عبد العزيز بن عثمان التويجري: المغرب أضحى بفضل العناية التي يوليها جلالة الملك لقيم الحوار بين الثقافات موئلا للحوار وجسرا للقاء بين النخب الفكرية والثقافية والعلمية العالمية
فاس – قال السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو ) إن المملكة المغربية أضحت بفضل العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقيم الحوار بين الثقافات والحضارات وأتباع الأديان موئلا للحوار وجسرا للقاء بين النخب الفكرية والثقافية والعلمية العالمية وموطنا للإشعاع الحضاري وللتنوير الثقافي والتسامح الديني.
وأضاف السيد بن عثمان التويجري، عشية اليوم الاثنين بمدينة فاس خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية حول موضوع “تعزيز حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي” التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمنظمة الدولية للفرنكوفونية بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أن التجارب الرائدة والناجحة للحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات شجعت على توسيع نطاق الحوار الثقافي والحضاري ليشمل الحوار الديني بين الأمم والشعوب وهو ما يتم التعبير عنه ب ” الحوار بين أتباع الأديان ” والذي هو التعبير الدقيق الذي يفي بالقصد.
وأكد المدير العام لمنظمة (الإيسيسكو) على الأهمية التي يكتسيها تنظيم هذا المؤتمر الدولي الذي يأتي في وقت حرج للغاية تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية الحضارية الناتجة عن تصاعد موجات العنصرية والكراهية وعدم الاحترام للخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية التي هي مصادر للتنوع الثقافي الخلاق.
وأوضح أن العنصرية والكراهية وعدم احترام الآخر بخصوصياته تنتج بالأساس جراء طغيان النزعات الاستعلائية والسياسات الاستبدادية دون مراعاة مبادئ القانون الدولي أو احترام قيم الحضارات الإنسانية أو الالتزام بتعاليم الأديان السماوية التي تحث على إشاعة السلام في الأرض والسعي لسعادة الإنسان.
واعتبر أن النزعة الاستعلائية تلغي الإحساس بالتنوع الإنساني وتقوي في النفوس إرادة الشر بالطغيان والشعور بالتفوق والتميز وبالرغبة في الهيمنة والقدرة على فرض الآراء وإملاء السياسات، مضيفا أن كل هذه الممارسات تقود إلى الأزمات التي يتعاظم خطرها كلما تم تجاهلها.
وأوضح أن التطورات الخطيرة في العديد من المناطق التي عرفها العالم خلال العقد الأخير وخاصة في السنوات الثلاث من العقد الحالي والتي لا تزال مشتعلة إلى اليوم هي في العمق ناتجة عن انتهاك القوانين الدولية والإعراض عن الالتزام بقيم الحوار على جميع المستويات، مؤكدا أن المجتمع الدولي، ورغم كل ذلك، يواصل التفكير في إيجاد وسائل جديدة لتعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات.
وأشار السيد التويجري إلى أن هذه الندوة الدولية التي تحتضنها مدينة فاس والتي يحضرها العديد من الباحثين والمفكرين وأصحاب القرار تروم بحث الوسائل والطرق الكفيلة بتعزيز ثقافة الحوار على مختلف المستويات مع العمل على إشاعة قيم الحوار في جميع الأوساط ودراسة العوامل والمؤثرات التي تحد من قوة تيار الحوار.
وقال إن المشاركين في هذا الملتقى الدولي سيسعون من خلال عروضهم ومداخلاتهم إلى الخروج بتصورات واضحة لفتح مجالات جديدة لبلورة الحوار وتعميقه حتى يكون عاملا مؤثرا وقوة دفع لعملية السلام على جميع المستويات انطلاقا من السلام الروحي والأمن الثقافي بين شعوب العالم .
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين والتي تلاها وزير الدولة السيد عبد الله باها.
ويشارك في هذه الندوة الدولية، التي تستمر يومين، نحو خمسين من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية من مختلف بلدان العالم إلى جانب ممثلين عن هيئات ومنظمات المجتمع المدني.
وسينكب المشاركون في هذا المؤتمر الدولي، من خلال العديد من اللقاءات والمداخلات، على تحليل التقدم الذي تم تسجيله على مستوى حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي مع تشخيص المخاطر والعقبات التي تعيق الجهود التي تروم تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان في ضوء ما تشهده العلاقات الدولية من تغيرات إلى جانب وضع إطار عمل لتعزيز فرص نجاح هذا الحوار من خلال اعتماد الآليات المناسبة في مجالات التربية والإبداع الثقافي والإعلام.
حضر الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية السادة أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة ومحمد أمين الصبيحي وزير الثقافة ومحمد الوفا وزير التربية الوطنية ووالي الجهة والعديد من السفراء المعتمدين بالمغرب إلى جانب مجموعة من الباحثين ورجال الفكر والثقافة والإعلام من المغرب والخارج.
اقرأ أيضا
فيضانات إسبانيا: الحكومة تستعد لإعلان المناطق المتضررة بشدة “مناطق منكوبة”
أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اليوم السبت، أن السلطة التنفيذية تعتزم إعلان المناطق المتضررة بشدة من الفيضانات المدمرة التي ضربت جنوب شرق البلاد “مناطق منكوبة”.
وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية
أصدر وزير العدل قرارا بإنشاء وتنظيم المصالح اللاممركزة للوزارة، متمثلة في مديريات إقليمية للعدل موزعة على مستوى الدوائر القضائية لكل محكمة استئناف.
السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)
أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، أمس الجمعة بالرباط، أن تعزيز حكامة المالية العمومية يخلق آثار إيجابية على عدة مستويات.
أخبار آخر الساعة
-
فيضانات إسبانيا: الحكومة تستعد لإعلان المناطق المتضررة بشدة “مناطق منكوبة”
-
وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية
-
السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)
-
السيد بنسودة يدعو إلى تحسين نموذج الحكامة المالية العمومية
-
الصويرة تعيش على ايقاع فعاليات الدورة ال19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية
-
المقومات التراثية الفريدة للفن المعماري “آرت ديكو” محور مائدة مستديرة بالدار البيضاء
-
الدار البيضاء.. اختتام أشغال المؤتمر العربي الثالث للملكية الفكرية
-
الدار البيضاء.. إبراز تحديات حماية حقوق الملكية الفكرية بالتعليم في ارتباطها بالذكاء الاصطناعي (ندوة)