طاباسكي أو عيد الأضحى، أجواء غير اعتيادية تطبع الواقع اليومي للسنغاليين
(بقلم حسن أوراش )
دكار-مع اقتراب عيد الأضحى، المعروف ب”طاباسكي” بلغة ولوف، يشهد المجتمع السينغالي نشاطا وحركية غير اعتياديين يغرقان الواقع اليومي للسكان في حالة فوران تصل ذروتها يوم العيد الدي يعد أحد أكبر الأعياد الإسلامية بهذا البلد.
ففي منطقة بلاطو بمدينة دكار بالخصوص، يتضاعف الصخب المعتاد في أسواق وأزقة هذا الفضاء النشيط الذي يغلي باستمرار وسط المدينة. وينضاف إلى السمفونية اللامتناهية لمكبرات الصوت لدى التجار والمتسولين “العصريين” وللمناوشات المزعجة لفيض من الباعة المتجولين، منذ أيام قليلة النغمة الصوتية الجديدة لثغاء الأغنام.
ويحتل الخروف، خلال أيام طاباسكي، مكانة خاصة في تقاليد وعادات مجتمع يعتبر فيه السنغاليون أن تربية كبش في المنزل تجلب “الحظ” إذ حسب المعتقدات الشعبية، فإنها ستصد أي مكروه أو لعنة قد تتعرض لهما الأسرة، فضلا عن كونها تقي الأسرة من “الصدمات المحتملة”.
ويصبح حضور الخروف، الحيوان “الأليف” الأكثر تقديرا لدى السنغاليين والمتواجد غالبا في منعطف زقاق أو وسط الفناء، شبه كلي مع اقتراب طاباسكي الذي يتم تخليده بفرح كبير في السنغال التي يشكل المسلمون 95 في المئة من ساكنتها.
ويعتبر جميع مسلمي البلاد، حتى الأكثر حرمانا، أنهم مجبرون على اقتناء الخروف بالرغم من ارتفاع سعره الذي قد يصل إلى أزيد من 600 ألف فرنك غرب إفريقي (10 آلاف و200 درهم)، خاصة بالنسبة للأكباش الأسمن.
ويتم تقسيم القطعان إلى فئات. ويعرض بعض الباعة قطيعا عاديا أمام المشترين، في حين يعرض آخرون “أكباشا راقية” الصنف بسعر خيالي “يستفز” السنغاليين القلائل الذين يقدمون على القيام بجولة في هذا المحيط.
ويزداد الوضع حرجا مع الانطلاق المتأخر لموسم الأمطار الحالي الذي أثر على قطاع تربية الماشية، مما أغرق البلاد منذ أزيد من شهر في أزمة ندرة الأغنام.
ويشير القسم المكلف بتربية الماشية إلى أنه بالنسبة ل 13 مليون سنغالي، لا يتجاوز القطيع المتوفر حوالي 5,5 مليون رأس، منها فقط 11 في المئة من الذكور المخصصة لطاباسكي. ويتمثل البديل الوحيد في استيراد خروف العيد من البلدان المجاورة، خاصة من مالي وموريتانيا اللتين زودتا البلاد ب 367 ألف و95 خروفا بمناسبة عيد الاضحى سنة 2012.
وفي مواجهة هذا المصروف الذي أضحى “واجبا اجتماعيا”، يتعرض العديد من السنغاليين للضائقة المالية ويضطرون للاستدانة ويرهنون بقية السنة من أجل شراء أفضل كبش.
وأمام التيار الجارف لطاباسكي، يسعى تجار دكار لتصريف مخزون بضاعتهم بأسعار زهيدة لكسب زبناء أرهقهم سعر الخروف، إلا أنهم مضطرون لصرف نفقات موازية لتخليد العيد.
وتشهد مدينة دكار، التي يغادرها جزء هام من سكانها خلال العيد، تحولا في الأيام التي تسبق المناسبة، وتشهد شوارع المدينة عرقلة معقدة لحركة السير بسبب تحركات ساكنة مستعجلة للانتهاء من كل شيء قبل السفر لقضاء العيد مع العائلة، خاصة في القرية الأم.
وإذا خرجوا “سالمين” من متاهة النفقات اللامتناهية لاستعدادات العيد، يجد السنغاليون أنفسهم في مواجهة إشكالية أخرى من جانب الدين والزوايا: متى الاحتفال بالعيد؟
وبالفعل سيتم تخليد طاباسكي هذه السنة في ظل انقسام يتكرر سنويا، فالعديد من السنغاليين يعتزمون الاحتفال بالعيد يوم 5 أكتوبر، في حين أعلنت تنسيقية مسلمي دكار عن العيد يوم 4 أكتوبر.
وأكدت اللجنة الوطنية لمراقبة الهلال في بلاغ أنه تم تحديد تاريخ 5 أكتوبر بعد اللقاء الشهري لرصد الهلال، في حين تؤكد تنسيقية مسلمي دكار أنه تم رصد الهلال فعلا في المملكة العربية السعودية، وبالتالي سيكون طاباسكي يوم السبت 4 أكتوبر.
وسبق للسنغاليين أن احتفلوا بعيد كوريطي (عيد الفطر) في الانقسام ذاته، مما يبرز المأزق الذي يعيشه مسلمو السنغال المتشبثون بدينهم الاسلامي.
اقرأ أيضا
التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)
أكدت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة، المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، اليوم الثلاثاء بباريس، أن المغرب، في ظل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قطع أشواطا كبيرة في ورش تحوله الرقمي الطموح.
المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)
أكد الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ميني وامكيلي كيابيتسوي، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب يتموقع كمحرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي.
المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)
أكد كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية، السيد عمر حجيرة، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب، باعتباره فاعلا اقتصاديا رئيسيا في إفريقيا، يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
أخبار آخر الساعة
-
التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)
-
المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)
-
المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)
-
السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة
-
موسم الشمندر السكري 2024-2025: كوسومار تروم مضاعفة المساحات المزروعة لتصل إلى 45000 هكتار
-
الأمريكيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47
-
المغرب يحظى بإعجاب كبير من النخب الفرنسية المهتمة بمستقبل إفريقيا (خبير فرنسي)
-
بانكوك: السيدة أخرباش تدعو لتقنين يصون حرية السوق الرقمية وحقوق مستخدمي الفضاء الرقمي