معرض “دمشق بيروت ..بألوان الحب” …عندما تكون بيروت متنفسا للفنانين السوريين

معرض “دمشق بيروت ..بألوان الحب” …عندما تكون بيروت متنفسا للفنانين السوريين

الجمعة, 1 نوفمبر, 2013 - 11:59

يبحث الفنانون السوريون، خاصة التشكيليون، عن متنفس لأعمالهم، التي يبدو أن الإنصات للأوجاع والآلام ببلاد الشام لم يترك لمتذوقي هذا الشكل من التعبير هامشا من الوقت للاستمتاع بها، فحمل المبدعون لوحاتهم، ومعها هموم الوطن والإبداع الى أقرب متنفس…بيروت.

ومن يحتضن دمشق غير بيروت، التي تربط بينها وبين عاصمة الشام وشائج إنسانية لا ينكرها أحد، وهي التي فتحت أذرعها للناس البسطاء قبل الفنانين، إذ لا يمر أسبوع دون أن تعرف أروقة العاصمة اللبنانية نشاطا، فرديا أو جماعيا، للتشكيليين القادمين من سورية ، كان آخرها معرض يحمل أكثر من دلالة ” دمشق بيروت بألوان الحب” .

الحب إذن هو القاسم المشترك بين المدينتين، وإن كانت ظروف هذا الحب مؤلمة وقاسية بالنسبة للفنانين السوريين، فهو حب لبيروت يسكن القلب، بدون شك، إلا أن حب “الفيحاء” دمشق يسكن الفؤاد والعقل معا.

وهكذا يهون الفنانون السوريون على أنفسهم بأن بيروت توأم الروح، قرب جغرافي وروحي يقودهم الى قلب بيروت، حيث ما زال هناك نبض فني، رغم ما تعانيه هي أيضا من أزمات تكاد تخنقها، إلا أنها تقاوم، مقاومة عنوانها الفن، ولا غير الفن، فهو الملاذ من هول الاختناق السياسي، وتأبى إلا أن تشارك ولو بجزء بسيط آلام الفنانين السوريين …ف”بيروت هي المتنفس الوحيد” كما تقول رزان شطي، منظمة معارض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

إن بيروت أضحت النافذة والأفق الأقرب التي يطل منها الفنانون السوريون، بالرغم من أن هناك مدنا أخرى تستقبل المبدعين السوريين كعمان ودبي وأبو ظبي، تضيف شطي التي نظمت معرض “دمشق بيروت بألوان الحب (18 الى 31 أكتوبر).

وأكدت شطي ، وهي لبنانية من أصل سوري، أن بيروت لا تجهل قيمة الفن التشكيلي السوري، فأرباب المعارض يدركون أن سمعة التشكيل السوري تسبقه الى أي بلد، مستشهدة بالأسماء الكبيرة التي شاركت في هذا المعرض من رواد وشباب .

ويضم هذا المعرض (نظم برواق 169 وسط بيروت) مجموعة من الأعمال لفنانين سوريين رائدين وخاصة فاتح المدرس ونذير نبعه، فضلا عن ثلة من الشباب بينهم، الأحمد معلا وعاصم الباشا وجميل قاشا ومحمد الوهيبي وريما سلمون وغيرهم.

ويمثل هؤلاء ، تؤكد شطي في ذات التصريح ، “مدارس مختلفة لكل واحد منهم أسلوبه”، ومنهم من ما زال في بداية الطريق، ينحت عله يجد سبيلا، ولو كان الوقت “زمن الأزمة ” فأعمالهم ، على كل حال، “تعكس جزءا من الواقع المر في وطنهم”.

و يشرح الناقد الفني والصحافي السوري عمار حسن في تقديمه للمعرض أن “فاتح المدرس يعتبر رائد الحداثة السوري بامتياز ومن رواد التعبير الذي استلهم من ألوان تراب سورية وشمسها ألوان وجوه النساء وليس بعيدا عنه نذير نبعه الذي جاء من جيل ما بعد الرواد، ليجدد شعلة الجمال في لوحاته “دمشقيات”، تلك الأعمال التي شكلت مفصلا هاما ومميزا في تجربته التشكيلية”.

أما الأجيال اللاحقة، يضيف الناقد، فقد “تميز كل منهم ببحثه التشكيلي، ويكمل في ذات الوقت جانبا واسعا من صورة المشهد التشكيلي السوري، بلغة ناقدة فلسفية بذات الوقت، محاولا جعل اللوحة أداة للتغيير ومكانا للخيال والجمال كأحمد معلا، إلا أن عاصم الباشا ببحثه الوجودي كان مخلصا هو الآخر، فعبر الطين أراد بعث حياة أخرى تنسل من أعماله”.

ولا يراهن المعرض على البيع أو الربح، تقول شطي ، فالمهم في الوقت الراهن تكريس هذه التجارب، والاحتفال بالفنان التشكيلي السوري و”إبراز ثراء الريبيرتوار الفني السوري” ، ولو بشكل مرحلي في انتظار البحث عن فضاءات عربية أخرى ، ولماذا لا المغرب مثلا، تردف شطي ، التي سبق لها أن تعرفت على الفن التشكيلي المغربي في زيارات سابقة لمدينة مراكش والدار البيضاء، على أمل أن تزور الصويرة “مدينة التشكيل بامتياز”.

عبد الله البشواري

اقرأ أيضا

سياسة الهجرة.. تسليط الضوء ببنما على مقاربة المغرب

الجمعة, 5 يوليو, 2024 في 20:06

تم في بنما تسليط الضوء على مقاربة المغرب في مجال تدبير قضايا الهجرة والمهاجرين، وذلك خلال ندوة بمناسبة زيارة عمل يقوم بها رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، إلى هذا البلد الأمريكي اللاتيني.

إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج الوطني للتخييم لموسم 2024

الجمعة, 5 يوليو, 2024 في 19:13

أشرف وزير الشباب والثقافة والرياضية، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الجمعة بمخيم أصيلة، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج الوطني للتخييم لموسم 2024.

العرض الصحي بجهة الرباط-سلا-القنيطرة يتعزز بإطلاق خدمات أربعة مراكز صحية حضرية (بلاغ)

الجمعة, 5 يوليو, 2024 في 19:05

تعزز العرض الصحي بجهة الرباط- سلا- القنيطرة بإعطاء الانطلاقة، اليوم الجمعة، لخدمات أربعة مراكز صحية حضرية من المستويين الأول والثاني.