صحافي هندي يؤكد أن بإمكان المغرب أن يكون حليفا محوريا للهند لتعزيز علاقاتها مع بلدان القارة الإفريقية

نيودلهي – أكد الصحافي الهندي، رودرونيل غوش، أن بإمكان المغرب أن يكون حليفا محوريا للهند، في سعيها نحو تعزيز علاقاتها مع بلدان القارة الإفريقية.

وأوضح غوش، في مقال نشر مؤخرا على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا)، أن نيودلهي ينبغي أن تغتنم فرصة تنظيم الدورة الثالثة لمنتدى القمة الهندية الإفريقية وتجعلها كنقطة انطلاق لرفع مستوى علاقاتها مع القارة السمراء، مشددا على أن هذا الأمر لن يتأتى إلا بالبحث عن شركاء أفارقة جدد مثل المغرب.

واعتبر الصحفي الهندي أن حضور جلالة الملك محمد السادس أشغال هذه القمة هو بمثابة فرصة دبلوماسية نادرة وامتياز لسلطات نيودلهي من أجل تقوية أواصر العلاقات مع الرباط، التي لها من المؤهلات ما يجعلها حليفا حيويا للهند في هذا الجزء من العالم.

وفي هذا الصدد، أبرز الكاتب أن المغرب، الذي تصدر تصنيف بلدان شمال إفريقيا في مجال التنافسية الاقتصادية وفقا لأحدث تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يتوفر على موقع استراتيجي على الجانب الغربي من شمال إفريقيا وواجهة على المحيط الأطلسي وعلى مرمى حجر من أوروبا، يمكن أن يشكل نقطة عبور اقتصادي للهند نحو منطقة إفريقيا الناطقة بالفرنسية والاقتصاديات الأوروبية.

وأضاف الصحفي الهندي أن المغرب يزخر، مثل الهند، بقوة عاملة شابة وكثيرة، غير أن ما يمنح للمملكة الأفضلية مقارنة بباقي بلدان شمال إفريقيا هو مفهوم “القيادة”.

ولفت الانتباه إلى أن المملكة كانت أحد البلدان القلائل في شمال إفريقيا التي تمكنت من توجيه موجة ما يسمى بÜ “الربيع العربي” لمصلحتها، مؤكدا أن المغرب اعتمد تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، دستورا جديدا مكن من تعزيز الحقوق الدستورية وتكريس المساواة بين الجنسين والتمثيلية العادلة للمرأة، كما انخرط في مخطط طموح للجهوية سيمنح الجماعات المحلية مزيدا من الاستقلالية في التسيير، وذلك إلى جانب تعزيز صلاحيات البرلمان.

وفضلا عن هذه الإصلاحات الديمقراطية، أشار الكاتب إلى أن المغرب يوجد اليوم في طليعة الحرب ضد الإرهاب، وذلك من خلال نهجه مقاربة متعددة الأبعاد، مؤكدا أن المملكة لا تعد فقط مساهما رئيسيا في المنتديات التي ترعاها منظمة الأمم المتحدة بشأن مكافحة آفة الإرهاب الدولي، بل هي أيضا رائدة برنامج مبتكر لمكافحة التطرف يرتكز على تشجيع الإسلام المعتدل.

وارتباطا بهذا الموضوع، يضيف الصحفي الهندي، فإن المغرب يعمل على تكوين الأئمة الأجانب وتلقينهم قيم الإسلام المعتدل لمواجهة “الفيروس الجهادي” الذي أصاب العديد من المناطق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وخلص كاتب المقال إلى أن المغرب يمكن أن يشكل قاعدة مهمة بالنسبة للهند في إفريقيا، سواء من حيث التعاون الاقتصادي أو التنسيق الأمني، ما سيؤدي بالتأكيد إلى توسيع انخراط نيودلهي في القارة السمراء، لاسيما في إفريقيا الناطقة بالفرنسية، فضلا عن أن رؤية جلالة الملك محمد السادس وتموقع المغرب يوفران لنيودلهي بديلا من شأنه إغناء العمق الاستراتيجي للهند في إفريقيا.