أبرز المتنافسين في انتخابات 2017 في كينيا يعملون منذ الآن على تعبئة قواعدهم الحزبية

بقلم محمد كورسي
نيروبي- انطلقت أمس الاثنين عملية تسجيل الناخبين برسم الانتخابات العامة المرتقب تنظيمها في كينيا يوم 8 غشت 2017 ، لتنطلق معها ” معركة” شرسة بين أهم المتنافسين في الساحة السياسية المحلية لتعبئة أكبر عدد من المتعاطفين سواء في معاقلهم الرئيسية أو في باقي مواقع التنافس.
ويرى المتتبعون للساحة السياسية في كينيا أنه بالرغم من أن عملية إيداع الترشيحات لخوض الاستحقاق المقبل لم تنطلق بعد، فإن عملية تسجيل الناخبين تشكل “ساحة مواجهة جديدة” بين أبرز المتنافسين الذين كشفوا عن مطامحهم وعلى رأسهم الرئيس أوهورو كنياتا وزعيم المعارضة رايلا أودينغا.
فقد تحرك المعسكران الرئيسيان في الساحة السياسية وهما الائتلاف الحكومي وتحالف الإصلاح والديمقراطية المعارض من أجل تعبئة قواعدهما الحزبية في معاقلهما وحث ” المتعاطفين الشباب” بالخصوص على التسجيل ” بكثافة” على القوائم الانتخابية .
وإذا كانت المعارضة قد بنت إستراتيجيتها بالخصوص على استهداف المؤسسات التعليمية سواء بالسلك الثانوي أو التعليم العالي وخصوصا في المناطق المعروفة بدعم التحالف المعارض، فإن الرئيس كنياتا اختار من جهته سياسة التواصل المباشر من خلال لقاءات مع القادة والزعماء السياسيين خاصة في مناطق كيامبو ومورانغا ونيانداروا ونييري من أجل القيام ب “حملة مشتركة” هدفها تسجيل ناخبين جدد وكسب ثقتهم على بعد أقل من سنة ونصف من الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وانطلقت عملية تسجيل الناخبين، والتي تستمر على مدى شهر ، وسط مخاوف أبدتها المعارضة بخصوص رهانات ونجاعة التسجيل البيومتري للناخبين.
وقد عبر قادة التحالف المعارض خلال الأسبوعين الأخيرين عن قلقهم إزاء بعض “التجاوزات” التي قد تمس بعملية التسجيل البيومتري للناخبين في كشوف الناخبين وحذروا من “المحاولات الهادفة إلى إضعاف المؤسسات المستقلة ” في إشارة إلى اللجنة الانتخابية المستقلة الهيئة العمومية المكلفة بالسهر على إجراء الانتخابات.
وأوضحوا خلال لقاء عقدوه بنيروبي الأسبوع الماضي مع بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة ما قبل الانتخابات أن الصعوبات المالية التي تواجه اللجنة الانتخابية المستقلة والتوزيع ” غير المنصف” لمستلزمات التسجيل البيومتري بين الجهات تمثل أهم انشغالاتهم، معتبرين أن هذه الإكراهات قد ” تسيء” لعملية تسجيل الناخبين ولعملية التصويت خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة في 2017.
ودعا قادة التحالف المعارض إلى اتخاذ إجراءات جدية وجريئة من أجل ضمان “مصداقية” اللجنة و”إرساء الثقة” لدى الكينيين في هذه الهيئة العمومية المكلفة بالإشراف على سير الانتخابات العامة.
وفي هذا السياق قررت اللجنة الانتخابية مضاعفة عدد مجموعات مستلزمات التسجيل البيومتري لتصل إلى 5756 وتوزيعها في مختلف مناطق البلاد بالإضافة إلى تعزيز طاقمها البشري في الدوائر للقيام بهذه العملية في ” أحسن الظروف”.
كما عقدت اللجنة الأسبوع الماضي اجتماعا مع حكام المقاطعات تم خلاله التشديد على دعم وانخراط المسؤولين في المقاطعات ال47 لإنجاح عملية التسجيل في القوائم الانتخابية وحث الناخبين على التسجيل فيها من أجل بلوغ الهدف المأمول والمتمثل في الوصول إلى تسجيل ما مجموعه 4ر22 مليون ناخب أي بزيادة ثمانية ملايين ناخب عن العدد المسجل برسم الانتخابات العامة التي جرت في 2008.
وينص الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه في غشت 2010 على إجراء الانتخابات في شهر غشت كل خمس سنوات. وإذا كانت الانتخابات الرئاسية لسنة 2013 قد منحت الفوز للرئيس كنياتا بالرغم من عدم تسليم خصمه رايلا أودينغا بالهزيمة، فإن محطة ثامن غشت 2017 ستكون محطة لاختبار مدى شفافية الاقتراع في هذا البلد الإفريقي.