هند الساعدي.. حكواتية ترسم البهجة على وجوه الصغار

هند الساعدي.. حكواتية ترسم البهجة على وجوه الصغار

الجمعة, 3 مارس, 2023 - 13:17

بقلم: سعيد عبد الناعيم

 

الرباط –  هي هند الساعدي، المصورة الفوتوغرافية، والرسامة، وحكواتية قصص الأطفال، التي آثرت أن ترسم البهجة في الوجوه البريئة للصغار عن طريق حكايات قصيرة هادفة وممتعة، مليئة بالحس الطفولي المرهف، ومستوحاة من حكي الجدات.

تحكي الساعدي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن انطلاقتها في مجال الفن الحكواتي سنة 2016. وقتها، اكتشفت موهبة الكتابة القصصية التي كانت دفينة لديها. جاء ذلك عن طريق الصدفة، حيث إن ولعها بالأطفال دفعها لكتابة مجموعات قصصية للصغار هي بمثابة فرصة بالنسبة لها للغوص في طفولتها من جديد.

في كتاباتها القصصية، تشتغل الساعدي على مرحلة طفولتها والتجارب التي عاشتها وهي طفلة. هو تمازج فريد من نوعه ما بين العالم الواقعي والخيال، حيث تقوم هند بتغيير الشخصيات الحقيقية إلى شخصيات كرتونية، وإعدادها على شكل قصاصات سردية للأطفال يتفاعلون معها بشكل مثير.

واتخذ عملها القصصي الأول، الذي يحمل عنوان “الإرادة تصنع المعجزات” (2016)، الصادر باللغتين العربية والفرنسية، هذا النهج السردي الفريد، حيث تمكنت هند من ابتكار عالم خيالي انطلاقا من حكايات حقيقية داخل قالب كرتوني، برسومات من تصميمها الشخصي.

ولاقت هذه الحكايات القصصية صدى جميلا واهتماما لدى الأطفال المتمدرسين، الذين يجدون فيها صور عاكسة لحياتهم اليومية، جعل مجموعة من المؤسسات المدرسية تقتني مجموعاتها القصصية لإثراء مكتباتها. وبالنسبة لهند الساعدي، كان هذا العمل الأول بمثابة تغيير جذري في حياتها بالنظر للإقبال الكبير الذي لقبه هذا العمل.

هكذا سطع نجم الساعدي كراوية وحكواتية لقصص الأطفال تأليفا وتصميما، مستغلة إبداعها وموهبتها في الرسم والتصوير الفوتوغرافي، حيث قامت بتأليف عدد من المجموعات القصصية، كان آخرها “رحلة أريج في المغرب البهيج”، و”أبو منجل الأصلع في البلد الآمن”، إضافة إلى أعمال أخرى مثل “يوسف ويومه الأول في الحضانة”، أو “صوفي في بحيرة الورد المسحورة”.

كما شاركت هند الساعدي، التي نشأت بالرباط وتعشق الفن والتراث، في مجموعة من المعارض الوطنية والدولية، كان أولها معرض القاهرة الدولي للكتاب. كما شاركت في ورشات للأطفال حول موضوع القراءة والحكاية، خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط دورة 2022.

وتمكنت هند الساعدي من المزاوجة بين فن الحكي للأطفال وموهبة الرسم والعشق الفوتوغرافي، إذ ساعدها عملها كمصممة غرافيك كثيرا في هذا الجانب، حيث تطلق العنان لمخيلتها في البحث والتنقيب عن الحكاية وشخصيتها وأحداثها، “ثم أكمل جمال حكايتي برسوم جميلة أركبها عبر الحاسوب، لإخراج عمل قصصي جميل بكل معاييره”.

وسمح لها إبداعها الفوتوغرافي وموهبتها في الرسم من المشاركة في مجموعة من المهرجانات الفنية والثقافية، ومعارض التصوير الفوتوغرافي داخل المملكة.

تقول الساعدي إنها وجدت نفسها تحلق داخل هذه الفنون الثلاثة الجميلة، ما جعلها تغوص في هذا العالم المليء بالإبداع، “الذي اكتشف، في كل يوم، أنني قادرة أن أوسع طاقاتي الإبداعية فيه”.

بالنسبة لهند، فالحكاية هي نوع من السفر عبر الزمن، حيث تسافر بمخيلة الطفل إلى زمن جميل، كل شيء فيه يوحي بالغرابة والروعة. وتقول في هذا الصدد: “تعودنا على أن أغلب الحكايات تبدأ بعبارة “كان يا ما كان في قديم الزمان”، وهو ما يجعل الحكايات تتسم بالغموض والإبهام”.

كما تعرف الحكاية بكونها “أسطورة تحتوي على تتسلسل في الأحداث بطريقة مشوقة وممتعة، ويتم تناقلها شفويا من جيل إلى آخر بهدف إيصال الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في الحياة”.

وتوظف هند البعد الثقافي والتراثي كثيرا في أعمالها القصصية، ” كل حكاية من حكاياتي لها معنى ومغزى، أشتغل فيها على كل ما يخص المغرب، للتعريف بالتراث المغربي بشتى أنواعه”. بالتالي فبغض النظر عن الجانب الترفيهي للقصص، هي كذلك طريقة لتعريف الأطفال بتراث بلدهم، وغرس المشاعر الوطنية فيهم منذ الصغر.

وحول الفرق بين القصة العادية والقصص الموجهة للأطفال، تقول الساعدي إن القصة العادية تحتاج إلى عدد كبير من الشخصيات لسرد أحداثها، على عكس قصة الطفل التي تكتفي بعدد قليل من الشخصيات، بل يمكن أن تكتفي بشخصية رئيسية واحدة. وتكون سهلة وذات مغزى لإيصال رسالة معينة لعقل الطفل بشكل سليم.

وتقول هند الساعدي إن فن الحكي يتطلب الصقل والعناية، “فهو إرث قديم ورثناه أبا عن جد، وجزء من التراث الشعبي للمغاربة”، ما يستوجب تطويره كي يتماشى مع عصرنا الحالي، لكيلا ينقرض أمام الموجة الرقمية التي يعيشها العصر.

اقرأ أيضا

تطبيق “MyMoroccanUniv” يعزز قدرات الطلبة في مواجهة تحديات التحولات الرقمية (وزير)

الأربعاء, 11 سبتمبر, 2024 في 8:08

قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، أمس الثلاثاء بالجديدة، إن تطبيق “MyMoroccanUniv” هو منصة مندمجة للتواصل لدى الجامعة، وذلك من أجل تعزيز قدرات الطلبة وتمكينهم من مواجهة التحديات المرتبطة بالتحول الرقمي.

تاونات: تدشين أول معمل لتحويل القنب الهندي المشروع

الثلاثاء, 10 سبتمبر, 2024 في 23:40

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، محمد الكروج، اليوم الثلاثاء، على تدشين أول معمل لتحويل القنب الهندي المشروع بإقليم تاونات.

الرباط.. إطلاق فعاليات أسبوع الترويج الاقتصادي لغامبيا بالمغرب

الثلاثاء, 10 سبتمبر, 2024 في 21:58

جرى، أمس الاثنين بالرباط، إطلاق فعاليات أسبوع الترويج الاقتصادي لغامبيا بالمغرب، وذلك بهدف النهوض بالإمكانات الاقتصادية لغامبيا بالمملكة في مختلف قطاعات الأنشطة، وتعزيز تطوير شراكات أعمال رابح-رابح بين الفاعلين المغاربة ونظرائهم الغامبيين.