لبنان .. الجماعات الإرهابية على الأبواب والجيش ينجح في توحيد الفرقاء

لبنان .. الجماعات الإرهابية على الأبواب والجيش ينجح في توحيد الفرقاء

الثلاثاء, 5 أغسطس, 2014 - 13:06

بيروت- (إعداد : عبد الله البشواري) – يبدو أن كل التكهنات باقتراب المجموعات المسلحة الإرهابية من لبنان أكثر من أي وقت مضى، قد تحولت الى واقع لا مفر منه، إذ دقت خلال نهاية الأسبوع الماضي أبوابه الشرقية المحاذية لسورية، إلا أن الجيش كان بالمرصاد للإرهاب الذي حاول التسلل، كعادته، من مواقع ضعيفة وهشة، فنجح الجيش في ما فشلت فيه الاجتماعات والمؤتمرات والمشاورات، في توحيد الفرقاء السياسيين، على رأي واحد “القوات المسلحة الجامعة لكل المذاهب والطوائف هي صمام الأمان”.

هو الجيش إذن الذي تعالت الأصوات بتمجيده وتوالت بخصوصه التصريحات المؤيدة، خاصة وأنه يواجه منذ يوم السبت الماضي مسلحين لا يؤمنون الى بلغة التخريب والتخريب … إرهابيون وضعوا نصب أعينهم لبنان، فكانت خطتهم الدخول من بلدة صغيرة على الحدود السورية تسمى “عرسال”، لتكون منفذا لهم الى كل لبنان، إلا أنهم ولحسن حظ بلاد الأرز كان الجيش في الموعد، راويا الحدود بداء جنوده فداء للوطن.

عرسال، البلدة الصغيرة التي لا يكاد لا يعرفها أحد، كانت طيلة نهاية الأسبوع سيدة العناوين الإخبارية ومحور التحليلات السياسية، سمع بها من لم يسمع من قبل، قرية متاخمة للحدود مع سورية وتشترك معها بخط حدودي طوله نحو 50 كيلومترا، وتأوي عددا كبيرا من النازحين السوريين يفوق عدد سكانها، إذ قدرت السلطات اللبنانية عددهم ب120 ألف نازح منذ بداية الأزمة السورية، بينما لا يتجاوز عدد سكانها 36 ألف نسمة.

كانت البداية ظهر يوم السبت الماضي، بخبر صغير تناقلته وسائل الإعلام مفاده أن السلطات قد أوقفت سوريا بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي شمال شرق البلاد … لتتوالى الأخبار تباعا عن اندلاع الاشتباكات بين الجيش ومسلحين طوقوا حاجزا للجيش مطالبين بالإفراج عن الموقوف، الذي سيتبين فيما بعد أنه من زعماء تنظيم (جبهة النصرة)”.

وكما تتناسل أخبار الاشتباكات، تسارعت تصريحات الفرقاء السياسيين بكل تلاوينهم وكلمات المرجعيات الدينية من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز وكل الطوائف الأخرى (….)، التي اتفقت، على غير العادة، على دعم الجيش سياسيا وماديا وترك خلافاتها جانبا، ولو الى حين دك هذه المجموعات التي لا ترحم.

ومع اشتعال جبهة عرسال، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، التي جمعت بدورها خلال اليومين الماضيين، اللبنانيين الذين تراوحت تعليقاتهم ما بين الساخرة من الوضع والمتأسفة لما وصل إليه الوضع ببلدهم، وبين تلك التي تنتظر النتائج، إلا أنها نحت منحى آخر مع ورود أخبار مقتل عناصر الجيش لتتسم بنوع من الحدة وتصب جام غضبها على “الداعشيين” خاصة عبر رسوم وصور ساخرة متهكمة خلاصتها “لبنان عصي عليكم أيها الإرهابيون”.

ولعل من أهم الخلاصات التي يمكن استخلاصها من تصريحات الزعماء السياسيين والدينيين أنه لم يعد هناك مجال للتصنيف، وغابت، نسبيا، الاتهامات والاتهامات المضادة بين الفرقاء الكبار (14 آذار)، وعلى رأسها “تيار المستقبل”، و (8 آذار) التي يتزعمها “حزب الله”.

وجاء تصريح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط صريحا وجريئا، لا مواربة فيه، “الخطر قادم”، وهذا الخطر الداهم لا اسم له إلا “المجموعات المسلحة والفكر المغلق والتكفيري”، لذلك فإن مهمة السياسيين والمرجعيات، كما يقول جنبلاط، و”فوق كل اعتبار وكل خلاف داخلي أو نقاش عقيم، واحدة هي التضامن وتأييد الجيش والقوى والأجهزة الأمنية في مواجهتها وفي مواجهة هذا الفكر”.

وبدوره أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي يسير البلاد في ظل فراغ سدة الرئاسة، على ضرورة الالتفاف حول الجيش ومنحه كل الدعم اللازم للقيام بمهامه “في التصدي للمجرمين الذين تطاولوا على السيادة اللبنانية ونالوا من كرامة عسكريين ومدنيين لبنانيين”.

واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “أي جرح في جغرافيا الوطن هو جرح في قلب لبنان”، داعيا “كل اللبنانيين الى توحيد صفوفهم خلف الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب”.

وفي تعليقه على هذه الأحداث، كان بيان ل”حزب الله” بدوره صريحا، بتأكيده بأن “استمرار الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظمة (…) هي دليل على الخطر المحدق بلبنان وكل أهله، دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو طائفة وطائفة، أو مذهب ومذهب آخر”. وهو ما ينبغي أن يتكاتف اللبنانيون جميعا لمواجهته، بعيدا عن إيجاد التبريرات أو التماس الأعذار لهذه الجماعات الإرهابية، وهي التي ارتكبت من الفظائع ما لا يقبله عقل أو دين أو عرف”.

واعتبر أن “اضطلاع الجيش اللبناني بمسؤولية حماية البلد وتحصين حدوده ومنع الإرهابيين من انتهاك سيادته، وتقديم خيرة شبابه شهداء في هذا السبيل”، هو دليل “على صفاء هذه المؤسسة وإخلاصها للوطن”.

وبعد أن أكد على أن اللبنانيين “سيبقون عصيين على الفتنة بينهم وبين جيشهم” أشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، إلى أن “وقوف أهالي عرسال إلى جانب العناصر العسكريين للدفاع عن مخفر قوى الأمن، خير دليل على اللحمة الكاملة بين الشعب والمؤسسات العسكرية والأمنية في مواجهة التطرف والإرهاب والخارجين عن القانون”.

وأعلنت قوى (14 آذار) “أقصى درجات التضامن مع الجيش وقوى الأمن الداخلي لما تعرضوا اليوم من قبل مسلحين”، مشددة على “ضرورة بسط سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني من خلال انتشار الجيش وقوى الأمن على طول الحدود اللبنانية – السورية وخاصة في منطقة عرسال”.

أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فقارب الوضع من زاوية أخرى، فذهب الى أنه “لا يمكن السير بالبلد من دون قائد سفينة”، متطلعا إلى رجال سياسة ملتزمين بالعمل السياسي فيقاومون الظلم والاستبداد من خلال التفاوض حول الشخص الاكفأ للوصول الى سدة الرئاسة”، معبرا عن أمله أن تهز “الأحداث الأمنية ضمائر المسؤولين من أجل العمل على ضبط الأوضاع”.

وكان الجيش اللبناني قد أعلن أن عدد القتلى في صفوفه وصل إلى عشرة جنود و25 جريحا وفقدان 13 آخرين، مع استمرار اشتباكاته مع مسلحين ينتمون لتنظيمات إرهابية ببلدة عرسال، والتي اندلعت أول أمس السبت بعد توقيف الجيش لمواطن سوري بتهمة انتمائه لتنظيم إرهابي، ما أدى بأتباع هذا الشخص، الذي وصفه الجيش في بيان له ب”الخطير” الى شن هجوم على حاجز للجيش لتستمر بعدها الاشتباكات إلى صباح أمس الاثنين.

اقرأ أيضا

فيضانات إسبانيا: الحكومة تستعد لإعلان المناطق المتضررة بشدة “مناطق منكوبة”

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 14:10

أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اليوم السبت، أن السلطة التنفيذية تعتزم إعلان المناطق المتضررة بشدة من الفيضانات المدمرة التي ضربت جنوب شرق البلاد “مناطق منكوبة”.

وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 12:21

أصدر وزير العدل قرارا بإنشاء وتنظيم المصالح اللاممركزة للوزارة، متمثلة في مديريات إقليمية للعدل موزعة على مستوى الدوائر القضائية لكل محكمة استئناف.

السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 11:36

أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، أمس الجمعة بالرباط، أن تعزيز حكامة المالية العمومية يخلق آثار إيجابية على عدة مستويات.