محاربة الأمية في المغرب.. تسارع وتيرة المبادرات وجسامة التحديات
الرباط – إذا كان المغرب قد سرع منذ بداية العشرية الماضية خطى جهوده الرامية لمحاربة آفة الأمية ووضع مبادرات متعددة من أجل تحرير مواطنيه من براثنها، فإن أرقام الأميين وإن تراجعت معدلاتها، تضعه أمام تحديات تنموية جسيمة.
فلا أحد يجادل، في أن الجهود المضاعفة المبذولة من طرف مختلف المتدخلين منذ تبني الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية والتربية غير النظامية سنة 2004 أدت إلى تقليص مهم في نسبها، حيث انخفض معدل الأميين من 43 في المائة سنة 2004 بحسب الإحصاء العام للسكان والسكنى،إلى حوالي 28 في المائة سنة 2012 وفق آخر التقديرات.
وعزا السيد الحبيب ندير،مدير محاربة الأمية بوزارة التربية الوطنية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل إعطاء انطلاقة الدخول التربوي الجديد لبرامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية لأكاديمية جهة الرباط سلا زمور زعير برسم الموسم الدراسي الحالي 2013-2014، هذا الإنجاز إلى عاملين رئيسين يتمثلان في الاهتمام الموجه نحو تحسين مختلف مؤشرات تمدرس الأطفال، حيث تم خفض نسب الهدر المدرسي ورفع سنوات تمدرس الأطفال ، وكذا ارتفاع وتيرة برامج محو أمية الكبار.
وفي هذا الصدد، فقد انتقل عدد المستفيدين من برامج محو الأمية من286 ألف في 2002-2003 إلى حوالي760 ألف مستفيد برسم الموسم الماضي.
وأكد السيد ندير أن من شأن الاستمرار على هذا النهج وفق الوتيرة ذاتها تحقيق الهدف الحكومي القاضي بتقليص نسبة الأمية إلى 20 في المائة سنة 2016.
وأوضح أن هذه المجهودات حظيت باعتراف دولي من خلال إحراز المملكة ميزة الشرف لجائزة “كونفوشيوس” لمحو الأمية من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) برسم سنة 2012، وكذا بإشادة جلالة الملك خلال الخطاب الذي وجهه جلالته للأمة بمناسبة عيد العرش الأخير.
وترتكز الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية والتربية غير النظامية التي تمت مراجعتها سنة 2009، على 10 محاورهي نظام للمعلومات، والشراكة، والاحتضان، والتنظيم، والبرامج التربوية، والتكوين، والتعاون الدولي، والتعبئة والتواصل، والتتبع والمراقبة ، والتقييم والتنمية الاجتماعية المندمجة.
كما تنبني على مكونين أساسيين يعطيان بعدا شموليا ومندمجا للمقاربة المعتمدة،هما توفير برامج لفائدة الأميين الكبار لمحو أميتهم تزودهم بالمعارف والكفاءات الأساسية الضرورية لاندماجهم في بيئتهم الاقتصادية والاجتماعية، وكذا وضع برامج لما بعد محو الأمية لفائدة المتحررين الجدد من الأمية لتمكينهم من الحفاظ على معارفهم وتطويرها واستعمالها في مختلف مناحي الحياة اليومية .
وبالرغم من حجم الجهود التي انخرط فيها ، بالخصوص، فاعلون حكوميون متعددون ومنظمات المجتمع المدني، فإن استمرار عدم توفر شرائح واسعة من المواطنين على المهارات الأساسية للكتابة والقراءة والحساب، يطرح تحديات كبيرة على المملكة من أجل تحقيق التنمية المنشودة.
فمحو الأمية ولو بمعناها التقليدي، الأبجدي، بالرغم من أن مجتمعات أخرى طورت تعاريف جديدة حولها تتناول احتياجات التعلم المتنوعة للأفراد في مجتمعات المعرفة التي تسودها العولمة، يعد بحسب الأمم المتحدة، وسيلة لتعزيز الرفاه وسبل العيش، وبالتالي قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
وتحقيق ذلك رهين أيضا بالنجاح في اختبار الحكامة، فضلا عن رفع تحدي تحقيق مشاركة أوسع لمتدخلين آخرين وفي مقدمتهم القطاع الخاص.
فمشاركة الأخير، يقول مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير، السيد محمد أدردور، في تصريح مماثل، “ضعيفة جدا”ولا تتجاوز على مستوى الجهة 0,18 في المائة.
ويرى السيد أدردور أن من شأن الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس لهذا المجال وإحداث وكالة وطنية لمحاربة الأمية مهمتها تنسيق الجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين، رفع تحدي محاربة الأمية خلال السنوات المقبلة.
(محمد مجدوبي)
اقرأ أيضا
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
احتفى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر،اليوم الاثنين بالرباط، بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وذلك بتنظيم حفل رسمي، حضرته ثلة من الشخصيات من علم الثقافة والدبلوماسية والاقتصاد.
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
باريس – أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، اليوم الاثنين بباريس، أن مجال البنيات التحتية المستدامة يمثل مجالا متميزا للتعاون بين المغرب وفرنسا. وقال السيد بنشعبون، في كلمة ألقاها في ندوة نظمت في إطار اليوم الافتتاحي لأسبوع “باريس انفرا ويك”، أحد المواعيد الرائدة في أوروبا المخصصة لتمويل البنية التحتية، إن البنيات التحتية […]
مراكش: انعقاد المنتدى السنوي لأطراف “الشراكة من أجل تخزين الطاقة”
التأم اليوم الاثنين بمراكش، أكثر من 150 مشاركا من 24 دولة عبر العالم، بمناسبة انعقاد المنتدى السنوي لأطراف “الشراكة من أجل تخزين الطاقة” (ESP-Energy Storage Partnership).
أخبار آخر الساعة
-
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
-
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
-
مراكش: انعقاد المنتدى السنوي لأطراف “الشراكة من أجل تخزين الطاقة”
-
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
-
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
-
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
-
تنصيب هشام رحيل مديرا لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء (المكتب الوطني للمطارات)
-
الدورة الوزارية الـ40 للجنة الكومسيك.. مناسبة لتقديم الحصيلة الاقتصادية لوكالة بيت مال القدس الشريف (السيد الشرقاوي)