وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس توسع مجال تدخلاتها لتشمل المدن التسع المشكلة لجهة فاس مكناس

 فاس  –  وسعت وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس التي راكمت كهيئة أنيطت بها مهمة الحفاظ على التراث المعماري للمدينة العتيقة بفاس، خبرة وتجربة كبيرتين في مجال تثمين التراث المعماري وترميمه وصيانته من مجال تدخلاتها لتشمل منذ شهر ماي الماضي المدن التسع المشكلة لجهة فاس مكناس .

   وأضحت وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس التي شملت مشاريعها إلى جانب ترميم وصيانة النسيج العمراني للمدينة العتيقة تثمين هذا النسيج والاهتمام أكثر بمجالات التنمية لتشمل مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والثقافية نموذجا يحتذى في ميدان ترميم الموروث المعماري والحضاري والمحافظة على النسيج العمراني العتيق وضمان استمرارية وظائفه الاقتصادية والاجتماعية .

   وانطلقت الوكالة في بداياتها الأولى ( تأسست سنة 1989 ) بمشاريع تمحورت حول المعالم التاريخية وعمليات ترحيل الصناعات الملوثة من قلب المدينة القديمة قبل أن تدخل المرحلة الثانية التي تميزت بتكريس التعاون مع المؤسسات الدولية والمساهمة في البرامج الوطنية الكبرى .

   وعرفت هذه المرحلة التي انطلقت بعد سنة 1998 انطلاق البرامج التي تم تمويلها من طرف البنك الدولي وتمثلت أهم مكوناتها في مشاريع تحسين الولوج للمدينة العتيقة وتنظيم السير عبر تهيئة مداخلها وأزقتها والتطوير الاجتماعي من خلال التدخلات الاستعجالية وتنقية الخرب إضافة إلى التنمية السياحية عبر تهيئة المسارات السياحية وبعض المعالم التاريخية .

   وتوجت هذه المرحلة انطلاقا من سنة 2009 ببرنامج الصناعة التقليدية فاس ـ المدينة الذي خصص له غلاف مالي ناهز 658 مليون درهم ساهمت فيه هيئة تحدي الألفية بحوالي 365 مليون درهم في حين بلغت مساهمة الحكومة المغربية حوالي 293 مليون درهم .

   ونفذت وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس التي تعتبر أول مؤسسة عمومية في المغرب اهتمت بإنقاذ وحماية النسيج العمراني لمدينة فاس مجموعة من مشاريع الإنقاذ التي همت العديد من المآثر التاريخية والمعالم الحضارية بالمدينة العتيقة مما مكنها من اكتساب خبرة ومعرفة دقيقة ومهمة في مجال التعامل مع التراث المادي واللامادي للمدينة العتيقة خاصة في ميدان التقنيات المعتمدة في حماية هذا التراث وترميمه وكذا المقاربات التشاركية التي نهجتها في رد الاعتبار للنسيج العمراني .

   ومع مرور السنوات أصبحت الوكالة التي تضم العديد من المهندسين والخبراء والتقنيين رائدة في مجال التدخل في النسيج العمراني العتيق الذي هو في الأصل نسيج هش وحساس بطبعه ويحتاج إلى خبرات وتقنيات عالية كما كرست استراتيجية خاصة بها لتنمية النسيج التقليدي العتيق وفق مقاربة جديدة ترتكز على صيانة وحماية الوظائف الاجتماعية والاقتصادية والتجارية التي كانت المدينة العتيقة تؤديها والعمل على استعادتها .

   ومن شأن الخبرة التي راكمتها الوكالة في مجال تدخلاتها أن تغني قطاع ترميم والمحافظة على المعالم التاريخية والنسيج العمراني المهدد بالانهيار وبالتالي المساهمة في تعميم هذه التجربة على مختلف المدن المغربية التي تتوفر على نسيج عمراني عتيق .