آخر الأخبار
قرب التوصل لتسوية بشأن الخلاف حول إسم (مقدونيا) بين أثينا وسكوبيي يثير غضب القوميين في كلا البلدين

قرب التوصل لتسوية بشأن الخلاف حول إسم (مقدونيا) بين أثينا وسكوبيي يثير غضب القوميين في كلا البلدين

الإثنين, 22 يناير, 2018 - 11:27

(عبد الرزاق طريبق )

أثينا  – أثارت مبادرة الأمم المتحدة الجديدة لتسوية النزاع بين اليونان وجمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة ،الذي عمر لأزيد من 25 سنة ،حول تغيير اسم هذه الدولة الوليدة عن تفكك يوغسلافيا السابقة ،نعرات قومية متشددة في كلا البلدين مع قرب التوصل لتسوية تريدها حكومتا البلدين.

ففي اليونان ،احتشد أمس الأحد في مدينة ثيسالونيكي شمال البلاد ،والتي تعتبر عاصمة إقليم مقدونيا التي ترى اليونان أنه إرثها الخالص ،عشرات الآلاف من القوميين للتعبير عن  رفضهم لأية تسوية بشأن الاسم الجديد لسكوبيي يتضمن عبارة (مقدونيا).

وعرفت المظاهرة مشاركة آلاف الأشخاص من إقليم مقدونيا ومختلف مدن اليونان ،والتي وصلوها عبر 400 حافلة كما شارك فيها النازيون الجدد لحزب الفجر الذهبي ورجال دين علاوة على برلمانيين وعمدة المدينة.

ويتزعم بانوس كامينوس ،وزير الدفاع وزعيم الحزب القومي (اليونانيون المستقلون) الحليف الصغير في حكومة سيريزا ،تيار الرافضين لتقديم أي تنازلات لسكوبيي.

الموقف نفسه تتبناه الكنيسة الأرتدوكسية القوية في البلاد ،والتي عبرت علانية الأسبوع الماضي عن رفضها لأي تسوية تهدد العمق الثقافي والحضاري لليونان.

وفي سكوبيي طفت الى السطح خلال الأيام الأخيرة توترات حادة بين الاجتماعيين الديمقراطيين ،الذين يقودون الحكومة برئاسة زوران زائيف ،ورئيس البلاد جورج إيفانري الذي ينتمي الى نفس الحزب القومي ،الذي قاد الحكومة لأزيد من عشر سنوات ،وتبنى خطا متشددا مع اليونان بخصوص النزاع.

ويقول الحزب (المنظمة الثورية المقدونية) إن موضوع اسم الدولة ليس من اختصاص الحكومة فقط أو حزب الأغلبية ،لكنه يعود لكامل الشعب الذي عليه التعبير عن رأيه في استفتاء عام ،مضيفا ”لن نقبل بأية مقترحات أو أفكار تهدد هوية الشعب المقدوني“.

ولم يكن لهذه المفاوضات الجديدة أن تستأنف وتعرف حاليا انفراجا قد يقود قريبا لتسوية ،لولا صعود الاجتماعيين الديمقراطيين للسلطة قبل سبعة أشهر ،مع إصرار رئيس الوزراء زوران زائيف على تسوية مختلف المشاكل العالقة ،وفتح صفحة جديدة في سياسة بلاده ،تمهد لدخولها الاتحاد الأوربي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويضع زوران زائيف نصب عينيه ضرورة التوصل سريعا لاتفاق قبل قمة الاتحاد الأوروبي ليونيو القادم وقمة حلف شمال الأطلسي ليوليوز 2018 ،وهما تاريخان هامان لهذا البلد ،الذي يسعى للانضمام للتجمعين ،فيما تعرقل اليونان منذ سنوات كل مبادرة في هذا الاتجاه.

وسيلتقي زوران زائيف بتسيبراس الأربعاء أو الخميس المقبل على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا ،لمزيد من المباحثات حول الموضوع في مؤشر جديد على الوتيرة المتسارعة التي تعرفها المفاوضات.

وقبل نهاية الأسبوع الجاري سيتوجه وزير الخارجية اليوناني لسكوبيي للقاء نظيره المقدوني.

وقدم المبعوث الأممي للنزاع ماثيو نيميتز ،عقب مباحثات جرت على مدار الأسابيع الماضية للدولتين ،خمسة مقترحات بشأن الاسم الجديد جميعها تتضمن عبارة مقدونيا.

وقال نيميتز إن اليونان تعترف بالاسم الراهن لهذه الجمهورية ،وهو (جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة) ،وبالتالي لا يمكن تصور أي اسم جديد بدون عبارة (مقدونيا).

وذكرت صحيفة (كاثيمينيري) اليونانية أنه خلال اجتماع لتسيبراس الأسبوع الماضي مع وزير خارجيته كوتسياس ورئيس الكنيسة الارتدوكسية ،تبين أن اختيار الحكومة سيكون لاسم (جمهورية فادراسكا المقدونية)،وفادراسكا هو اسم نهر في البلاد.

