منصة الشباب سيدي عبد الله بسلا.. فضاء للإنصات والمواكبة لتلبية طموحات حاملي المشاريع

سلا – تمثل منصة الشباب سيدي عبد الله بمدينة سلا، المحدثة سنة 2019، فضاء متميزا للإنصات  والمواكبة لفائدة الشباب حاملي المشاريع والباحثين عن فرص للإبتكار وتحقيق الذات، واطلاق مشاريع تضمن لهم الإستقلال المادي.

ويندرج تأسيس هذه المنصة، في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب الذي يميز المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،التي تهدف الى بلورة نموذج اقتصادي للشباب من خلال نهج مبتكر يعتمد على الإنصات والتوجيه والمواكبة،وذلك عبر دورات تتكيف مع احتياجات كل فئة،وتنشط من قبل طاقم ذو خبرة مشهود لها.

وحسب ورقة تعريفية بهذه المنشآة ،فقد استقبلت المنصة منذ انطلاق المرحلة الثالثة سنة 2019، نحو 834 شابا مقاولا،استفاد منهم من خدمات الإنصات والتوجيه قبل انشاء المشروع 326 شابا ،و 210 آخرين بعد الإنشاء. و تم قبول استفادة 36 مشروعا للاستفادة من الدعم، ودراسة 55 مشروعا من قبل اللجنة الإقليمية للمبادرة، في حين يوجد 71 مشروعا قيد البحث والدراسة.

وفي هذا الصدد، قال عبد العالي فضي مدير المنصة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش لقاء نظم مؤخرا بمناسبة تخليد اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسلا، الذكرى الـ17 لإنطلاق المبادرة تحت شعار ” المرحلة الثالثة :مقاربة متجددة لإدماج الشباب”، إن المنصة تقدم خدمات متنوعة لفائدة الشباب حاملي المشاريع، ويرتكز دورها الأساسي على التنسيق بين الجمعيات الشريكة والمسيرين الذين ينفذون الأهداف التي يرتكز عليها برنامج المرحلة الثالثة من المبادرة.

وسجل فضي أن المنصة تدعم حاليا الأفكار المبتكرة بتعاون مع جمعية “أملي” للأعمال الاجتماعية، وتصغي للشباب وتقوم بتكوينهم وتوجيههم في ما بعد إلى المشاريع التي تناسب طموحاتهم وحاجياتهم الذاتية.

واستعرض المتحدث ذاته، المراحل التي يمر منها الشباب حاملو المشاريع من أجل الحصول على الدعم والتنفيذ حيث يخضعون في مرحلة قبلية، إلى تدريب مكثف لاستلهام واقتراح الأفكار إلى جانب مشاركتهم في ورشات حول التفكير التصميمي وأخرى حول النموذج الأولي للمشروع، وتقنيات ولوج السوق واستراتيجية التسويق وتقنيات التسيير المالي.

وتابع أن حاملي المشاريع يخضعون أيضا لتكوينات حول الأشكال القانونية للشركات تنتهي بنيلهم لشهادة انهاء مسار المواكبة، وتمتد هذه المرحلة من ثلاثة الى ستة أشهر.

وأضاف مدير منصة الشباب أن المرحلة البعدية تمتد الى 18 شهرا، وتتضمن مواكبة حامل المشروع ميدانيا للإستئناس والمعاينة.

وعلى صعيد متصل، أكد إسماعيل بلحسن صاحب شركة مستفيدة من دعم المبادرة، متخصصة في اقتناء تجهيزات مكتبية ومعلوماتية، أن المشروع الذي طوره يهدف إلى الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال والعمل على تعزيز قدراتهم المهارية بحواسهم كلها، بعيدا عن الألعاب الإلكترونية التي تدمر مداركهم.

وأضاف بلحسن أنه يطمح الى خلق فروع جديدة لمشروعه، بهدف تشغيل المزيد من الشباب، وكذا ضمان استمرارية المشروع وفعاليته.

وبدورها، أشارت فدوى حجي، وهي شابة أنشأت مشروعا عبارة عن مكتبة ومطبعة إلى أنه بفضل الدعم الذي تحصلت عليه استطاعت تأسيس مشروعها الخاص، مشددة على ان تأسيس المشروع سبقته مواكبة وتأطير داخل منصة الشباب،مرورا بشرح الغايات وكفايات المشروع وانتهاء بالحصول على الدعم والمواكبة ما بعد التنفيذ.

ولا تكتفي المنصة بعرض المشاريع المنجزة فقط، ،بل تقدم  الشباب حاملي المشاريع في طور التمويل والتنفيذ وذلك من أجل فتح الطريق أمام الجميع لإنجاح مشاريعهم.

وفي هذا الإطار، أبرزت سماح العلج مسيرة مشروع في اطار المرحلة الثالثة من المبادرة، وعضو المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية، أن المنصة والمركز يقومان بمواكبة الشباب المقاولين في إطار المقاولة الاجتماعية،والشراكة الموقعة مع المبادرة، مسجلة ان هذه المواكبة ترتكز على  مجموعة من التكوينات يقدمها متخصصون من المركز اعتمادا على طرق عصرية وحس مقاولاتي.

يذكر أن منصات الشباب تهدف إلى اعتماد نموذج اقتصادي للشباب من خلال نهج مبتكر يعتمد على الإنصات والتوجيه والمواكبة، وذلك عبر دورات تتكيف مع احتياجات كل فئة، وتنشط من قبل طاقم ذو خبرة مشهود لها.

كما يتماشى النهج، الذي اعتمدته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال خلق هذه المنصات، مع توصيات تقرير النموذج التنموي الجديد المتعلق بتحسين جودة المواكبة وترسيخ الشراكة الإقليمية والتوجيه والمواكبة والتقييم .