إحداث أسواق لبيع الأسماك بالتقسيط بجهة تادلة أزيلال سيمكن الساكنة من اقتناء منتوجات بحرية متنوعة تلبي احتياجاتهم المتزايدة

(إعداد : محمد صلاح الدين  البقاري)

بني ملال – يشكل بناء أسواق بالتقسيط لبيع الأسماك بجهة تادلة أزيلال مطلبا ملحا  لساكنة المنطقة التي ترغب في  تقريب المنتوج السمكي منها بنفس الجودة والكمية التي يستهلكها المواطن في المدن الساحلية.وسيمكن بناء هذه الأسواق بهذه الجهة، التي تضم أقاليم بني ملال والفقيه بن صالح وأزيلال والبالغ عدد سكانها حوالي  مليون و450 ألف و519 نسمة حسب إحصاء سنة 2004 ، من اقتناء منتوجات بحرية متنوعة تلبي احتياجاتهم المتزايدة من هذا الصنف الغذائي الحيوي في أفضل الظروف، سواء من حيث الثمن أو الجودة أو الوفرة والسلامة الصحية.
وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد  عدد من المواطنين بالجهة أن بناء أسواق بالتقسيط  خاصة ببيع  السمك  تتوفر على كافة التجهيزات الضرورية المتعلقة بالتسويق والتبريد والتخزين سيساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية بالمنطقة كما سيساهم في تسهيل عملية التتبع والمراقبة من  طرف المصالح البيطرية.
وفي هذا السياق قال محمد، في عقده الخامس، إن المحلات المخصصة حاليا لبيع السمك والمتواجدة في أماكن متفرقة بمدينة بني ملال لا تستجيب للشروط الصحية وسلامة المواطنين  خاصة أن المنطقة تعرف ارتفاع  درجة الحرارة خلال فترة الصيف التي تصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة مما يتسبب في إفساد الأسماك بسهولة.
وبدوره قال صالح  بائع متجول للسمك في عقده الرابع إن ثمن الأسماك تعرف ارتفاعا في شهر رمضان نظرا لتزايد طلب المستهلك على هذا المنتوج البحري، مشيرا إلى أن  أزيد من نصف  كمية الأسماك التي  يتم تسويقها بمدينة بني ملال تجلب من بعض المدن الساحلية كالدار البيضاء وأسفي،   ولا تخضع للمراقبة.
من جانبه أبرز عبد القادر أحد بائعي الأسماك بسوق الغديرة الحمراء بالمدينة العتيقة أن سوق السمك يعرف منذ حلول شهر رمضان المبارك حركة دؤوبة ورواجا غير مسبوق من حيث إقبال المواطنين على شراء الأسماك بدل اللحوم الحمراء خاصة سمك السردين لان سعره مناسب وفي متناول جميع شرائح المجتمع.
وأكد أن ارتفاع ثمن الأسماك بمختلف أنواعها يرجع إلى التصدير والاحتكار والمضاربة وكثرة الطلب وضعف العرض، داعيا  إلى ضرورة وضع سقف معقول لثمن بعض الأسماك ومحاربة ظاهرة المضاربة والاحتكار باعتبارهما السبب المباشر في الارتفاع المهول الذي أصاب أثمان السمك خلال شهر الصيام.
وحسب مدير سوق السمك بالجملة هشام  جغيدر فإن ” سوق  السمك بالجملة  “الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله خلال زيارة جلالته الأخيرة للجهة، سيتيح تسويق المنتوجات السمكية التي يتم جلبها من أكادير أو آسفي ، بشكل يراعي شروط الجودة والتنافسية بالنظر لكونه سيتيح للمستهلكين اقتناء منتوجات سمكية بأسعار مناسبة وكذا في ظروف جيدة تحترم شروط السلامة الصحية.
وأبرز أن  هذا الفضاء التسويقي،  يتوخى تحسين الجودة، وضمان سلاسة وشفافية العمليات التجارية وتطوير استهلاك المنتوجات البحرية على مستوى جهة تادلة أزيلال ، وتسويقها في ظروف أفضل، سواء من حيث الثمن أو الجودة أو الوفرة والسلامة الصحية، مشيرا إلى كمية  الأسماك من مختلف الأنواع التي يتم تسويقها يوميا تبلغ  حوالي ستة أطنان.
وأكد أن جميع الأسماك التي تباع بسوق الجملة تخضع للمراقبة من طرف المصالح البيطرية قبل عرضها للبيع، حيث يتم التعرف على أصل المنتوج، مبرزا أن ارتفاع أثمنة ألأسماك يرجع إلى  تزايد الطلب  خاصة في شهر في رمضان.
وقال إن إنشاء شبكة وطنية من 10 أسواق لبيع السمك بالجملة بشراكة مع المدن المعنية سيساهم في الرفع من مستوى الاستهلاك الوطني عبر تشجيع و تعزيز الاتجاه نحو “استهلاك” الإنتاج الوطني من السمك، الشيء الذي سيمكن من الرفع من قيمة هذا الإنتاج بضمان استمرارية سلسلة التبريد والتحكم بشكل أفضل في ظروف السلامة الصحية ووضع نظام للتتبع سيعمل على ضمان سلامة المستهلك المغربي.
وتجدر الإشارة إلى أن سوق الجملة الجديد بإقليم بني ملال شيد  في إطار شراكة بين المكتب الوطني للصيد ومؤسسة تحدي الألفية، والجماعة الحضرية لمدينة بني ملال، على مساحة إجمالية قدرها 20 ألف و370 متر مربع، بقيمة استثمارية بلغت 3ر53 مليون درهم، وذلك وفق معايير الجودة الدولية المعمول بها، كما تم تزويده بتكنولوجيات تضمن المعالجة المعلوماتية لمجموع عمليات البيع.
ويشتمل على فضاء للبيع، وغرف مبردة، ووحدة لإنتاج الثلج، ووحدة لغسل الصناديق البلاستيكية، ومواقف لسيارات الباعة والمشترين، وميزان، إضافة إلى قاعة للصلاة.
ومن أجل تحسين ظروف تسويق المنتوجات البحرية، تم في إطار برنامج تحدي الألفية وبشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اقتناء 40 دراجة ثلاثية العجلات بصناديق مبردة عازلة تضمن وصول المنتوج  البحري إلى المستهلك في ظروف صحية جد  ملائمة  لفائدة الباعة المتجولين بالمنطقة.
وحسب معطيات المديرية  الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمدينة بني ملال  تعتبر جهة تادلة أزيلال منطقة نموذجية لإنجاز وتهيئة عدة محطات لتوليد وتفريخ الأسماك منها، على الخصوص، محطة تربية الأسماك بمنطقة الدروة بإقليم الفقيه بنصالح  لإنتاج صغار الأسماك بالمياه الدافئة (الشبوط الصيني، الفرخ الأسود والفرخ)، فضلا عن محطة خاصة لتربية أسماك النيل  التي تنتج أسماكا للاستهلاك عالية الجودة (البلطي النيلي الأحمر، والبلطي النيلي الأزرق، والشبوط العاشب، والشبوط الصيني الفضي) التي تتغذى على الطحالب المجهرية.