صياغة الفضة بكلميم مهارة متوارثة يتعين دعمها وتطويرها لضمان استمراريتها

كلميم – تعد صياغة الفضة من الحرف التقليدية التي تميزت بها مدينة كلميم على مر العصور، ومن شأن دعمها وتطويرها أن يحسن بشكل أفضل من مداخيل الصناع وبالتالي ضمان الاستمرارية لهذا النوع من الإبداع المهدد بالاندثار.

وإذا كان السوق المحلي شكل خلال فترات معينة فضاء ملائما لترويج منتجات صياغة الفضة وخاصة منها الحلي، لما لها من بعد جمالي ورمزية للتفاخر والتباهي، فإن الإقبال على اقتناء المصنوعات الفضية تراجع بشكل كبير، وذلك بسبب منافسة منتوجات التقليد التي تتميز بانخفاض ثمنها مقابل ارتفاع أسعار مادة الفضة وضعف القدرة الشرائية على الصعيد المحلي.

ويجمع الحرفيون على أن النهوض بحرف الصناعة التقليدية عموما يستدعي تحسين وسائل الإنتاج دون المساس بالطابع التقليدي للمنتوج، ووضع نظام للتمويل يتلاءم وحاجيات القطاع، وتسهيل عملية التزود بالمواد الأولية ودعم وتنمية المبيعات.

وفي هذا السياق، أكد بروك محمد سالم، نائب رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة كلميم السمارة، على ضرورة تمكين الصياغين من التجهيزات والآلات التي يحتاجونها بشكل فردي لتمكينهم من الرفع من قدراتهم الإنتاجية، وإبداع مصنوعات بتشكيلات متنوعة تتناسب وأذواق الزبائن، وتستجيب لمتطلبات السوق على غرار ما تم القيام به مع التعاونيات والجمعيات المهتمة بحرف المصنوعات الجلدية والخياطة والنسيج التقليدي.

وأبرز السيد سالم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الدور الذي يمكن أن يضطلع به مركز الدعم التقني الخاص بالصياغة الذي تم إحداثه بمجمع الصناعة التقليدية بمدينة كلميم في تكوين الأجيال الجديدة من الصناع، تحت إشراف مكونين تابعين للقطاع الوصي.

ودعا، بهذه المناسبة، إلى اعتماد المرونة وتبسيط المساطر المعتمدة في عملية تزويد الصياغين بمادة الفضة التي تتم عبر نقطة بيع بمجمع الصناعة التقليدية موضوع اتفاقية بين المديرية الجهوية للصناعة التقليدية ومنتدى الباحثين الاقتصاديين بالأقاليم الجنوبية وتعاونية المستقبل للصياغين بكلميم.

وينظر الحرفيون إلى مستقبل صياغة الفضة التي تعتبر جزءا من تراث المنطقة بكثير من التفاؤل في سياق تفعيل محاور مخطط التنمية الجهوية للصناعة التقليدية “رؤية 2015″، المرتبطة بدعم المواد الأولية والتسويق وتحسين ظروف عمل الصناع الذي خصص لتمويله على مستوى جهة كلميم السمارة غلاف مالي يقدر ب3ر13 مليون درهم، كما تقرر تخصيص 4ر34 مليون درهم لتمويل نفس المحاور ضمن المبادرات المشتركة بين الجهات الجنوبية الثلاث.

وحسب المديرية الجهوية للصناعة التقليدية فقد تم، في إطار تنفيذ هذا المخطط على مستوى إقليم كلميم، إنجاز مجموعة من المشاريع، بتنسيق مع عدد من الشركاء همت، بالأساس، خلق نقطة لبيع الفضة الخام بمجمع الصناعة التقليدية بكلميم بهدف تسهيل التزود بهذه المادة الأولية التي تشكل عائقا أمام تطوير الإنتاج، وإحداث وتجهيز مركز للدعم التقني لحرفتي الصياغة والمصنوعات الجلدية بالآلات والمعدات التقنية المتطورة والعصرية لتجاوز إكراهين أساسيين مرتبطين بالتحولات السريعة لمتطلبات السوق والتطورات التكنولوجية المتسارعة، وتأسيس اتحاد تعاونيات الصياغين على مستوى الجهة لتنزيل برنامج العمل المتعلق بمشروع تزود الصناع بمادتي الفضة، وتجهيز مركز التكوين بالتدرج بالتجهيزات المعلوماتية والديداكتيكية وأجهزة العرض، وبناء وتجهيز فضاء للنسيج التقليدي وقاعة للعرض بجماعة إفران الأطلس الصغير، بالإضافة إلى دعم التعاونيات والجمعيات الحرفية بالإقليم بالآلات والمعدات التقنية المتطورة وتنظيم دورات تكوينية في الحرف ذات الخصوصيات المحلية.

للإشارة فإن مدينة كلميم تتوفر على مجمع للصناعة التقليدية أحدث سنة 1978 يضم 26 محلا لصناع يمتهنون حرف الصياغة والمصنوعات الجلدية والخياطة التقليدية وصناعة الخشب.

ويقدر عدد الصناع التقليدين بإقليم كلميم – حسب المديرية الجهوية للصناعة التقليدية – بحوالي 4000 صانع وصانعة في مختلف الحرف الفنية الإنتاجية والخدماتية ينتظمون في 29 جمعية حرفية و24 تعاونية و31 مقاولة صغيرة ومجموعتين ذات النفع الاقتصادي.
محمد وحي