عودة المغرب للاتحاد الإفريقي قرار تاريخي مهم تؤطره رؤية استراتيجية عميقة (خبير بوركينابي)

واغادوغو  – أكد الخبير البوركينابي، كاولاغا أومارو بول مؤسس مركز تفكير (سيزام) للعلاقات الدولية ، أن العودة المعلنة للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي، تشكل قرارا تاريخيا مهما وشجاعا تؤطره رؤية استراتيجية عميقة.

 وقال كولاغا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الأمر يتعلق ب”قرار تاريخي بارز تؤطره رؤية استراتيجية عميقة: التقدير الصحيح للوقائع الراهنة واستشراف كبير مدعوم بالطموحات الجديدة للمغرب لفائدة إفريقيا”.

 وأضاف أنه بعد ا الإعلان التاريخي للمغرب عن عودته إلى “موقعه الطبيعي”، فإن 28 دولة من الدول المشاركة في القمة ال27 للاتحاد الإفريقي بكيغالي أشادت بهذا القرار الشجاع، معلنة عن تأييدها لهذه العودة، ووقعت ملتمسا دعت فيه إلى عودة المغرب وتعليق عضوية “الجمهورية ” الوهمية.

 وبعد أن أشار إلى الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس لقمة الاتحاد الإفريقي، والتي أعلن فيها جلالته العزم على العودة للاتحاد بعد غياب دام 32 سنة عقب قبول الجمهورية الوهمية، أكد الخبير البوركينابي أن عودة المملكة لهذه المؤسسة الإفريقية تعد خطوة ضرورية.

 وأبرز أنه من الناحية الديبلوماسية، فإن المغرب، حتى وهو خارج المنظمة الإفريقية، عرف، وبنجاح، كيف يعزز علاقاته الثنائية مع كل جهات إفريقيا، مشيرا إلى أن المملكة تشاركت استراتيجيا مع حلفاء من كانوا يعتبرونها “خصما”.

 وأشار كولاغا إلى أن حضور المغرب في اللقاءات  متعددة الأطراف هو حضور بارز كما أنه ما فتئ يدعو إلى الاندماج الإفريقي .

 وأكد الخبير الإفريقي أن المغرب أصبح اليوم بدون منازع قاطرة للتعاون جنوب -جنوب في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

 وقال إن إشعاع المغرب الاقتصادي في القارة، وخاصة في غرب إفريقيا، لا يحتاج لدليل، خاصة مع الاستثمارات الكبيرة في مجالات البنوك والعقار والاتصالات والبناء وإنشاء البنيات التحتية الأساسية وغير ذلك كثير.

وأضاف أن القوة العسكرية للمغرب يمكن أن تفيد في بعثات الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فإن المغرب يعد حليفا استراتيجيا من أجل السلام والأمن الدوليين خاصة في إفريقيا.

وخلص إلى أنه بتوفر المغرب على جميع هذه المؤهلات والخبرات، فإن “حضوره على مستوى الاتحاد الإفريقي يفرض نفسه اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، وسيكون مفيدا بالأساس للمنظمة التي تباشر مرحلة جديدة في مسار الاندماج السياسي باعتمادها لجواز السفر الإفريقي الجديد.