علي لكروني : الفنان التشكيلي الذي يعزف ألحانا على لوحاته

علي لكروني : الفنان التشكيلي الذي يعزف ألحانا على لوحاته

الخميس, 24 أكتوبر, 2013 - 11:58

(بقلم .. عبد الله شهبون)

جنيف – من كل الزوايا، يدفع منظر القرى والبلدات المغربية الهاديء والمشمس إلى الحلم، إلى حد يلهم السينمائيين والمصورين والمغنين والفنانين التشكيليين وغيرهم، انه الشعور الذي ينتاب المرء وهو يشاهد الأعمال الفنية التي يعرضها بجنيف الفنان علي لكروني.
ويعيد علي لكروني تشكيل هذه النظرة المشبعة بالحنين إلى الأزرق العميق لسماء البلاد التي أنجبته في لوحاته الزيتية حيث تمتزج ألوان العلم المغربي والتناقضات التي يعرفها بلده الأصلي والبلد الذي يقيم فيه.
هذا الفنان السويسري من أصل مغربي شغوف جدا بالمناظر الطبيعية وبالانطباعات المرئية، وكذا بالتواطؤ بين الفنون البصرية والمقطوعات الموسيقية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء لدى تقديمه لمعرضه في رواق (إسبري)، قال الفنان لكروني ” أحس أحيانا بأن الريشة تستفزني، خاصة لما أعزف الموسيقى. فالنغمات تتردد في ذهني ، وهذا الترداد يولد لدي الرغبة في الرسم: أن أعزف موسيقى على لوحتي الزيتية “.
ولكروني موسيقي حتى النخاع ، أضحى فنانا تشكيليا بالتدريج. وهاتان الموهبتان تتداخلان في شخصيته الفنية بشكل رائع. فهو متوثب وهاديء في الوقت ذاته، يعيد احتفاله المشهدي ابتكار الطبيعة في أحلى تجلياتها.
وترى الناقدة الفنية ماري – فرانس ميفو أن ” الفنان التشكيلي يرسم بالموسيقى، ويبصم اللوحة بألوان أوحت إليه بها الإيقاعات التي أنصت إليها والمقطوعات التي عزفها “.
والعمل الفني لعلي لكروني، كما المغرب، يفاجيء الزائر بضوئه ودفئه وانفتاحه، كما أن حقيقة الهجرة واضحة في إبداعاته إذ أنه يسعى إلى إقامة خط رابط بين ثقافته الأصلية والثقافة الأوروبية وتضييق المسافات بينهما في إطار من الانسجام والعذوبة، وفي مسعاه الدؤوب هذا “يزرع جسورا ينبثق منها الحلم” كما تقول ميفو.
وبتلقائية مشهود له بها، يرى لكروني في تاريخ شغفه بالفن التشكيلي “عالم الطفولة المستعادة تقريبا”. فقد بدأ كل شيء في سنة 1972، عندما وصل الفتي علي إلى باريس حيث قرر أن يستقر فيما لم يكن عمره يتجاوز 15 سنة. وقال ” لكن بعد مروري ببيرن لقضاء عطلة نهاية أسبوع، لم أغادر سويسرا أبدا “.
وفي بيرن، منبت الفنون الجميلة بامتياز، احتك لكروني ابن مدينة فاس بمئات الفنانين والموسيقيين من مختلف التيارات والمدارس. ” في واقع الأمر، لم أتعلم فن الرسم بالمعنى البيداغوجي للكلمة، ولكنني أصبحت فنان تشكيليا لأني كنته بشكل من الأشكال في الحقيقة “. ويرى انه كان محظوظا بحلوله ببيرن ” في سبعينيات القرن الماضي في أوساط فنانين من تيارات متعددة ومتباينة “.
وبحسب عدد من المحيطين به، فإن لكروني عازف بيانو وإيقاع من مستوى رفيع، لكنه أيضا فنان تشكيلي حقيقي. لم ينكر أبدا هويته الإبداعية كموسيقي. وفي إبداعاته التشكيلية، يشتغل على المادة من خلال لمسات سريعة متوالية من الألوان، ويدجن الريشة على شاكلة عازف بيانو أو إيقاع.
وعن حضور عالم سري من السحر والمرأة المنقبة والهيروغليفيات، يقول علي لكروني بإنه يدع ” لكل متلق أن يؤول اللوحة بالطريقة التي يرغب فيها، وأن يصنع لوحته الخاصة كما يشاء”، دون أن يغفل الإشادة بالمرأة مصدر الشغف والانسجام والتوازن.

اقرأ أيضا

تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين محور يوم دراسي بالرباط

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 18:38

شكل “تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين: جدلية التعميم والتجويد” موضوع يوم دراسي نظمته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الأربعاء بالرباط.

كرة القدم الشاطئية.. المغرب يتأهل لكأس إفريقيا للأمم 2024 بمصر

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 17:23

أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اليوم الأربعاء، عن تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الشاطئية بشكل مباشر إلى كأس إفريقيا للأمم، التي ستجري خلال الصيف الحالي بمصر، بعد انسحاب نظيره الأنغولي من التصفيات المؤهلة لهذه المنافسات.

مهرجان مقامات 2024: تقديم وتوقيع كتاب “ملحون وتشكيل” للكاتبة لبابة لعلج

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 14:54

قدمت الفنانة التشكيلية والكاتبة لبابة لعلج، مساء أمس الثلاثاء بسلا، كتابها المعنون ” ملحون وتشكيل” الصادر باللغتين الفرنسية والعربية، وذلك في إطار الدورة 14 لمهرجان مقامات.