أفق تحقيق الأمن الغذائي في المغرب إيجابي (خبير مغربي)

(أجرى الحديث : أحمد عاشو)

عمان-قال خبير الموارد المائية والتغيرات بإدارة البيئة والإسكان والموارد المائية والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، السيد حمو العمراني، إن أفق تحقيق الأمن الغذائي في المغرب إيجابي.
وأوضح الخبير المغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية المنعقد في العاصمة الأردنية (عمان)، أن الحديث عن الأمن الغذائي في المغرب “ليس حديثا تشاؤميا”، بالنظر لوجود إمكانيات طبيعية وسياسة واضحة المعالم ومؤسسات وكفاءات.

وأضاف السيد العمراني في هذا الصدد، أن لدى المغرب فرصة للرفع من الإنتاجية من خلال تبني التكنولوجيات الزراعية على مستوى أوسع وتوسيع المجال الزراعي، ورفع مردودية الهكتار، علما بأن هناك مناطق ذات معدل إنتاجية يقل عن المعدل الوطني على الرغم مما تتوفر عليه من مؤهلات كبيرة لرفع الإنتاجية.

وأسجل أن للمغرب، الذي يتوفر على معطيات جغرافية تميزه عن باقي البلدان العربية، تجربة كبيرة في ما يتعلق بالإرشاد الفلاحي، وأن الاستثمار فيه وارد في إطار مخطط “المغرب الأخضر”، مؤكدا على ضرورة تفعيل أكثر لقطاع الإرشاد الفلاحي، باعتباره حلقة لنقل التكنولوجيا من المراكز البحثية إلى الفلاح، وقال إنه “يحتاج إلى متابعة وتقييم لأدائه ونقل المعارف والخبرات وتبني التكنولوجيا من طرف المزارعين”.

وأكد السيد العمراني أن المغرب لا يعاني من ندرة المياه بنفس الحدة التي تعاني منها بعض البلدان العربية، كما يتوفر على أراض زراعية شاسعة بالمقارنة مع عدد من البلدان، مبرزا أن ما يتوفر عليه المغرب من رؤية تحدد دور الزراعة في الاقتصاد الوطني وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية سيساعده في “ردم الفجوة الغذائية، لأننا لا نزال مستوردين للحبوب مثل معظم الدول العربية رغم ما تم تحقيقه من تقدم في رفع إنتاجية الهكتار وإنتاجية المتر المكعب من المياه خلال السنوات الماضية”.

وأشار إلى عدد من التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في المغرب مثل دعم المحاصيل الأساسية المكلف للميزانية وتطوير الإنتاجية، فضلا عن الارتباط بالسوق العالمية للحبوب التي تتسم بعدم الاستقرار وتجعل كلفة الاستيراد عبء على ميزانية الدولة.

وأضاف الخبير لدى الجامعة العربية أن من التحديات التي يواجهها مستقبل الأمن الغذائي في المغرب أيضا هناك التغيرات المناخية باعتبارها موضوعا جديدا / قديما، “فارتباط الفلاحة في المغرب بالتساقطات المطرية يجعلها، حسب جميع النماذج التوقعية لآثار التغيرات المناخية، من البلدان المتضررة” من هذه الآثار، موضحا أن التكيف مع هذه التغيرات يمكن أن يحد من انعكاساتها.

واعتبر الخبير المغربي أن السؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لمستقبل الأمن الغذائي في المغرب يتعلق بمواصفات المزارع المغربي في المستقبل، معربا عن اعتقاده بأن هناك جيلا من المزارعين “لم يعد قادرا، بحكم السن، على الحفاظ على مستوى الإنتاجية. ومستوى تعليمه وقدرته على تبني التكنولوجيات الجديدة أصبح محدودا بالمقارنة مع طبيعة التحدي الذي يطرحه الرفع من إنتاجية الهكتار والمتر المكعب من المياه في المغرب”.

وأكد السيد العمراني أن التركيز في المرحلة المقبلة ينبغي أن يكون على تكوين “جيل جديد من المزارعين له حد أدنى من التعليم، وقادر على تبني التكنولوجيات الجديدة وتوسيع مجال استعمالها”، مشيرا إلى أن المخطط “المغرب الأخضر” يشتمل على شق تكويني في الموضوع “يستجيب لجزء مما ينبغي القيام به، كما أن المؤسسات البحثية في المغرب يجب أن تدرج موضوع تكوين المزارع بشكل استراتيجي في برامج التكوين كعنصر يمكن أن يساهم في بروز المزارع الجديد”.

وقال الخبير المغربي إن الأمل معقود على أن يتم على مدى العشرين سنة المقبلة إيجاد جيل جديد و”مقاول له اهتمام بالزراعة بحيث تكون عينه على السوق بالقدر نفسه الذي تكون على الأرض”، موضحا أن هذا الجيل في حاجة إلى تكوين استراتيجي يؤهله لمعرفة فنون الفلاحة وتقنيات الزراعة.
وحسب السيد العمراني فإن “الحلقة الأضعف” في الفلاحة على مستوى معظم البلدان العربية هي أنها “لم تعد تدر دخلا يضمن العيش الكريم للمزارعين، وهذا مبرر أساسي لحملات الهجرة القروية التي تعرفها المنطقة العربية ككل”، مشيرا، في السياق ذاته، إلى أن أزيد من سبعة ملايين قروي يهاجرون إلى المدن على مستوى المنطقة العربية، وهو ما يعد مؤشرا على وجود “خلل على مستوى البنية الاقتصادية والاجتماعية للأرياف في العالم العربي”.