آخر الأخبار
سيولي وماكري وسباق الأمتار الأخيرة نحو كرسي الرئاسة بالأرجنتين

سيولي وماكري وسباق الأمتار الأخيرة نحو كرسي الرئاسة بالأرجنتين

الإثنين, 16 نوفمبر, 2015 - 9:43

بقلم: هشام الأكحل

بوينوس أيريس- في مواجهة وجها لوجه بين مرشح الحزب الحاكم “الجبهة من أجل النصر” دانييل سيولي ومنافسه مرشح تحالف المعارضة “كامبييموس” تابع الأرجنتينيون أول مناظرة رئاسية في تاريخ البلاد، بين مرشحين اثنين يوجدان اليوم على خط السرعة القصوى في السباق نحو كرسي الرئاسة.

وعلى مدى ساعة ونصف حاول كل من المرشحين أن يستعرض مقترحاته ووجهة نظره بخصوص عدد من القضايا التي تشغل بال الأرجنتينيين وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية، غير أنه بالرغم من جودة التنظيم الذي طبع هذا النقاش التاريخي الذي احتضنته كلية الحقوق ببوينوس أيريس لم يتمكن أي من المرشحين من توضيح برامجه بالشكل الكافي ليلجأ الطرفان في كثير من فترات النقاش إلى تبادل الانتقادات.

وحدد المنظمون بطريقة دقيقة كيفية تدبير الوقت المخصص لهذه النقاش الرئاسي الذي أدخل الأرجنتينين إلى مصاف الدول التي تتبنى هذا التقليد الديمقراطي وذلك من خلال وضع أربعة محاور أساسية وهي التنمية الاقتصادية والبشرية، والتربية والطفولة، والأمن وحقوق الانسان، وتعزيز الديمقراطية.

وخلال النقاش اعتبر سيولي، الذي أحرز تقدما ضئيلا خلال الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 25 أكتوبر الماضي أن الأرجنتين توجد اليوم في مفترق الطرق لأن المقترحات التي يقدمها منافسه ماكري تشكل خطرا على المجتمع بأكمله.

غير أن مرشح تحالف المعارضة، التي باتت تؤهله جل استطلاعات الرأي للفوز في الجولة الثانية من الرئاسيات المزمع تنظيمها يوم الأحد المقبل، كان في كل مرة يشدد على أنه يمثل التغيير الذي تحتاجه الأرجنتين للخروج من المشاكل التي تعيشها لاسيما في شقها الاقتصادي.

وخلال هذا النقاش حضر موضوع الاقتصاد ، وإن بشكل غير الذي كان مأمولا ، حيث اعتبر ماكري أن هناك كذبا من قبل الدوائر الرسمية بخصوص معدلات التضخم الذي تعاني منه البلاد، لأنه في تقديره من شأن ذلك أن يشل حركة التقدم في البلاد التي لم تعرف نموا يذكر منذ أربع سنوات.

ولم يتردد سيولي في التأكيد على التقدم الحاصل خلال السنوات الأخيرة في مجال التربية والتعليم، مؤكدا عزمه في حال اختياره رئيسا للبلاد على مواصلة هذا النهج من أجل جودة القطاع وأيضا للقضاء نهائيا على الفقر لأنه يتعين، برأيه، توجيه التعليم نحو متطلبات سوق الشغل.

ومن جانب آخر اعتبر ماكري أن الصحة ورعاية الطفولة توجدان على رأس أولويات برنامجه الانتخابي ، مبرزا أهمية مواصلة تشييد المراكز المتخصصة وتشجيع العلوم والتكنولوجيا لجعل المدارس العمومية الأرجنتينية أفضل المدارس بأمريكا اللاتينية.

ولم يختلف الاثنان في كون الأرجنتين تواجه مشكلا كبيرا متمثلا في ظاهرة تهريب المخدرات، ولكنهما اختلفا في طريقة معالجة الظاهرة، فالنسبة لسيولي يتعين الضرب من حديد على يد مهربي المخدرات دون أي تسامح مع المنظمات والمافيات وتعزيز دور الجيش في محاربة الظاهرة.

أما ماكري الذي انتقد كيفية تعاطي الحزب الحاكم لأزيد من عشر سنوات مع ظاهرة تهريب المخدرات، فيرى أنه ينبغي محاربة الظاهرة “بذكاء وليس باستعراض العضلات”. وقال “إن هناك أيضا تهريب للأسلحة وعلينا العمل يدا في يد مع الدول التي تحارب هذه الظواهر”.

