أحمد بوزفور: القصة القصيرة جدا مدعوة الى استلهام قوة الكلمة الشعرية تكثيفا وعمقا
(إعداد: سعيد رحيم)
آسفي- أكد الأديب المغربي أحمد بوزفور أن تطور الكتابة السردية من القصة القصيرة الى القصة القصيرة جدا يحتاج إلى قوة الكلمة الشعرية، باعتبارها تجسيدا لكثافة اللفظ وعمق المعنى. وأوضح بوزفور في ندوة نظمتها المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بمناسبة افتتاحها للموسم الثقافي، نهاية الأسبوع المنصرم بآسفي، أن القصة القصيرة جدا، بما تختزنه من تركيز تحتاج اليوم إلى استلهام قوتها من قوة الكلمة الشعرية حتى تتمكن من التطور عموديا في العمق ومن القدرة على الاختزال المبهر، مبديا تخوفه من منحى سقوط الطامحين إلى هذا النوع السردي الجديد في فخ افتقاد المعنى.
واستشهد بوزفور الذي يعد من أبرز كتاب القصة القصيرة في المغرب وصاحب عدد من المجموعات القصصية والمؤلفات النقدية في هذا المجال بقصة قصيرة جدا للغواتيمالي أغيستو مونتيروسو (1921/2003) رائد هذا اللون الأدبي على الصعيد العالمي، والتي ترجمها إلى العربية الأديب المغربي عبد النبي ذاكر ونصها كالتالي: “حينما أفاق، كان الديناصور ما زال هناك”. واعتبر الكاتب أن ما يميز هذه القصة القصيرة جدا لمنتيروسو كونها ليست تقليدا لحكاية شعبية أو كلام مأثور سابق وإنما جملة قصصية أصيلة لمؤلفها ومبدعها مضيفا أن القوة التعبيرية في مضمون هذه القصة القصيرة جدا مفتوح على كل التأويلات التي تتناسب مع كل القراءات الممكنة في العصر الحديث.
واستشهد من جهة أخرى ببعض نماذج كتاب القصة القصيرة جدا بالمغرب من أمثال سعيد منتسب وفاطمة بوزيان ومحمد تينفو وعبد الله المتقي، الذين تتميز كتاباتهم بسهولة الصياغة وكثافة اللفظ وقصر الحكاية التي قد لا تتعدى في كثير من الأحيان صفحة واحدة من الحجم الصغير.
لذلك اعتبر بوزفور في الندوة التي نظمتها المندوبية بتعاون مع مؤسسة كلمة للثقافة والفنون تحت عنوان “ماذا يعني أن تكون قاصا اليوم” أنه بالقدر الذي شكل جيل كتاب الستينيات والسبعينات من القرن الماضي من أمثال محمد زفزاف وإدريس الخوري، وقبلهما عبد الجبار السحيمي وعبد المجيد بنجلون وعبد الله إبراهيم وغيرهم من الكتاب الشباب في تلك الفترة، ثورة على القصة التقليدية أو الرواية فإن جيل هذا النوع من الكتابة القصصية يشكل بدوره اليوم ثورة على النمط الذي أبدع فيه القصاصون سالفو الذكر. كذلك كان الشأن مع رائدي القصة القصيرة في سبعينيات القرن الماضي، الخوري وزفزاف الذين شكلا نموذجا استثنائيا. فرغم أنهما – يضيف بوزفور- لم يكونا سباقين في كتابة القصة بالمغرب فهما يعتبران من وجهة نظره رائدين في مجال كتابة القصة القصيرة بما شكلاه من ثورة رفعت الهامش إلى المركز من خلال اعتنائهما بمواضيع تهم الفئة الشعبية دون الخضوع للإيديولوجيا المدعية الدفاع عن هذه الفئة.
وقال مؤلف المجموعة القصصية الصادرة هذه السنة بعنوان “نافدة على الداخل” ان تخلص كاتب القصة القصيرة من الإيديولوجيا هو ما يضمن للقاص حريته في التعبير ويفتح أمامه المجال واسعا للغوص ليس فقط داخل الحكاية أو القضية التي يتناولها بل الكشف عن الغائر والشاذ في الواقع الذي يعالجه كتابة. غير أنه إلى جانب أهمية التخلص من الإيديولوجيا والحرص على جمالية اللغة وكثافة اللفظ وعمق المعنى فإن كاتب القصة القصيرة أو القصيرة جدا، حسب بوزفور، مطالب في ما ينتجه من أعمال أدبية بإبراز موقفه حيال ما يكتب عنه.
وأوضح أن القصص القصيرة لفترة السبعينيات تميزت بغرابة نصوصها وبخروجها عن المعتاد عبر تطرقها إلى ما خلف المرئي والمحسوس إلى الغرائبي المنفلت وتسليطها الضوء على الذات المغربية الكامنة في الزوايا المنسية وهو ما صنع، في نظره، جماليتها.
ومن جهة أخرى اعتبر الكاتب أن غياب نصوص الأدب المغربي، سواء منه الرواية أو القصة القصيرة أو القصيرة جدا عن الأعمال السينمائية أو التلفزيونية المغربية، رغم حصول العديد من هذه النصوص على جوائز وتقديرات وطنية ودولية، يعود بالأساس إلى النقص الكبير في تواصل المخرجين المغاربة مع الإنتاجات والإبداعات الأدبية الوطنية مشيرا إلى أن أروع الأفلام العالمية كتبت من قصص قصيرة.
اقرأ أيضا
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين، أن الحكومة، بالموازاة مع الحصيلة الإيجابية للصادرات المغربية خلال السنوات الماضية، “واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات، حيث عرفت استقرارا نسبيا ببلوغ ما مجموعه 554 مليار درهم مقابل 528 مليار درهم خلال 9 أشهر الأولى من السنة الماضية”.
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
أكد السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، رئيس مجلس مؤسسة مسجد الحسن الثاني، اليوم الإثنين بالدار البيضاء، أن المؤسسة تضطلع بدور محوري في إدارة معلمة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وباقي المرافق الملحقة به.
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
انطلقت، اليوم الاثنين، الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية، إلى غاية 10 نونبر الجاري، بميدان مرابط سيدي البرني بالصخيرات.
أخبار آخر الساعة
-
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
-
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
-
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
-
تنصيب هشام رحيل مديرا لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء (المكتب الوطني للمطارات)
-
الدورة الوزارية الـ40 للجنة الكومسيك.. مناسبة لتقديم الحصيلة الاقتصادية لوكالة بيت مال القدس الشريف (السيد الشرقاوي)
-
انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل
-
الدورة الوزارية الـ40 للجنة الكومسيك، مناسبة لتعزيز الاندماج الاقتصادي بين الدول الإسلامية (السيد مزور)
-
بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر