أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد المحمدي بالرباط و يستقبل الوزير المالي المكلف بالشؤون الدينية

أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد المحمدي بالرباط و يستقبل الوزير المالي المكلف بالشؤون الدينية

الجمعة, 8 نوفمبر, 2013 - 13:16

الرباط – أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم، صلاة الجمعة بالمسجد المحمدي بالرباط، وذلك بحضور الوزير المالي المنتدب لدى وزير الإدارة الترابية المكلف بالشؤون الدينية، السيد ثيرنو أمادو عمر ديالو.
و ذكر الخطيب، في مستهل خطبتي الجمعة، بأن الأمة الإسلامية احتفلت قبل أيام بفاتح السنة الهجرية و فاتح صفحة جديدة في مسار الدعوة الإسلامية و الرسالة الخالدة التي شاءت الحكمة الإلهية أن تكون آخر اتصال بين الأرض و الملإ الأعلى و أن يكون صاحبها (صلعم) خاتم الأنبياء و المرسلين.
و أوضح الخطيب بأنه بعد ثلاث عشرة سنة من الدعوة إلى إخلاص العبودية لله، و تنقية التصورات الإيمانية للربوبية و الألوهية من كل الشوائب التي تراكمت في معتقدات الناس حقبا طويلة، و بعد معاناة الرسول الكريم، و القلة المؤمنة معه، من عناد و كفر و كيد كفار قريش، أمر الحق سبحانه بالهجرة من مكة، مسقط رأسه، إلى المدينة المنورة، مبرزا أن الرسول  هاجر رفقة  صاحبه أبي بكر الصديق و ليس معه مال و لا متاع، يحمل معه فقط إيمانه و عقيدته.    و أكد أنه إذا كانت هجرة الرسول حدثا تاريخيا مضى و انقضى،  فإنه (صلعم) شرح لنا الهجرة في أحاديث متعددة بأنها تهم حياتنا على الدوام كأفراد و جماعات، و على أنها تغيير في الحياة  بالخروج من كل ما هو فاسد إلى ما هو صالح، و هذا يعني أن أمام المسلم هجرات كثيرة و متنوعة تنتظره في حياته و معاشه، وهي هجرة الشك إلى اليقين و هجرة الوهم إلى الحقيقة  و هجرة الكسل إلى العمل المثمر البناء لعمارة الأرض و بناء الحضارة و إسعاد الإنسان، ثم هجرة البغضاء و الكراهية إلى المحبة و الألفة، و هجرة الرذيلة إلى الفضيلة التي تزكي النفوس و تطهر الأرواح، و هجرة التنازع و التطاحن إلى التعاون و التكافل، وإجمالا هجرة سبل الشر إلى مسالك النجاح و الفلاح.
و أضاف الخطيب أنه يتعين على المسلم بهذه الهجرات أن يخلد حدث الهجرة النبوية فيضع الموازين القسط و المكاييل العادلة، يميز بها بين أسباب البناء و عوامل الهدم، و بين الشر الخفي و المعلن، و بين خير الفرد و المجتمع و الأمة، لأنه بهذا وحده سيحقق المعنى الأعم و الأشمل للهجرة الذي أشار إليه النبي (صلعم) في قوله ” المهاجر من هجر ما نهى الله عنه”.
و أشار الخطيب، من جهة أخرى، إلى أن من أيام الله البارزة و المشهودة في تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد يوم السادس من نونبر، يوم انطلاق المسيرة الخضراء التي كانت ملحمة وطنية مجيدة شعارها القرآن و ركيزتها الإيمان وغايتها تحرير الفرد و الإنسان، و صلة الرحم مع سكان الأقاليم الصحراوية البررة الأوفياء الذين حافظوا على التعلق بوطنيتهم المغربية الصادقة، و برهنوا على الولاء و الإخلاص لملوك الدولة العلوية الشريفة و التشبث بالوفاء بالعهد الذي هو في ذمتهم للعرش العلوي المجيد.
و قال إن المسيرة الخضراء كانت مسيرة شعبية  تحررية  فريدة من نوعها، جنودها من طبقات الشعب المختلفة، رجالا و نساء، جميعهم مسلحون بالإيمان بالله، و بعدالة القضية، مؤكدا  أن المسيرة الخضراء ستبقى عملا جليلا و حدثا عظيما في تاريخ المغرب و العالم، حدثا من ابتكارات جلالة المغفور له الحسن الثاني، كما ستظل نصرا عزيزا،  و فتحا مبينا تحقق به  استكمال الوحدة الترابية بالالتفاف حول العرش العلوي المجاهد.
و أضاف أنه منذ ذلك الحدث التاريخي الكبير و الأقاليم المسترجعة تنعم  بنعمة الحرية و الكرامة و الاستقرار و تسعد  بكامل الهناء و الاطمئنان، و تشهد كل سنة مزيدا من  تواصل النماء  و الازدهار في كل المجالات و الميادين، شأنها شأن جميع جهات و أقاليم المملكة.
و أكد الخطيب أن خلف الحسن الثاني و وارث سره، أمير المؤمنين  صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل اليوم، الجهاد الأكبر بمسيرات متتالية ، مسيرة التنمية الاجتماعية ، و مسيرة  رفع الأمية و محاربة الفقر، و مسيرة القضاء على  أسباب الهشاشة و الإقصاء، و مسيرة تكريم المرأة و إصلاح القضاء و مراجعة  و تقويم منظومة التربية و التكوين، و مسيرة تنمية  الاقتصاد و تأهيل المجتمع ، ثم مسيرة التنمية البشرية، و هي كلها مسيرات تستلهم من المسيرة الخضراء روحها، و تنهج نهجها.
و ابتهل الخطيب في الختام، إلى الله عز و جل، بأن يوفق أمير المؤمنين في خططه و خطاه، و يكلل بالنصر المبين جهاده و مسعاه، و بأن ينصره نصرا عزيزا يعز به الدين و يجمع به كلمة المسلمين، و يقر عينه  بولي عهده  صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و يشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب مغفرته و رحمته على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس و الحسن الثاني،  و يكرم مثواهما و يطيب ثراهما.
و عقب صلاة الجمعة، استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمقصورة المسجد، الوزير المالي المنتدب  لدى وزير الإدارة التربية المكلف بالشؤون الدينية السيد  ثيرنو  أمادو  عمر ديالو الذي سلم لجلالته  رسالة من الرئيس المالي  السيد إبراهيم  بوبكر كيتا.
وكان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس المالي فخامة السيد ابراهيم بوبكر كيتا، قد ترأسا يوم الجمعة 20 شتنبر الماضي بالإقامة الملكية بباماكو، حفل التوقيع على اتفاقية في مجال تكوين الأئمة الماليين، يقوم المغرب بمقتضاها بتكوين 500 إمام مالي على مدى عدة سنوات.
وتندرج هذه المبادرة في إطار مساهمة المغرب في إعادة بناء دولة مالي في قطاع استراتيجي لمواجهة تهديدات التطرف الديني.

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.