وفي كثير من لحظات النقاش عمل أي من المرشحين على تفادي الإجابة على أسئلة منافسه كما وقع حينما توجه سيولي إلى ماكري بالقول: “إن تعزيز الديمقراطية يتأتى من خلال دولة فعالة وحضور قوي لها كما كان الحال خلال السنوات الأخيرة.. لماذا كنت يا ماكري ضد إعادة تأميم شركة النفط “إي بي إيفي” وشركة الطيران أيرولينياس؟

ليجيب مرشح تحالف المعارضة بطريقته “آسف أنه أخبرك انني كنت أعتقد أننا سنتبادل طرح الأفكار ولكن ما زلت تردد نفس أسطوانة الخوف وخلق الأشباح . نحن نريد الحوار أما هذه الأسطوانة فلن تؤدي إلى شيء”.

وقد تكرر الموقف ذاته عندما طرح ماكري سؤالا على سيولي حول ما إذا كان يشاطره الرأي في تعليق عضوية فنزويلا داخل تكتل السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور)لانتهاكاتها لحقوق الانسان ليأتي الجواب من سيولي :” في هذا النقاش لا يتعلق الأمر فقط بالإجابة على الأسئلة” لينتقل إلى موضوع آخر غير ذي صلة.

وفي ختام هذا النقاش الذي بث على شاشات التلفزيون الأرجنتينية وعدد من القنوات بأمريكا اللاتينية توجه ماكري إلى الناخبين بالقول إنه “منذ زمن طويل قررت أن أجعل المستحيل ممكنا ومع بوكا جونيور، وصلنا لنصبح أفضل فريق في العالم… واستطعنا تحسين جودة الحياة في العاصمة بوينوس أيريس وهو أمر أصبح معترفا به والآن اظن أننا بلغنا إلى مرحلة الأرجنتين التي كنا نحلم بها منذ سنوات وجاءت اللحظة التي فيها نتعلم من أخطائنا ونجاحاتنا واليوم نحن بحاجة إلى رئيس يتكلم قليلا وينصت كثيرا وأطلب من الجميع أن يرفع معي هذا التحدي”.

أما سيولي فختم بالقول “إنني أعددت نفسي لأتولى هذه المسؤولية وأتمنى أن يمنحني الشعب الأرجنتيني هذه الفرصة ..أتمتع بالقدرة على الفهم الجيد للأسر الأرجنتينية وأعرف كيف أرهف السمع” ، مضيفا أن الجولة الثانية لها خصائصها وعلينا الاختيار بين منهجين ، الأول يسعى إلى تحقيق التنمية والثاني يختبئ تحت شعار التغيير الخادع الذي يخفي وراءه سياسة التقشف.

وشدد على أن الخيار واضح فإما “العودة إلى الخضوع أم أن يكون لدينا بنك أرجنتيني للتنمية” وإما الاختيار بين من سيمنع المساعدات التي تمنحها الدولة وبين من سيضمن استمراريتها لذلك أدعوكم إلى اختيار مصلحة البلاد”.

وإذا كان كل مرشح يعتقد أنه حاول من خلال مشاركته في هذه المناظرة إقناع الناخبين المترددين ،الذين تقدر نسبتهم ما بين 7 و 11 بالمائة بالتصويت لصالحه ، فإن الأرجنتين هي التي خرجت فائزة من هذا النقاش على اعتبار أنها نجحت لأول مرة في تاريخها في ممارسة تقليد ديمقراطي دأبت على تنظيمه العديد من الدول في مثل هذه المناسبات.

اقرأ أيضا

فاس: إصابة 60 شخصا بجروح في حادث انقلاب حافلة (حصيلة مؤقتة)

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 22:56

أصيب حوالي 60 شخصا بجروح في حادث انقلاب حافلة مساء يوم الاثنين بفاس، حسب حصيلة مؤقتة للمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية.

وزير الإعلام الفلسطيني يثمن جهود جلالة الملك لدعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضاياه العادلة

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 19:20

ثمن وزير الإعلام الفلسطيني أحمد عساف، اليوم الاثنين بالرباط، جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لدعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضاياه العادلة.

مراكش: الأديب المجري لاسلو كراسنا هوركاي يتسلم جائزة فورمنتور العالمية للأدب لسنة 2024

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 19:01

تسلم الأديب الروائي المجري المرموق لاسلو كراسنا هوركاي، نهاية الأسبوع بمراكش، جائزة “فورمنتور” العالمية للأدب برسم سنة 2024.