صدور الطبعة الثانية لمصنف “نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي” من تقديم وتحقيق الأستاذ عبد اللطيف الشاذلي .. إدراج لعدد من الإشارات والإفادات الجديدة

صدور الطبعة الثانية لمصنف “نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي” من تقديم وتحقيق الأستاذ عبد اللطيف الشاذلي .. إدراج لعدد من الإشارات والإفادات الجديدة

الإثنين, 28 مارس, 2016 - 11:09

(تقديم : إدريس اكديرة)

الرباط – صدرت، حديثا، عن المطبعة الملكية بالرباط، الطبعة الثانية من مصنف “نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي”، لمؤلفه محمد الصغير الإفراني، ومن تقديم وتحقيق الأستاذ عبد اللطيف الشاذلي.
وأوضح الأستاذ المؤرخ، في مقدمة هذه الطبعة الثانية، التي جاءت في 584 صفحة من القطع الكبير، أن صدور هذه الطبعة “يأتي في جو الاهتمام الزائد بمحمد الصغير الإفراني ومؤلفاته … وكنا مباشرة بعد صدور الطبعة الأولى (مر على صدورها أكثر من 15 سنة) فتحنا ملفا لاستدراك ما فاتنا التنبيه عليه فيها، فتجمع لدينا عدد من الإشارات والإفادات ظهر لنا أن من المفيد إدراجها في هذه الطبعة الثانية”.
وأكد أن شخصية الإفراني من الشخصيات الفذة في تاريخ الفكر المغربي، إذ تجمع كل الدراسات التي تناولت حياته على استقامته ودماثة خلقه وخفة روحه واستغراقه في القراءة والتدريس والتأليف، مبرزا أنه يظهر أنه شغل، لمدة، وظيفا رسميا، فقد نسب له إسماعيل البغدادي في “إيضاح المكنون” خطة القضاء، كما ذكر أنه كان أحد رجال الدولة في سلطنة المولى إسماعيل بمراكش، واستنتج ليفي بروفنصال في كتابه “مؤرخو الشرفاء” من وقوف الإفراني على عدد من الوثائق الرسمية أنه كان من موظفي البلاط الإسماعيلي، وترجح لديه هذا الرأي من كون الإفراني ألف في دولة السلطان مولاي إسماعيل كتابة “الظل الوريف في مفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف”.
وقال الأستاذ الشاذلي، في معرض حديثه عن هذا المصنف، الذي جاء في مقدمة و81 فصلا مقسما إلى ثلاثة أجزاء، إن محمد الصغير الإفراني ألف “نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي” ليسد بها الفراغ الذي لاحظه فيما خص به تاريخ السعديين من مؤلفات، وليكون تأليفه هذا تكملة للمؤلفات السابقة عن تاريخ البلاد : “الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس” لابن أبي زرع الفاسي، و”روضة النسرين في دولة بني مرين” لإسماعيل بن الأحمر.
وبين الأستاذ الشاذلي أن الجزء الأول اشتمل على 53 فصلا، أي حوالي ثلثي التأليف، وهو يهتم بالسلاطين السعديين، مبتدئا بالتعريف بنسبهم وكيفية وصولهم للملك، ثم يتتبع أخبارهم واحدا واحدا، ابتداء من أبي عبد الله القائم بأمر الله، وانتهاء بأحمد المنصور الذهبي، في تصميم يقدم فيه اسم السلطان وبعض صفاته ونبذة عن منجزاته وبعض مشاهير مساعديه من وزراء وكتاب وحجاب.
ويتكون الجزء الثاني من 22 فصلا، يهتم بالفترة الفاصلة بين وفاة السلطان أحمد المنصور وبين بداية ظهور الشرفاء السجلماسيين، ويعطي حجم الفصول المخصصة لزعماء هذه الفترة فكرة عن أهمية الأدوار التي قاموا بها.
أما الجزء الثالث فيشتمل على ستة فصول للحديث عن دولة الشرفاء السجلماسيين، حيث خصص الإفراني “فصلا للدولة السجلماسية ونسب ملوكها، وبين في فصل آخر كيفية وصولهم إلى الملك، فبيعة مولاي محمد بن الشريف، فدولة السلطان مولاي الرشيد، فدولة السلطان مولاي إسماعيل، ليختتم بفصل بين فيه محاسن الدولة الشريفة وعدد مفاخرها”.

وسجل الأستاذ عبد اللطيف الشاذلي أن “محمد الصغير الإفراني لم يدخر وسعا في ترتيب مؤلفه وفق تصميم واضح المعالم، فقد حدد إطاره الزمني، واتخذ “بطائق” خصص كل واحدة منها لفصل من فصول عمله، وكانت لديه منذ البداية نظرة واضحة لمشروعه، فهو عندما يشير إلى بعض الأحداث باقتضاب ينبه القارئ إلى أنه سيعود إليها في مكان أليق بها، ثم عبأ تلك البطاقات بمادة تاريخية متنوعة قوامها مصادره وهي غزيرة”، مؤكدا أنه يمكن القول أن طريقة الإفراني تشكل مرحلة متميزة في تطور الكتابة التاريخية في المغرب.
وأوضح الأستاذ الشاذلي أنه توخى من إعادة إصدار “نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي” محققة تحقيقا علميا الوصول إلى عدة أهداف من بينها إخراج نسخة أقرب ما تكون إلى النص الذي حرره المؤلف، وذلك عن طريق مقابلة أكثر ما يمكن من النسخ المتوفرة، وتحقيق مصادر الإفراني في النزهة عن طريق مقارنة النقول بأصولها حيث تم التأكد بذلك من نقول الإفراني، وكذا تقريب النص من القارئ عن طريق التعريف المختصر بأسماء الأعلام البشرية وعناوين الكتب والتعابير الحضارية الواردة في النص، ثم فهرسة النص لتسهيل استعماله بتقديم لائحة مصادر النزهة وفهرس المؤلفات الوارد ذكرها في النزهة، وثان للأعلام البشرية وثالث للأعلام الجغرافية ورابع للمصطلحات التقنية وخامس للوثائق.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الإفراني (اليفرني)، الملقب بالصغير، مؤرخ مغربي، ومن مصنفي التراجم. ولد في مدينة مراكش، ويرجع نسبه إلى بني يفرن (جنوب المغرب) على تخوم وادي درعة، بدأ دراسة العلوم المعروفة في عصره، في مسقط رأسه، وتابعها في جامع القرويين في فاس، حيث أخذ عن عدد من كبار العلماء من أمثال أحمد بن عبد الحي الحلبي، ومحمد بن عبد الرحمن الفاسي، ثم عمل، رسميا، في بلاط السلطان مولاي إسماعيل. وتوفي في مدينة مراكش في سنة اختلف المؤرخون فيها، وراوحت بين 1726 و1744 ميلادية، ويبدو أن السنة الأخيرة هي أقرب إلى الصحة. ودفن في الجامع اليوسفي بالمدينة الحمراء.
يشار إلى أن الأستاذ عبد اللطيف الشاذلي ألف العديد من الكتب من بينها “معجم المصطلحات الإدارية والألفاظ العامية والأجنبية الواردة في بعض الوثائق والمؤلفات المغربية” الصادر عن المطبعة الملكية سنة 2007 ، و”التصوف والمجتمع .. نماذج من القرن العاشر الهجري” الصادر سنة 1989، و”الحركة العياشية .. حلقة من تاريخ المغرب في القرن 17″ الصادر سنة 1982 عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء.

اقرأ أيضا

الولايات المتحدة/رئاسيات 2024.. بايدن يتنحى عن خوض الانتخابات ويعلن دعمه لكامالا هاريس

الأحد, 21 يوليو, 2024 في 20:47

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اليوم الأحد، انسحابه من خوض الانتخابات من أجل ولاية رئاسية ثانية، وتراجعه عن خوض السباق المقرر في نونبر المقبل، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب.

إعطاء الانطلاقة من فاس للنسخة الثانية من البرنامج الجهوي “متطوع”

الأحد, 21 يوليو, 2024 في 18:17

تم اليوم الأحد انطلاقا من فاس افتتاح فعاليات النسخة الثانية من برنامج “متطوع” الموجه لشباب جهة فاس – مكناس، الذي يتضمن سلسلة من الورشات والأنشطة الرامية إلى تطوير قدرات المشاركين.

الدار البيضاء.. إسدال الستار على مهرجان “ويكازابلانكا” بأمسية شعبية مغربية بامتياز

الأحد, 21 يوليو, 2024 في 14:37

أسدل الستار، مساء أمس السبت بساحة الأمم المتحدة، قلب العاصمة الاقتصادية النابض بالحياة، على مهرجان “ويكازابلانكا” 2024 الذي استقبل جمهورا متحمسا حج للاستمتاع بأمسية موسيقية لا تنسى، كانت نجمتها الأغنية الشعبية المغربية.