مسؤول أوروبي : التعاون بين مجلس أوروبا والمغرب الأكثر كثافة وتقدما في منطقة مينا

بروكسيل – أكد مدير مكتب بروكسيل لمجلس أوروبا السفير طوربجورن فرويسنز أن التعاون بين مجلس أوروبا والمغرب هو “الأكثر كثافة وتقدما” على مستوى جميع الشركاء في منطقة شمال إفريقيا والشرق الاوسط “مينا”.

وأوضح السيد فرويسنز، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب يعد بلدا رائدا، إذ يمكن اعتبار تعاونه مع مجلس أوروبا نموذجا بمنطقة مينا”.

وأعرب المسؤول الأوربي عن ارتياحه للعلاقات المتميزة التي تربط بين مجلس أوروبا والمغرب، مضيفا أن هذا التعاون الذي انطلق سنة 2008 عرف “تطورا مهما جدا” كما يدل على ذلك وضع “الشريك من أجل الديمقراطية ” الممنوح للمغرب، أول بلد في الجوار الأوروبي يحصل على هذا الوضع.

وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه بفضل هذا الوضع، يشارك البرلمان المغربي منذ ثلاث سنوات في أشغال الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، سواء في الجلسات العامة أو اجتماعات اللجن، مشيدا بالمشاركة المغربية النشطة والمنتظمة على مستوى مختلف أجهزة المجلس، بما في ذلك لجنة البندقية ومجموعة بومبيدو.

وذكر السيد فرويسنز أيضا بأن “القرار الحر” للمغرب لتعزيز تعاونه مع مجلس أوروبا في مجال الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان “مفيد جدا ويمكن أن يفسر على أنه رغبة واضحة والتزام من حكومة المغرب بقيم مجلس أوروبا”.

وأشار في هذا الصدد إلى أن خطة العمل 2012-2014 التي اعتمدها المغرب ومجلس أوروبا في أبريل 2012 تهم على وجه التحديد هذه الركائز الرئيسية الثلاث، وهو الأمر الذي “يدل على سياسة إصلاحية واضحة ومدروسة” يقوم المغرب بتفعيلها بشكل تدريجي وهادئ . وأضاف أن فتح مكتب للمجلس في الرباط سيسمح للجانبين بمواصلة تعزيز التعاون والشراكة بينهما.

ومن بين الأمثلة على التعاون المثمر بين المغرب ومجلس أوروبا، استحضر الدبلوماسي مشروع تحليل فعالية النظام القضائي المغربي، مبرزا أن مندوبي وزراء مجلس أوروبا قبلوا في أواخر ماي الماضي طلب المغرب الحصول على صفة عضو ملاحظ لدى اللجنة الأوروبية لفعالية العدالة، وهو ما يشكل “إشارة قوية لهذا التعاون الذي يتطور بسرعة بين المغرب ومجلس أوروبا”.

كما ذكر بأن لجنة وزراء مجلس أوروبا اقترحت على المغرب الانضمام إلى اتفاقية لانزاروتي لحماية الأطفال من الاستغلال والاعتداء الجنسي، مشيرا إلى أنه إذا ما قبل المغرب فسوف يكون أول عضو لا ينتمي للمجلس ينضم إلى هذه الاتفاقية.

وخلص إلى أن اقتراب المغرب من معايير مجلس أوروبا وانضمامه للعديد من اتفاقياتها يدل على التحولات الإيجابية التي يشهدها هذا البلد.

أجرى الحديث: محمد حميدوش