أوسلو .. نقاش اجتماعي حول التعليم وأسئلة التنوع الثقافي أرضيته فيلم سينمائي
أوسلو- (مراسل الوكالة الدائم في أوسلو : جمال الدين بن العربي) تشهد فعاليات دورة 2014 لمهرجان فيلم الجنوب، المقامة حاليا بالعاصمة أوسلو، نقاشات عدة حول العلاقة بين الجنوب والشمال على المستوى الاجتماعي والثقافي.
وعرفت جلسة نظمت مؤخرا ضمن أمسيات المهرجان نقاشا حول علاقة التربية والتعليم باندماج الأجانب في محيطهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، استشهد فيها المشاركون بالمهاجرين الأجانب في النرويج الذين حققوا نجاحات على مستويات عدة بفضل اعتمادهم على التعليم كأحد أفضل مسالك الاندماج في محيطهم الجديد.
وبدأت نقطة انطلاقة النقاش بعد مشاهدة فيلم وثائقي أنجزته المخرجة جولي بيرتوسيلي بعنوان “مدرسة في بابل” (89 دقيقة)، تحكي عن واقع أستاذة تقوم بتتبع مسار تلاميذ في قسم بثانوية بباريس، كل واحد منهم ينحدر من بلد معين.
وأغلب عائلات هؤلاء التلاميذ، المنحدرين من الصين وإفريقيا وأوروبا الشرقية، أتوا للعمل والتطلع إلى حياة أخرى في فرنسا، فكانت أقدار أبنائهم الالتقاء في قسم واحد شكل واجهة مثالية بالنسبة للمخرجة لإظهار الاختلاف الثقافي في التعليم ومدى مساهمته في الاندماج الاجتماعي ببلدان المهجر.
فيبيكي أوبهايم، الباحثة في المجال البيداغوجي بمؤسسة “نيفو” النرويجية، بدأت بالتعبير عن رأي اعتبرته مناسبا لتبيان مدى عمق فكرة الفيلم، وهو أن المدرسة هي الحاضن الأساسي لأبناء المهاجرين، ولها أهميتها كفضاء لتحقيق الاندماج الفعلي.
وأشارت أوبهايم، في مداخلتها، إلى أن المدرسة التي تضم مختلف الثقافات يمكنها أن تساهم في الرفع من مستوى الجاليات والأقليات لتحقيق ذواتهم وما يصبون إليه في المجالات الإنتاجية والهامة داخل المجتمع مثل المحاماة والطب.
ولاحظت أن أبناء المهاجرين والجاليات ينجحون في مسارهم الدراسي، معتبرة أن المدرسة ليست للأبناء فقط بل هي مفيدة أيضا للآباء، خاصة أنها تشكل فضاء لالتقائهم مع الطاقم التربوي من أجل المساعدة على الاندماج.
ومن وجهة نظر تروم نيلسون، باعتباره مديرا لمدرسة تضم تلاميذ من أسر مهاجرة في النرويج، فإن نجاح تلاميذ المدرسة في الاندماج يرجع على الخصوص إلى كون الإطار التربوي يقوم باستقبال التلاميذ في باب المدرسة للتعبير لهم عن أنهم ليسوا غرباء عن مجتمع الهجرة.
وأضاف أن من بين أسباب نجاح مدرسته، التي لها صيت كبير في العاصمة أوسلو وحظيت بمتابعة إعلامية كبيرة وتصل نسبة أبناء الجاليات بها إلى 70 في المائة من عدد التلاميذ، التواصل الدائم مع الآباء عبر اللقاءات المنتظمة والرسائل التي تبعث لهم وتشير فقط إلى السلوك الدراسي الإيجابي للتلميذ.
من جانبه، اعتبر ياسين عراقيا، وهو فاعل جمعوي، أن التعليم بالنسبة للجاليات في الخارج مسألة ضرورية وواجبة، مشيرا إلى أن أبناء الجاليات يقضون وقتا طويلا في المدرسة مقارنة مع الوقت الذي يقضونه خارجها وفي البيت.
وأكد أن ذلك عامل إيجابي يساعد على الاندماج الجيد في المجتمع النرويجي، مضيفا أن أبناء المهاجرين عموما يواظبون على الدراسة ويحققون نتائج جيدة في مدارسهم، وذلك عامل لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والمشاركة في الحياة العامة بالمجتمع.
واعتبر أنه على الرغم من أن العديد من الآباء عاشوا في أماكن غير جيدة، فإن أبناءهم حققوا ما يطمحون إليه وولجوا ميادين هامة مثل الطب والمحاماة والميدان الرياضي، مذكرا ببحث أنجز سنة 2011 كشف أن أبناء الجاليات المقيمة في النرويج ينجحون في مسارهم الدراسي رغم أن آباءهم ليسوا متعلمين، مما يبين طموحهم ورغبتهم في الاندماج الفعلي في المجتمع الجديد.
ويأتي تنظيم هذه الجلسة الحوارية في إطار اللقاءات المفتوحة لاستعراض وجهات نظر مختلفة حول قضايا الجنوب انطلاقا من أفلام سينمائية تعرض على الجمهور والنقاد والمهتمين، لتشكل أرضية خصبة يتم الانطلاق منها لجلب رؤى مختلفة.
ويتم خلال فعاليات هذا المهرجان تنظيم ندوات ولقاءات تناقش الأعمال السينمائية، وتفتح مجالا لعقد لقاءات مع المنتجين السينمائيين والنقاد ومخرجي الأفلام المشاركين في المهرجان.
ويحظى مهرجان الجنوب العالمي للسينما، الذي انطلق في تاسع أكتوبر الجاري ويستمر إلى غاية الأحد المقبل، باهتمام كبير في الأوساط السينمائية والثقافية، حيث يعرف هذه السنة مشاركة أفلام سينمائية قادمة من بلدان مختلفة على المستوى الثقافي والصناعة السينمائية، وعلى الخصوص من بلدان افريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
ويهدف المهرجان، الذي يعد أكبر حدث سينمائي تعرفه العاصمة النرويجية لاستقطابه عددا كبيرا من صناع السينما والمتتبعين للفن السابع، تقديم عروض مختلفة من السينما العالمية المنتمية لدول الجنوب، وكذا فتح آفاق إبداعية وثقافية لجمهور النرويج ومحبي السينما في مختلف تجلياتها، وتقديم أعمال متنوعة تعالج مواضيع اجتماعية وثقافية واقتصادية.
ويتضمن برنامج المهرجان تقديم أفلام من إنتاج سينمائيين ينتمون على الخصوص لبلدان فلسطين، وإيران، والصين، والأرجنتين، والفلبين، والهند، وكازاخستان، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وفنزويلا، والبيرو، والسويد، وإيطاليا، والمكسيك، وجورجيا، واليابان، وباكستان، وإثيوبيا، وفلسطين، وكوستاريكا، والدانمارك، وألمانيا، وأوروغواي، وبريطانيا وفرنسا، والمغرب والنرويج.
اقرأ أيضا
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
استعرض وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025.
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
أكد المتدخلون خلال ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن مسلسل الدفاع عن قضية الصحراء المغربية بات يحقق خلال مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية والجبهة الداخلية الموحدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
احتضنت دولة الكويت يومي 4 و 5 نونبر الجاري المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول ” تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود – مرحلة الكويت من عملية دوشانبيه”، بمشاركة وفود عدة بلدان من بينها المغرب.
أخبار آخر الساعة
-
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
-
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
-
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
-
الولايات المتحدة.. معطيات لفهم النظام الانتخابي
-
التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)
-
المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)
-
المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)
-
السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة