“كورتنا”.. معرض يعكس شغف المغاربة للساحرة المستديرة

الرباط – تم أمس الثلاثاء بالمتحف الوطني للفوتوغرافيا بالرباط، افتتاح معرض “كورتنا” الذي يعكس الشغف اللامشروط الذي يوليه المغاربة للساحرة المستديرة.

ويشكل المعرض الذي يفتتح اليوم الأربعاء في وجه الجمهور مناسبة فريدة حافلة بالنوستالجيا بالنسبة للشغوفين بكرة القدم، واستعادة لحظات الفرح العارم الذي شهدته المملكة في دجنبر 2022 بمناسبة كأس العالم لكرة القدم (فيفا -قطر 2022)، وتعزيز تموقع المغرب باعتباره بلدا كرويا من خلال الفن.

ويضم المعرض الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف والمتحف الوطني للفوتوغرافيا، مختارات من صور من توقيع 15 فنانا، يصوغ كل واحد منهم نظرة فنية متفردة عن رياضة كرة القدم في المغرب، بكل أبعادها ودلالتها، وهي الأعمال التي تتكامل في ما بينها لتعكس التأثير السحري الذي تخلفه هذه الرياضة في نفوس جميع المغاربة في مختلف ربوع الوطن.

وينتظم مسار المعرض حول ثلاثة محاور يعكس أولها تعلق جميع الفئات الاجتماعية المغربية بكرة القدم والكيفية التي يتفاعل بها المغاربة مع هذه الرياضة ويمارسونها، وثانيها الحماس الكبير الذي خلفه تأهل المغاربة لأدوار النهائية من منافسات كأس العالم بقطر سنة 2022 إضافة إلى تفاعل المغاربة مع مختلف المباريات. أما المحور الثالث، فيقدم المحور الثالث لعبة كرة القدم كرياضة شكلت مصدر إلهام للفنانين المغاربة.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، السيد مهدي قطبي، في تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24) بالمناسبة، إن كرة القدم اليوم تعد بمثابة “لغة كونية” رغب محافظ المتحف الوطني للفوتوغرافيا ومندوب المعرض، سفيان الرحوي، “الاحتفاء بها بنظرات الشباب”.

وأضاف قطبي أن “المتاحف عنصر أساسي في الحوار والتواصل” مضيفا أن هذا المعرض يهدف إلى الاحتفاء بالمتاحف وكرة القدم في آن واحد.

من جهته، قال مندوب المعرض، السيد الرحوي، في تصريح مماثل، إن “معرض كورتنا يسلط الضوء على حب المغاربة لكرة القدم وكذا الشغف والحماس الذي تمارس به هذه الرياضة في مختلف مناطق المغرب”.

وأضاف أن فكرة تنظيم هذا الحدث جاءت إثر المسار الرائع لأسود الأطلس خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم (فيفا – قطر 2022)، “بكل ما خلفه من مشاعر بالمملكة في كل مرة كان يتأهل فيها للدور الموالي”.

وحسب الرحوي، فإنه “في البداية، وجدنا أنفسنا أمام تحد كبير مرتبط بالعدد الهائل من الصور التي تجسد لحظات الفرح الغامر التي شهدتها المدرجات، وهدفنا كان عكس جمالية كرة القدم دون الوقوع في كليشيهات”.

وأضاف أنه لهذا الغرض “استدعينا بين 15 من المصورين الفوتوغرافيين والفنانين المعاصرين المغاربة للتعبير عن الشغف الشعبي تجاه كرة القدم”.

هكذا إذن، يشكل معرض “كورتنا” مناسبة للزوار “ليعيشوا ويستعيدوا ذكريات مشتركة ذات حمولة وجدانية قوية”، سيما في ظل الإنجازات التاريخية للمنتخب الوطني التي ستظل عالقة بالذاكرة الجماعية، بأهداف هزت الشباك ولكن أيضا المشاعر والنفوس، ولحظات فرح ومشاهد التحام وحماس منقطع النظير، وحدها كرة القدم قادرة على خلقه.