو الاقتصاديات الإفريقية ليس بظاهرة عرضية، وإنما هناك توجه قوي نحو الهيكلة.

وذكر الدبلوماسي المغربي بأن الدول الإفريقية قامت، خلال العقد الأول من القرن الحالي، بتسريع وتيرة الإصلاحات، وخلق الظروف المواتية التي أدت إلى تحقيق معدلات نمو عالية وغير مسبوقة، مشيرا إلى أن ستة من أصل 10 بلدان الأسرع نموا في العقد الأخير يوجدون في إفريقيا، وفقا للبنك الدولي.

ولاحظ أن التقدم، الذي شهدته البلدان الإفريقية، لم يقتصر فقط على المجال الاقتصادي، ولكنه شمل أيضا مجالي المجتمع والسياسة، لافتا في هذا الصدد إلى أن البلدان الإفريقية أحرزت تقدما كبيرا في سياسات الحكامة، التي أدت إلى تحقيق نتائج اقتصادية إيجابية، على الرغم من التأثير السلبي للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الحالية.

وبخصوص دور المغرب في مجال تعزيز التنمية بالقارة الإفريقية، أبرز السيد عبد الرحمان الليبك أن المملكة تعتبر ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا بعد الصين، حسب مجلة (فوربس مغازين).

ومن جهتها، أبرزت غابرييلا كويباس بارون، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية، أن الدول الإفريقية سجلت نموا اقتصاديا غير مسبوق ولها مستقبل واعد كالبلدان الصاعدة مثل المكسيك، مشيرة إلى أن “هذه المنطقة من العالم تعتبر فضاء طبيعيا يتيح فرصا كبيرة للقيام بأعمال تجارية وتنويع العلاقات الخارجية”.

أما ماريا ديل كارمن أوناتي مونيوز، المديرة العامة لقسم إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية المكسيكية، فقد أعربت عن رغبة الحكومة الاتحادية في تعزيز حضورها في كل بلد من هذه البلدان الإفريقية، لدعم الروابط وفتح فرص جديدة للتعاون.

من جهة أخرى، عبر أعضاء مجلس الشيوخ المكسيكي عن استنكارهم لعملية اختطاف أزيد من 200 فتاة على يد جماعة بوكو حرام.

واعتبرت نائبة رئيس المجلس، ماريا ايلينا باريرا تابيا، أنه بات من الضروري إطلاق صرخة لعودة الفتيات المختطفات .

على صعيد آخر ، شهد مقر مجلس الشيوخ تنظيم مهرجان لفن الطبخ الإفريقي عرف تقديم البلدان المشاركة في أسبوع إفريقيا بالمكسيك لأهم الأطباق التي تميزها، وخاصة المغرب الذي كان حاضرا من خلال طبق الكسكس وأطباق أخرى.

يذكر أن منتدى (الأعمال والتجارة إفريقيا المكسيك)، نظم في إطار أسبوع إفريقيا بالمكسيك الذي انطلقت فعالياته الاثنين الماضي بالعاصمة مكسيكو سيتي تحت شعار “الفلاحة والأمن الغذائي في إفريقيا”.

ويهدف هذا الأسبوع الإفريقي إلى كشف مجموعة من الجوانب الهامة عن القارة السمراء، وتعزيز الروابط والعلاقات الثنائية والتعاون وتطوير الأعمال مع بلدان القارة، فضلا عن نشر الوعي حول إفريقيا لدى عموم المكسيكيين.

ويشتمل برنامج هذه التظاهرة، المنظمة من 19 إلى 23 ماي الجاري، على العديد من الأنشطة التجارية والتربوية والثقافية، وأيام دراسية بكلية المكسيك وكلية العلوم السياسية والاجتماعية التابعة للجامعة الوطنية المستقلة المكسيكية، فضلا عن تنظيم معارض للتصوير الفوتوغرافي، منها معرض “نظرة مكسيكية عن إفريقيا” للمصور الفوتوغرافي والمخرج المكسيكي أوسكار منديز.