إفريقيا.. أحد الأهداف الرئيسية الثابتة في السياسة الخارجية للمغرب

إفريقيا.. أحد الأهداف الرئيسية الثابتة في السياسة الخارجية للمغرب

الجمعة, 15 يوليو, 2016 - 12:57

(بقلم: حسن أوراش)

دكار- إذا كانت سنة 2015 تميزت بالجولة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأربع دول إفريقية، فإن السنة الجارية، الغنية بالمبادرات والتدابير المتخذة لصالح القارة تؤكد، إذا كان الأمر في حاجة لذلك، أن الاهتمام الذي توليه المملكة لانبثاق القارة الإفريقية أصبح ضمن الأهداف الرئيسية والثابتة لسياستها الخارجية.

وبالفعل، فقد بات انخراط المغرب لفائدة الدول الشقيقة والصديقة بإفريقيا جنوب الصحراء، واقعا ملموسا ، يشهد عليه الانخراط غير المسبوق للمملكة في جهود التنمية المستدامة بهذه البلدان والانفتاح المتنامي للمقاولات الوطنية على السوق الإفريقية.

ولعله من نافلة القول في خضم الاحتفاء بذكرى عيد العرش المجيد، التذكير بالحصيلة الإيجابية والوقع المفيد للمقاربة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، القائمة على دبلوماسية متبصرة متوجهة نحو المستقبل. دبلوماسية ذات ركائز ومحاور عدة يحتل فيها الجانب الثقافي والديني موقعا متميزا بالنظر للروابط الروحية والثقافية المؤسسة للعلاقات بين المغرب والعديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وقد عرف هذا الجانب المؤسس للعلاقات بين المغرب وإفريقيا هذه السنة حدثا تاريخيا ذا أهمية بالغة تمثل في تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال حفل ترأسه أمير المؤمنين جلالة الملك بفاس. وهو حدث هام يأتي في وقت تهز العالم فيه أعمال العنف والتطرف، ويكرس تبصر ووجاهة الرؤية الملكية التي جعلت من تعزيز القيم النبيلة للإسلام المتسامح سلاحا ضد التطرف.

وتشكل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أيضا تجسيدا للهالة الدينية والإشعاع الروحي لجلالة الملك بالقارة الإفريقية، فضلا عن كونها دليلا ساطعا على خصوصية الإسلام المتسامح والمنفتح، الذي ينهل من التقاليد المغربية العريقة القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية .

وحظي تنصيب أمير المؤمنين ، جلالة الملك محمد السادس، للمجلس الأعلى لهذه المؤسسة المهمة بترحيب وإشادة كبيرين من طرف العلماء والشيوخ ومسؤولي العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية. ووصف المدير العام لمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية لدكار، بابكار ديالو، هذا التنصيب بكونه “المبادرة السياسية الأكثر بروزا والأكثر أهمية في القرن الحادي والعشرين”.

وأجمع مسؤولو الطرق الدينية وفاعلو المجتمع المدني بالعديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء على أنه، وعبر هذه المبادرة المحمودة، أعطى جلالة الملك للعلماء الأفارقة إطارا مرجعيا للدفاع عن الإسلام وتجسيد صورته الحقيقية باعتباره دين سلام وإشاعة للاعتدال والتسامح، ويخدم الأمن من أجل استقرار وتنمية إفريقيا.

وعلاوة على الجانب الديني، فقد تمت على مستوى الاقتصاد الذي يعد أساس أي استراتيجية للتنمية والإقلاع، مواصلة التعاون وتعزيز مسلسل الشراكة بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء.

وهكذا، فقد استفادت سياسة انفتاح الاقتصاد الوطني على القارة الإفريقية من دعم قيم للمركز المغرب لإنعاش الصادرات (المغرب-تصدير)، والذي جعل المقاولات الصغرى والمتوسطة تستفيد من زخم النمو الذي تتيحه القوافل والبعثات الاقتصادية والتجارية القطاعية التي ينظمها.

وعبر مختلف بعثاته للسنغال وكوت ديفوار والغابون والكامرون وغينيا، وغيرها، تمكن (المغرب- تصدير) من المساهمة في تسريع النمو من أجل اندماج إفريقي أفضل، وتجسيد هدف علامة “صنع في إفريقيا” التي ستساهم من دون شك في استقرار القارة وتحسين موقعها في سلسلة القيمة العالمية.

وهكذا، تبرز مختلف هذه المبادرات الإرادة الحقيقية والثابتة للمغرب، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، في الانخراط في ورش إعادة بناء إفريقيا الغد من خلال وضع خبرته وتجربته رهن إشارة الدول الإفريقية الصديقة والشقيقة في مختلف مجالات التعاون جنوب-جنوب.

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.