عمالة المضيق-الفنيدق : جهود متواصلة لتعميم التعليم الأولي

المضيق  –  يشكل التعليم الأولي، باعتباره حلقة أساسية في عملية التربية والتعليم، أحد الاهتمامات الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة المضيق-الفنيدق، التي تعمل بشكل متواصل على تعميمه، لاسيما بالمناطق القروية والجبلية النائية.

وضمن الأوراش التي أطلقتها اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية بعمالة المضيق-الفنيدق، خلال المرحلة الثالثة، في سياق جهودها الرامية إلى تعميم التعليم الأولي بتراب العمالة، قامت بإحداث 113 وحدة للتعليم الأولي، في إطار شراكات مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة والمجالس المنتخبة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي، حيث يبلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمة خلال الموسم الدراسي الحالي أكثر من 3800 طفلة وطفل.

ومن النماذج البارزة للجهود المبذولة بهذا الصدد، وحدة التعليم الأولي بدوار بلوازن بجماعة العليين، التي تعد نموذجا مصغرا لباقي وحدات التعليم الاولي بتراب عمالة المضيق-الفنيدق، وتعكس كنه وفلسفة تعميم التعليم الاولي بتراب العمالة، والتي حملت مشعله المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

إلى جانب بناء وحدات التعليم الأولي، حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تجهيز هذه البنيات التربوية بأحدث وأرقى التجهيزات، وذلك لتمكين أطفال المناطق المستهدفة من التعلمات الضرورية، قصد تأهيلهم لولوج التعليم الأساسي إسوة بأقرانهم في الحواضر، نظرا لدوره في تحقيق التنمية المعرفية والاجتماعية وضمان السير الجيد للمسار الدراسي للأطفال المعنيين .

ويتم اختيار المربيات في هذه الوحدات من قبل المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ووزارة التربية الوطنية، بهدف توفير تكوين ذي جودة لهؤلاء الأطفال، وتمكينهم من ولوج المدرسة الابتدائية وهم يتوفرون على المعارف المسبقة الضرورية لمواصلة تحصيلهم الدراسي.

وأبرز رئيس مصلحة برنامج الدفع بالرأس المال البشري للأجيال الصاعدة التابعة لقسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيق-الفنيدق، وليد رضوان، أن وحدة التعليم الأولي بدوار بلوازن التابع لجماعة العليين، أحدثت بغلاف مالي تجاوز 300 ألف درهم، في إطار برنامج عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعميم التعليم الأولي بالوسط القروي.

وأشار وليد رضوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه الوحدة نموذج لما مجموعه 113 قسما تم إحداثه بتراب عمالة المضيق-الفنيدق بفضل جهود مختلف الشركاء، مبرزا أن هذا البرنامج المندمج مكن أيضا من خلق 190 منصب شغل، إلى جانب توسيع قاعدة الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي بتراب العمالة.

وسجل أن عدد المستفيدين من هذا البرنامج انتقل من 1100 طفل خلال الموسم الدراسي 2019-2020 إلى 3800 طفل خلال الموسم الدراسي 2023-2024، مبرزا أن وحدات التعليم الأولي تقدم خدمات مجانية وذات جودة.

بدورها، أكدت المسؤولة الإقليمية للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، ياسمين القندوسي، أن المؤسسة تعد فاعلا رئيسيا لتعميم هذه الخدمة من التمدرس ، سواء بتراب عمالة المضيق-الفنيدق أو بباقي عمالات وأقاليم المملكة المغربية.

وأضافت ياسمين القندوسي أن المؤسسة تسهر على تسيير وتدبير 190 قسما بتراب عمالة المضيق الفنيدق، أي ما يوازي 190 مربية، واللواتي خضعن في بادئ الأمر لعملية التكوين الأساسي، الذي يحدد في 400 ساعة بشكل حضوري، وبعدها يتم اختيارهن اعتمادا على عدة معايير، فضلا على المساهمة في تجهيز وتوفير جميع الوسائل البيداغوجية والتربوية.

وأشارت إلى أن المربيات يخضعن كذلك لفترة تكوين إضافية تصل إلى 550 ساعة ، تقسم ما بين التكوين الحضوري والتكوين عن بعد، عبر منصة خاصة، والتي يتم توفيرها للمربيات من أجل التتبع والاستفادة من التكوين.

وشددت على أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، تسهر على تكوين المربيات وتوفير الوسائل والأدوات الأساسية لتكوين وتعلم الطفل واستفادة الطفل المغربي من تعليم أولي ذي جودة بالوسطين القروي والحضري على السواء.

هي جهود متواصلة تروم إيصال خدمة التعليم الأولي للمناطق الأكثر بعدا ضمن تراب عمالة المضيق-الفنيدق، ضمانا للعدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين أطفال المدن والضواحي والقرى، تماشيا مع روح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.