سفير المغرب بالقاهرة : كون المغرب ليس عضوا في الإتحاد الإفريقي لا ينفي عنه صفته الإفريقية

القاهرة – أكد سفير المملكة المغربية لدى مصر، السيد محمد سعد العلمي، أن كون المغرب ليس عضوا في الإتحاد الإفريقي ، لا ينفي عنه صفته الإفريقية ، والدليل على ذلك هو العلاقات المتينة والقوية التي ينسجها مع البلدان الأساسية في القارة السمراء .

وأوضح السيد العلمي ، في حوار أجرته معه ، مساء أمس قناة ” سي بي سي إكسترا” ، وتناول الجولة التي يقوم بها حاليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مجموعة من البلدان الإفريقية ، أن ” المغرب متواجد في إفريقيا سواء كان عضوا في الإتحاد الإفريقي أو لم يكن ، وعلى الاتحاد الإفريقي تصحيح ما تم ارتكابه من خطأ ” تجاه المغرب .
وبعد أن أشار إلى أن ” دور المغرب في إفريقيا تاريخي ، إذ كان دائما حاضرا وله وجود قوي في معظم بلدان القارة “، قال إن المملكة لن تتخلى عن عملها من أجل مساعدة البلدان الإفريقية .
وأبرز الدبلوماسي المغربي ، في هذا السياق، أن عمل المغرب في إفريقيا لم ينطلق في الوقت الراهن، موضحا أنه بعد حصول المملكة على الاستقلال شعرت كل القوى الوطنية بأن هذا الاستقلال لا يمكن أن يكتمل إلا بتحرير باقي الأقطار المستعمرة.
وأضاف أنه خلال هذه الفترة كانت الجزائر ما تزال مستعمرة و” كنا نعتبر أن استقلالنا لا يمكن أن يكتمل إلا بتحرير الجزائر وباقي الأقطار الإفريقية المحتلة “.
وقال إن المغرب ، وفي إطار هذه الإستراتيجية ، بادر بدعوة من جلالة المغفور له محمد الخامس، إلى عقد مؤتمر الدار البيضاء سنة 1961 بمشاركة الأقطار الإفريقية حديثة العهد بالاستقلال وبحضور جمهورية مصر العربية بقيادة جمال عبد الناصر، مشيرا إلى أنه منذ ذالك الحين بدأ العمل المغربي والمصري في القارة الإفريقية للمساعدة على تحريرها وتنميتها.
وفي رده على سؤال حول تمسك المغرب بتعزيز التعاون مع الدول الأساسية في إفريقيا ، بالرغم من أنه يدير ظهره للإتحاد الإفريقي ، أشار السفير المغربي ، إلى أن ” الإتحاد الإفريقي هو امتداد لمنظمة الوحدة الإفريقية ، وهذه الأخيرة ارتكبت خطأ تجاه المغرب ، وهو خطأ يمس بشرعية العمل الدولي ، حينما قبلت كيانا مصطنعا باعتباره دولة … دولة ليس لها شعب وليس لها أرض ولا يتوفر فيها أي شرط من شروط الدولة، وقبلته عضوا في المنظمة الإفريقية ، فكان بالتالي لزاما أن يرفض المغرب هذا العبث “.
وحول المرونة اللافتة التي أبداها المغرب لإيجاد حل لقضية الصحراء المغربية، قال السيد العلمي ، إن ” المغرب ولتسهيل الحل على كل الأطراف التي تورطت في خلق هذا المشكل المصطنع ، بادر إلى اقتراح مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية كسبيل لمنح سكان الصحراء اختصاصات واسعة في تدبير شؤونهم ، وهم الآن مندمجون في بلدهم المغرب ويمارسون حقوقهم وواجباتهم بكل حرية”.
وأبرز في هذا الصدد أن مجلس الأمن الدولي اعتبر المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي ذات مصداقية وجدية ويمكنها أن تكون هي الأساس لحل مقبول من الجميع .