غواتيمالا ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية “الناجحة” في مجال الطاقات البديلة

أجرى الحديث: هشام الأكحل

مراكش- أكد نائب وزير الموارد الطبيعية والتغير المناخي بغواتيمالا، السيد فيرناندو كورونادو كاستيو، أن بلاده ترغب في الاستفادة من التجارب الناجحة التي راكمها المغرب خلال السنوات الأخيرة في مجال الطاقات المتجددة.

  وقال كاستيو ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في أشغال مؤتمر المناخ “كوب 22” الذي تستضيفه مدينة مراكش حاليا وإلى غاية 18 نونبر الجاري، “نحن نرغب في الاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة بخصوص المشاريع المرتبطة بالتكنولوجيا والطاقات المتجددة وليس هناك أفضل من يمكن أن نرسي معه روابط تعاون أكثر وثوقا من المغرب لتتمكن غواتيمالا من الاستفادة من التجارب والنتائج التي راكمتها المملكة”.

 وأشاد  المسؤول الغواتيمالي بمستوى التنظيم الذي تعرفه قمة مراكش وبحفاوة الاستقبال التي تحظى به الوفود المشاركة في القمة، مشيرا إلا أنه “من الأهمية بمكان أن تنعقد قمة المناخ على أرض إفريقية.. ونحن نطمح إلى يتم اتخاذ قرارات مهمة من أجل مستقبل البشرية جمعاء مع المراهنة على الحد من ارتفاع درجات حراة كوكب الارض”.

 وبعد أن أوضح أن بلاده تشارك في القمة بوفد هام يضم 50 شخصا يمثلون قطاعات حكومية وأخرى من المجتمع المدني، شدد على أن غواتيمالا حريصة على المشاركة في المفاوضات الجارية بشأن المناخ ومهتمة أيضا بالحضور في أبرز اللقاءات الجانية المنظمة على هامش قمة كوب 22.

   واعتبر المسؤول الغواتيمالي أن ظاهرة التغيرات المناخية أصبجت كونية وتمس البشرية جمعاء وهو ما يعني أننا أصبحنا معرضين جميعا للهشاشة البئية والاجتماعية وإن بدرجات متفاوتة، “ومن تمة يمكنني القول أنه إذا لم نتمكن من الحد من الظاهرة فإن ساكنة الكوكب ستواجه مشاكل حقيقية، لا سيما فيما يتعلق بالامن الغذائي والولوج إلى الماء، كما وكيفا، وأيضا الولوج إلى الخدمات الصحية”.

 وهكذا يضيف كاستيو، فإن آثار التغيرات المناخية تمتد رقعتها أفقيا وتشمل جميع البلدان ومن بينها غواتمالا التي يتمظهر فيها ذلك من خلال الكثير من الخسائر الاقتصادية، لافتا إلى أنه حان الوقت لتفعيل اتفاقية باريس التي تعد خارطة طريق للتصدي للتغيرات المناخية، والانتقال من التصور إلى الفعل و بلورة المجهودات المبذولة في هذا السياق على أرض الواقع.

  وفي تقديره، فقمم المناخ لا تشبه بعضها بعضها، واليوم “تواجدنا بقمة المناخ في نسختها ال 22 بمراكش يعكس الأمل في أن نخرج بنتائج ايجابية في ختام هذا الحدث البيئي الأبرز”.

ومن جهتها، عبرت مديرة التغيرات المناخية بوزارة البيئة والموارد الطبيعية بغواتيمالا، سيلفيا زونيغا، عن اعجابها بتجربة المغرب في مجال الطاقات المتجددة متوقفة عند تجربة العربات التي تجوب شوارع مراكش باستخدام اللوحات الشمسية.

 وقالت في هذا الصدد “نرغب في الاستفادة من تجربة المملكة في مجال الطاقات المتجددة حتى نستطيع أن نغير التغيرات المناخية وأعتقد أن الطاقة البديلة يمكن أن تساعد في هذا الاتجاه وسيكون أمرا رائعا استلهام التجربة المغربية”.

 وأوضحت الخبيرة الغواتيمالية أن بلادها تسعى من خلال المشاركة في قمة مراكش إلى لفت الانتباه إلى الهشاشة البيئية التي تعاني منها بلادها بسبب التغيرات المناخية، مبرزة أنه “تم الحديث عن ذلك في العديد من المناسبات لكننا اليوم يجب أن نمر إلى مرحلة العمل”.

  وحسب زونيغا فإن غواتيمالا مصممة على الوفاء بالتزاماتها بشأن اتفاق باريس وتوسيع دائرة التعاون الدولي في هذا المجال ويبقى الهدف الرئيسى متمثلا في تسليط الضوء على ما تعانيه غواتيمالا وبلدان أخرى من أمريكا الوسطى من التغيرات المناخية.

 وخلصت الخبيرة الغواتيمالية إلى القول بأنه في الوقت الراهن “يتعين رفع نسبة الوعي لدى الجميع وتعزيز دور تربية الأطفال على اعتبار أنهم يمثلون المستقبل من أجل الحفاظ على البئية وحمايتها”، مبرزة أنه “مازال هناك متسع من الوقت لنغير سلوكاتنا المشينة بخصوص البيئة”.