منطق تحالف الأغلبية يصمد بجهة فاس مكناس ويفرز بدون مفاجآت فوز محند العنصر برئاسة الجهة

حفيظ البقالي

فاس- خلافا لما وقع في جهات أخرى ، صمد منطق تحالف أحزاب الأغلبية بجهة فاس مكناس وأفرز بدون مفاجآت انتخاب محند العنصر ، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ، رئيسا لمجلس الجهة في خطوة أكدت من جديد ، رغم ما يبدو في الظاهر ، التزام هذه الأحزاب بميثاقها الذي جاء مباشرة بعد اقتراع 4 شتنبر .

وتمكن محند العنصر الذي قاد تحالف أحزاب الأغلبية في سباق الرئاسة على جهة فاس مكناس ، التي كان ينافسه فيها السيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال قبل أن يتخلى عن السباق دون أن يعلن على ذلك أو يحضر حتى ، لا هو ولا أعضاء حزبه لهذه الانتخابات ، من الفوز ب 43 صوتا من أصل 52 حضروا عملية الاقتراع .

وإذا كانت هذه النتيجة لم تفاجئ المتتبعين خلال عملية انتخاب رئيس وأعضاء مجلس الجهة لأنها كانت متوقعة ، فإن المفاجأة التي أثارت الانتباه هي حضور منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة الذين فازوا خلال الانتخابات الجهوية على صعيد جهة فاس مكناس بتسعة مقاعد ، وهو نفس الرقم الذي حصده حزب السنبلة لجلسة انتخاب رئيس الجهة ، قبل أن يمتنعوا عن التصويت لفائدته ويغادروا القاعة.

أما المفاجأة الثانية التي أفرزتها هذه الجلسة، فهي انضمام خمسة أعضاء يمثلون حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تمكنوا من الفوز خلال الانتخابات الجهوية ليوم 4 شتنبر لأحزاب الأغلبية وتصويتهم خلال هذه الجلسة لفائدة محند العنصر، مما طرح تساؤلات حول الغايات التي دفعت هؤلاء الأعضاء الذين ينتمون لحزب معارض إلى دعم زعيم حزب محسوب على ائتلاف الأغلبية الحكومية في سباقه للظفر برئاسة الجهة .

لكن الظاهر أن حسابات التحالفات التي قادتها أحزاب الأغلبية كان لها بالنسبة للانتخابات الجهوية منطقها الخاص الذي يستعصي على الفهم في بعض الحالات على اعتبار أن محددات هذه التحالفات تبقى مبهمة وتتداخل فيها خصوصيات ما هو شخصي وحزبي وحتى الانتماء والعلاقات القبلية والأسرية وغيرها .

وفي قراءته لانتخاب محند العنصر رئيسا لمجلس جهة فاس مكناس، قال السيد كمال المصباحي الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس إن “فوز محند العنصر برئاسة الجهة لم يكن مفاجئا “، مشيرا إلى أن المنسقين الجهويين لأحزاب الأغلبية الحكومية وهي ( العدالة والتنمية والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية ) التزموا بشكل واضح بدعم ترشيح الأمين العام لحزب السنبلة في هذا الاقتراع .

وأضاف السيد المصباحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن انتخاب محند العنصر يعد ” نتاجا لاتفاق وطني التزمت خلاله أحزاب التحالف وتم احترام بنوده “، مشيرا إلى أن ” أي معطى آخر غير الذي جرى اليوم كان سيكون غير ذي جدوى بالنسبة لتدبير الجهة ” .
وبخصوص مقاطعة حزب الاستقلال لجلسة انتخاب رئيس وأعضاء مجلس الجهة، أكد السيد المصباحي أن هذا القرار كان يروم في العمق ” خلط الأوراق وقلب التحالفات لدى مكونات المعارضة ” .

وبخصوص تصويت أحد مكونات المعارضة وهو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لفائدة محند العنصر ، أوضح الباحث الجامعي أن حزب الوردة “ربما يحاول بهذا التصويت أن يراهن على المستقبل ” حتى وإن كانت هذه الأصوات الخمسة التي منحها الاتحاد الاشتراكي للأمين العام لحزب السنبلة ” ليس لها أي تأثير آني ” .

ومن جهته ، أكد الحسان حجيج الباحث الجامعي والفاعل الحقوقي ، أن هذه النتيجة ” كانت متوقعة وهي منطقية ” على اعتبار أن أحزاب التحالف الحكومي ” حصدت أغلب المقاعد بالجهة ودخلت غمار التصويت وهي مرتاحة ومطمئنة. كما أنها تقاسمت مناطق الجهة بتوافق تام ” .

وأضاف السيد حجيج ، في تصريح مماثل، أن ” من غابوا عن عملية التصويت خلال هذا الاستحقاق كانوا على علم مسبق بالنتائج التي ستفرزها هذه الانتخابات وبالتالي قرروا أن ينهزموا بعيدا عن الحلبة ” .