ساعة الزهور بفينيا ديل مار، إبداع نباتي وتحفة من الأزهار بمدخل المدينة الحدائقية

     (بقلم: إبراهيم صلاح الدين أمهيل)

   فينيا ديل مار (الشيلي) –  تعد ساعة الزهور أو “إل ريلوخ دي فلوريس” بمدخل مدينة فينيا ديل مار الشيلية، التي تعتبر واحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي، إبداعا من النباتات تم تدشينه سنة 1962 في إطار تنظيم كأس العالم لكرة القدم، حيث كانت المدينة الحدائقية واحدة من مدن البلد الجنوب أمريكي التي استضافت التظاهرة الرياضية العالمية.

   وتعد هذه الساعة الكبيرة، المصنوعة من زهور لا تنقضها الجمالية على مدار السنة وتعمل بشكل حقيقي، تحفة تضم العديد من أنواع الزهور الزاهية الألوان والتي لا يتعدى طولها عشر سنتيميترات، وذلك حتى يتسنى لعقارب الساعة الدوران. كما أن اللوحة الفنية تمكن الزوار وسكان مدينة فينا ديل مار، لؤلؤة المحيط الهادي بالشيلي، من معرفة الوقت.

   وبفضل مناخ المدينة الأقرب إلى المتوسطي، فإن الزهور تظل زاهية متألقة تستهوي الناظر إليها على مدار السنة، ولساعة الزهور عقارب طويلة تصل إلى 3 أمتار، وتعرض الساعات والدقائق والثواني من خلال أرقام مصنوعة من زهور ملونة.

   وعندما تم تدشين هذه التحفة الفنية كان يتم التحكم في ساعة الزهور بواسطة نظام سويسري إلا أنه في الوقت الحاضر أصبحت تعمل بفضل نظام الأقمار الصناعية، فضلا عن نظام إلكتروني يضمن لها دقة كبيرة ومتناهية في ضبط الوقت.

   وفي الطرف الأعلى من الساعة، التي تتواجد أسفل تلة قصر “سيرو كاستيو”، كتبت بالزهور اسم مدينة فينا ديل مار، التي تقع بجهة فالبارايسو على بعد 120 كيلومترا من العاصمة الشيلية، سانتياغو، على ساحل المحيط الهادي.

   وتحتل ساعة الزهور موقعا مهما يساحة عمومية بالقرب من شاطئ “كاليطا أباركا” الشهير الذي يرحب بزائريه بشكل دائم، وإن كان يستحسن زيارته خلال فترة ما بعد الظهيرة حينما تنعكس أشعة الشمس على العقارب والزهور فتزيدها رونقا وجمالا، أو في المساء عندما يفسح المجال أمام ضوء المصابيح.

   ورغم جماليتها التي لا تبخل بها على أحد حتى لمخربيها، فإن ساعة الزهور تعرضت غير ما مرة لأعمال التخريب على يد البشر، وأحيانا على يد الطبيعة كما حدث في يونيو الماضي عندما دمرتها شجرة ضخمة سقطت إثر انهيار أرضي.

  ومادام الزمن لا يتوقف، فقد سارعت عمدة مدينة فينيا ديل مار، فيرخينيا ريخيناتو، إلى إعادة بناء ساعة الزهور بالكامل واستبدال المحرك والعقارب، لتستأنف الأخيرة دورانها منذ يونيو الماضي وسط فرحة زوار المدينة وساكنتها على حد سواء.