شارل ميشيل، وزيرا أولا: رجل التوافق لإعادة تقويم بلجيكا
(مراد الخنشولي)
بروكسل – قليلون هم من راهنوا غداة انتخابات 25 ماي الماضي بلجيكا، على تولي وزير أول فرنكوفوني، للمرة الثانية على التوالي، في الوقت الذي حل فيه القوميون الفلامان ، المنتمين لـ “التحالف الفلاماني الجديد”، في المرتبة الأولى. وزاد وقع المفاجئة عندما تولى وزير أول ليبرالي ينتمي لحزب (حركة الإصلاح)، الذي يعد القوة السياسية الفرنكوفونية الثانية وليس الأولى في البلاد. ولكن، وعلى غرار تعقيدات النظام السياسي البلجيكي، فإن مسار الأحداث كذب جميع السيناريوهات الموضوعة سلفا، ودفع بشخصية جريئة كشارل ميشيل، رئيس حركة الإصلاح، إلى واجهة المشهد السياسي.
ويشير التسلسل الزمني للأحداث إلى أنه بعد تنظيم الانتخابات، قام الملك فيليب عاهل بلجيكا، بتعيين زعيم حزب القوميين الفلامان، بارت دي ويفر، الذي أخذ على عاتقه مهمة البحث عن الشروط الكفيلة بتشكيل حكومة جديدة. لكن، بعد انقضاء شهر واحد، تخلى هذا الأخير عن مهمته، بعد رفض حزب الديمقراطيين الإنسانيين( الوسط) التفاوض على صيغة تجمعه مع الحزب الديمقراطي المسيحي الفلاماني والقوميين الفلامان و(حركة الإصلاح) .
هذا الأمر جعل الملك فيليب يقدم على تعيين رئيس حركة الإصلاح، الذي لا يعرفه عدد من البلجيكيين بالقدر الكافي، لكنهم سيكتشفون شارل ميشيل كرجل توافق وقناعة وبراغماتية، سيتمكن في غضون أسابيع من لجم كل الانتقادات.
ومهما كانت نتائج الائتلاف الحالي، المكون من حركة الإصلاح والتحالف الفلاماني الجديد والحزب الديمقراطي المسيحي الفلاماني وحزب الليبراليين الديمقراطيين الفلامان، فسيتذكر الجميع أن حركة الإصلاح وافقت، تحت قيادة شارل ميشيل بالضبط ، على الإصلاح السادس للدولة، وعلى تشكيل حكومة مع القوميين الفلامان، وأن الليبراليين كانت لهم الجرأة لكي يكونوا الحزب الفرنكوفوني الوحيد على المستوى الفيديرالي .
ويتحدث المقربون منه عن تحمل للمسؤولية ف “هو لم يختر بالضرورة هذه الأحداث، ولكنه عرف كيف يجعل الأقدار تأخذ المسار الذي يريده”.
وبعد ذلك، فرض نفسه كرجل للتوافق، في الوقت الذي لم يكن يؤمن فيه العديد من المراقبين السياسيين، وكذا جزء من الطبقة السياسية، بنجاح المفاوضات بشأن تشكيل هذا التحالف الجديد.
وبفضل رباطة جأشه وقدرته المذهلة على ضبط النفس، وبالرغم من أن خطابه يبدو جامدا شيئا ما ، تمكن شارل ميشيل، طيلة 135 يوما من المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، من التقريب بين مواقف جميع الأطراف.
ويقال إن شركاؤه الفلامان يقدرون مرونته في التفاوض، وقدرته على الإقناع وعمله في صمت وإجادته للغتي للبلاد. وقد شهد على ذلك أحد المفاوضين الفلامان بقوله “بالرغم من أنه لم يكن وزيرا لمدة طويلة، فإنه نجح في إرساء التوافق على الطاولة (المفاوضات). ومنذ أسبوعين، بدأ يتصرف كوزير أول. وهذا ما لم ينجح فيه كريس بيترز”.
وبالنسبة لمن يرى بأنه يخاطر بتحمل مسؤولية تاريخية، أي السماح لحكومة أقلية على الجانب الفرنكوفوني، تضم كذلك التحالف الفلاماني الجديد، الذي يعتبر “خطرا” على مستقبل وحدة البلاد، فإن معسكر شارل ميشيل يؤكد أن “الجميع يعرف المخاطر بالنسبة للحزب والبلاد، ومن دون مبالغة، لأنه ما الأفضل: وجود التحالف الفلاماني الجديد داخل الحكومة أو في صفوف المعارضة وبنسبة 35 في المائة ؟”.
وبالرغم من صغر سنه نسبيا (38 عاما)، فإن المسؤولية السياسية لن ترعبه ، وهو الذي ترأس فدرالية الشباب الإصلاحيين الليبراليين بجودوين وهو في سن السادسة عشر من عمره، كما أصبح مستشارا إقليميا في سن الثامنة عشر. وكان أصغر متدرب في هيئة المحامين بالعاصمة بروكسيل في سن الثانية والعشرين، ثم أصغر عضو في مجلس النواب في سن الثالثة والعشرين، وأصغر وزير لمدة 24 شهرا.
وبعد أن سخر طاقاته طيلة مساره ليثبت أن ميزاته لا تقتصر على كونه نجل لويس ميشيل، وزير الخارجية الأسبق والمفوض الأوروبي الأسبق ، فإن الوزير الأول البلجيكي الجديد مطالب بأن يظهر للجميع أنه في مستوى منصبه الجديد ، كما ينبغي عليه أن يقنع جميع البلجيكيين بنجاعة منهجيته من أجل وضع البلاد على مسار الازدهار مجددا .
اقرأ أيضا
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
استعرض وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025.
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
أكد المتدخلون خلال ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن مسلسل الدفاع عن قضية الصحراء المغربية بات يحقق خلال مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية والجبهة الداخلية الموحدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
احتضنت دولة الكويت يومي 4 و 5 نونبر الجاري المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول ” تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود – مرحلة الكويت من عملية دوشانبيه”، بمشاركة وفود عدة بلدان من بينها المغرب.
أخبار آخر الساعة
-
وزير الصحة والحماية الاجتماعية يستعرض بمجلس النواب الخطوط العريضة لبرنامج عمل القطاع لسنة 2025
-
قضية الصحراء المغربية تحقق مكاسب نوعية بفضل الدبلوماسية الاستباقية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك (ندوة)
-
الكويت تحتضن المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود بمشاركة المغرب
-
الولايات المتحدة.. معطيات لفهم النظام الانتخابي
-
التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)
-
المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)
-
المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)
-
السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة