قطاع السياحة.. أسس متينة وخيارات استراتيجية ناجعة تفعيلا لرؤية 2020

(إعداد سناء الوهابي)

الرباط – حقق قطاع السياحة، الذي استطاع الصمود في خضم ظرفية اقتصادية عالمية مطبوعة بالتقلبات وسياق سياسي إقليمي غير مستقر، إنجازات مشجعة، بفضل أسس متينة وخيارات استراتيجية ناجعة تروم تفعيل رؤية 2020 .وبدأ قطاع السياحة بالمغرب، الذي يعتبر أولوية وطنية، يجني ثمار الأسس القوية والجهود المبذولة على مستوى التسويق والترويج في مختلف الأسواق المستهدفة، وكذا انخراط جميع الأطراف المعنية في شراكة قوية ومستدامة بين القطاعين العام والخاص، بهدف الارتقاء بالمملكة إلى مصاف العشرين وجهة سياحية الأولى في العالم في أفق سنة 2020.
ويتطلع المغرب أيضا، في إطار رؤية 2020 ، إلى أن يصبح وجهة مرجعية في مجال التنمية المستدامة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، اعتمادا على مبادئ كبرى في مجال سياسة التهيئة الترابية، عبر بنية جديدة للحكامة ومقاربة مندمجة للتنمية المستدامة تحترم البيئة والأصالة السوسيو- ثقافية.
ويبدو مستقبل قطاع السياحة واعدا كما يدل على ذلك الحفاظ على أداء نشاط القطاع خلال سنة 2013 مع تسجيل وصولات بلغت عتبة 10 ملايين سائح، بارتفاع بنسبة 8 في المئة، كمعدل سنوي، وارتفاع ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بنسبة 9,3 في المئة.
وهكذا اضطلع القطاع السياحي خلال سنة 2013 بدور هام في دينامية التنمية الاقتصادية للمملكة، من خلال استثمارات متعاقد عليها بلغت حوالي 19 مليار درهم وإحداث حوالي 20 ألف منصب شغل في القطاع، فضلا عن تكوين 13 ألف من الشباب.
وساهم قطاع السياحة في الناتج الداخلي الخام ب 29,7 مليار دولار (حوالي 160,8 مليار درهم – 18,7 في المئة) حسب تقرير المجلس العالمي  للسياحة والأسفار، الذي أشار إلى أن القطاع أحدث 16,7 في المئة من إجمالي مناصب الشغل بالمملكة.
وتأكد هذا المنحى الإيجابي هذه السنة حيث سجلت مداخيل العملة الصعبة خلال السبعة أشهر الأولى ارتفاعا بنسبة 4,3 في المئة.
وفي ما يتعلق بالإشعاع الدولي للمملكة، تم انتخاب المغرب، من خلال استراتيجيته في مجال التنمية المستدامة، في رئاسة الشراكة العالمية للسياحة المستدامة، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، والتي تروم وضع أرضية دولية لتبادل التجارب وإحداث شبكة دولية للمانحين.
وامتدادا لهذه المكتسبات، ومن أجل رؤية أكثر وضوحا للقطاع، تنظم وزارة السياحة والفدرالية الوطنية للسياحة، يوم الاثنين المقبل بالرباط، الدورة ال11 للمناظرة الوطنية للسياحة، وهي حدث دولي بارز يروم الوقوف على سير رؤية 2020 وعلى الإنجازات الرئيسية التي تحققت خلال الأربع سنوات الأخيرة.
وسيشارك في هذه المناظرة، التي تنعقد بشكل دوري منذ سنة 2001 ، ممثلو القطاع العام والفاعلون السياحيون الخواص المغاربة والأجانب في إطار من التبادل والتشاور.
وستناقش هذه التظاهرة محورين رئيسيين يهمان “إقلاع المناطق السياحية” و”تمويل الاستثمار في قطاع السياحة” لمناقشة رهان بروز ثمان مناطق سياحية تنافسية وتكاملية وتفعيل استراتيجية لمنتوجات محددة تمكن من إنعاش عرض سياحي متنوع وجيد.
ويواصل المغرب بعزم ، من خلال التركيز على قطاعه السياحي، تطلعه لأن يصبح مرجعا إقليميا ولتعزيز جاذبيته على مستوى السوق الدولية، من خلال تنويع منتوجاته وتحسين وجهاته الثقافية وتنمية قدراته في مجال الاستقبال.