مستقبل تركيا ضمن الاتحاد الأوربي في قلب النقاش بين مؤيدي ومعارضي خروج بريطانيا من الاتحاد

من خالد أبو شكري

اسطنبول  –  يوجد ملف مستقبل تركيا ضمن الاتحاد الأوربي في قلب النقاش بين مؤيدي ومعارضي خروج بريطانيا من الاتحاد ، بل إن الموضوع أصبح مادة دسمة للتجاذبات بين الطرفين قبل استفتاء مصيري يوم غد الخميس.

ويحذر دعاة الخروج عازفين على مخاوف البريطانيين من أن “الأتراك قادمون”، وأي بقاء ضمن الاتحاد سيعني حتما حال دخول تركيا هجرة مكثفة ل “المجرمين الأتراك” لن يكون بوسع الحكومة وقفهم بالنظر ل”مبادئ حرية التنقل داخل الاتحاد الاوربي”.

هذا الموقف يرد عليه دعاة البقاء بالقول أن الانضمام  للاتحاد ليس متاحا على الأقل حاليا ووصف الاتراك ب”المجرمين أو الارهابيين” يعد بصراحة أمرا مخزيا.

ويقول عامر غونين الكاتب بصحيفة (ديلي صباح) إن هذه المناورة مقززة، ويمكن أن تكون سيناريو مضحكا في فيلم إثارة.

وبعد الاتفاق التركي الاوربي ل 18 مارس الماضي والذي بموجبه تعمل تركيا على إيقاف تدفقات اللاجئين عبر أراضيها نحو اليونان في مقابل حصولها على إعفاء مواطنيها من تأشيرات شينجين بعد تلبية عدد من الشروط، ثم فتح فصول جديدة في المفاوضات بخصوص ملف انضمامها للاتحاد الاوربي تنامت المخاوف التي يحركها دعاة الانعزال والقومية.

وتمثل الهجرة مثل الاقتصاد أحد رهانات الاستفتاء البريطاني، ويثير دعاة الخروج تهديدات حتمية ومتزايدة من غزو للمهاجرين بشكل مكثف عبر بحر المانش في اتجاه بريطانيا.

ويوجد ببريطانيا حاليا 500 الف مهاجر تركي وفي حال غادرت الاتحاد فليس هناك ضمانات من أن المراقبة ستستمر كما لا شيء سيمنع آلاف المهاجرين من الدخول للبلاد وفق يرد دعاة البقاء في الاتحاد.

وفي هذه النقطة بالذات فان للاتحاد الاوربي مصلحة في ضمان ان اتفاقه مع تركيا حول اللاجئين لا يتعين ان يفشل بالنظر لكون التعاون مع أنقرة “ضروري” بالرغم من تواجد خلافات بين الاتحاد وتركيا، فالاخيرة تعد بلدا رئيسيا في وقف تدفقات اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين نحو اوربا.

غير ان أنقرة سبق وأن حذرت من أنها لن تبقى للأبد تتولى تدبير مشاكل الهجرة ولعب دور الدركي.

وعرف مسلسل انضمام تركيا للاتحاد عراقيل على أيدي عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد كما أن تردد تركيا في تعديل قوانينها لمكافحة الإرهاب كما تطالب بروكسيل كشرط لاعفاء مواطنيها من تأشيرات شينجين وتحقيق تقدم على مسار الانضمام أعطى حجة للرافضين من أجل شيطنة الاتراك في إطار حملة الاستفتاء الجارية في بريطانيا.

من جهة أخرى يخشى الفاعلون الاقتصاديون الأتراك من الخروج البريطاني فلندن تمثل احد الشركاء الرئيسيين والزبناء الهامين للأتراك مع ميل الميزان التجاري لأنقرة بفائض من خمسة مليارات دولار سنويا وبالتالي فاي خروج بريطاني سيؤثر حتما على العلاقاات التجارية وسيعجل ببدء تركيا مفاوضات جديدة مع بريطانيا لتسهيل التجارة.

وبلغت الصادرات التركية الى بريطانيا ما قيمته 6ر10 مليار دولار العام 2015 مقابل واردات من 5ر5 مليار دولار وأي خرج لبريطانيا من الاتحاد هو خروج من الاتحاد الجمركي وسيؤثر سلبا على الصادرات التركية ويتعين بالتالي على تركيا الدخول في مفاوضات مع لندن لابرام اتفاق للتبادل الحر بين الطرفين وفق ما يرى المحللون الاتراك.