وأضافت الصحيفة أن السلطات في سكوبيي تفضل اسم (جمهورية مقدونيا الجديدة).

وعلاوة على هذين الاسمين قدم المبعوث الأممي ماثيو نيميتز ثلاثة مقترحات أسماء أخرى ،هي (جمهورية مقدونيا العليا) و(جمهورية شمال مقدونيا) و(جمهورية مقدونيا سكوبيي).

وقال رئيس الوزراء اليوناني ،في حديث أمس الأحد لصحيفة (إيثنوس) ،أنه ”إذا كانت ثمة فرصة لتسوية هذا النزاع ،فسيكون من الجنون الوطني عدم استثمارها“ ،معربا بذلك بوضوح عن موقفه المؤيد لتسوية سريعة لهذا النزاع.

ودعا الساكنة ،خصوصا في شمال البلاد ،الى الهدوء واعتبار المصالح الوطنية العليا ،والوعي بأن عدم التوصل لتسوية يمثل تهديدا لهذه المصالح.

وقال ”على مدى السنوات ال 25 الأخيرة كان العديد من الدول تعترف بجيراننا الشماليين باعتبارهم (جمهورية مقدونيا) ،فيما نحن نصارع في كل مكان من أجل أن يطلق عليهم (جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة) ،وهو اسم مركب يستبعد ملكية الموقع الجغرافي والإرث التاريخي“.

لكن ليس اسم الدولة الذي سيتغير خلال هذه المفاوضات ،فكذلك اسم مطار سكوبيي ،الذي ترفض اليونان أن يحتفظ باسمه الحالي (مطار الاسكندر المقدوني) ،وكذلك تمثال الاسكندر وسط سكوبيي ورموز أخرى مماثلة ،تطالب أثينا بإزالتها لكونها تراثها الإغريقي الخالص.

وتنكر اليونان حق الدولة الوليدة عن يوغسلافيا السابقة في الاسم الذي تعتبره من تراثها القومي وثقافتها الإغريقية ،التي هي وحدها صاحبة ملكيتها الرمزية  وليس المقدونيون السلاف ،الذين لا علاقة تاريخية أو ثقافية تجمعهم بالإغريق ،باستثناء الانتماء الجغرافي.

وترفض اليونان استخدام المقدونيين لكل الرموز الاغريقية الثقافية والحضارية ،وإن كانت تقبل باستخدام الإسم كانتماء جغرافي يحيل لمنطقة شاسعة سبق للمقدونيين السلاف العيش في جزء منها.

وبالنسبة لليونان ،فمركز مقدونيا يوجد في اليونان وعاصمتها مدينة ثيسالونيكي (على اسم شقيقة الاسكندر المقدوني) ،وهي موطن جزء هام من الحضارة الإغريقية القديمة ومولد ومنطلق الاسكندر المقدوني للعالم.

ويخشى القوميون اليونانيون من أن استخدام بلد مجاور لنفس التسمية ينطلي على نوايا مبيتة للمطالبة بأراضي شمال اليونان.

واستقلت هذه الدولة الوليدة في العام 1991 عن يوغسلافيا السابقة ،وفي 1993 اعترفت بها الأمم المتحدة تحت اسم (جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة).

وفي العام 1992 فرضت عليها اليونان حصارا تجاريا لحملها على عدم تبني اسم ”جمهورية مقدونيا“ ورموز الاسكندر الأكبر .

وتوصل البلدان لاتفاق في العام 1995 وافقت بموجبه سكوبيي على تقديم تنازلات من أجل رفع الحصار اليوناني ،أبرزها تعديل دستورها للتنصيص على عدم المطالبة بوجود أقلية قومية لها في اليونان ،كما غيرت علمها الوطني ،الذي كان يتضمن رموزا تحيل للاسكندر.

اقرأ أيضا

كرة القدم.. لقاء تواصلي بسلا لعرض مستجدات قوانين التحكيم

الأربعاء, 28 أغسطس, 2024 في 0:00

نظمت المديرية الوطنية للتحكيم، اليوم الثلاثاء بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، لقاء تواصليا مع أندية البطولة الاحترافية “إنوي”، خصص لعرض التعديلات الأخيرة المتعلقة بالتحكيم.

الروابط بين الهجرة والتغيرات المناخية محور ورشة عمل بالرباط

الثلاثاء, 27 أغسطس, 2024 في 16:19

شكلت التحديات المتداخلة بين الهجرة وتغير المناخ على المستويين الوطني والدولي محور ورشة عمل نظمتها المنظمة الدولية للهجرة اليوم الثلاثاء بالرباط.

الرباط تحتضن الدورة السابعة لمهرجان الفادو -المغرب يومي 25 و26 شتنبر المقبل

الثلاثاء, 27 أغسطس, 2024 في 16:16

يحتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، يومي 25 و26 شتنبر المقبل، وللسنة السابعة على التوالي، مهرجان الفادو – المغرب، وذلك تحت شعار “الفادو والحرية”.