آخر الأخبار
سؤال الحاجة إلى الفلسفة هو سؤال “اللحظة التاريخية” (الباحث الحسن مصباح)

سؤال الحاجة إلى الفلسفة هو سؤال “اللحظة التاريخية” (الباحث الحسن مصباح)

الأحد, 20 نوفمبر, 2016 - 11:46

                                (أجرى الحوار : سمير بنحطة)

وجدة – يبدو أن سؤال الحاجة إلى الفلسفة، في الوقت الراهن، بعيد عن منطق العصر الذي يعلي من شأن التكنولوجيا والمردودية، على حساب التأمل الهادئ الرصين والعقلاني في قضايا الإنسان وما تصنع يداه. لكن هذا السؤال يستمد راهنيته من طبيعة هذه “اللحظة التاريخية”، التي تتميز بهيمنة “قيم وثقافات شيّأت الإنسان وطرحت سؤال الفعالية مقابل سؤال التفكير والتأمل الوجودي”، بحسب ما يرى الباحث المهتم بقضايا الفكر والفلسفة الحسن مصباح.

فالفلسفة، التي انشغلت على الدوام بطرح السؤال وتقليب وجهات النظر وتغيير زواياه، لا تنفك تعاني من نظرة الارتياب التي رافقت عمرها الطويل منذ كانت “أما للمعارف والعلوم” وإلى العصر الحديث الذي ضيقت العلوم المتناسلة والفروع المعرفية الكثيرة مجالات اشتغالها إلى أَضيق الحدود. وفي ظل النزوع “التقنوي” المتسارع في عالم اليوم، تجد الفلسفة نفسها في مواجهة “منطق وضعي يختزل الإنسان في بعده الاستهلاكي”، بتعبير الأستاذ بكلية العلوم بوجدة الحسن مصباح.

وإزاء ذلك، فإن الحديث عن الحاجة إلى الفلسفة يقتضي التساؤل عن ممكنات الفعل الحضاري المطروحة على الفلسفة في مواجهة مآزق الإنسان المعاصر، وفق ما أكد مصباح، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، وهو ما يستلزم طرح السؤال المحوري عن ماهية الفلسفة ووظائفها.

فهي “إبداع للمفاهيم”، بحسب ما يقترح فيليكس غتاري وجيل دولوز في كتابهما “ما هي الفلسفة”. كما تعرف ب”صورة فكرها لا بمضمونه”. وهو ما يتوافق، بصيغة ما، مع التعريف الاشتقاقي للفلسفة بكونها “محبة الحكمة”، بوصف المحبة سعيا نحو التماهي مع المحبوب وتجسيدا للمعرفة الخالصة من كل شوائب المصالح وضيق الأفق.

ويخلص الباحث المغربي إلى أن الفلسفة منهج في التفكير يسعى للبحث عن مكنونات الظواهر وإيجاد تفسير عميق ومتماسك للظاهرة الإنسانية. وهي، بهذا المعنى، منهج “لا يمكن الاستغناء عنه” لكونه جوهر الفكر العميق.

وفي مقابل سؤال الحاجة إلى الفلسفة، يثار سؤال “موت الفلسفة” باعتبار انتهاء وظائفها المعرفية لمجتمع يعيش تحولات متسارعة وغير مستعد لإنفاق الوقت والمال من أجل معرفة تعتمد التأمل والتفكير العميق والبطيء. فالخبرة، ضمن بيوت الخبرة، أصبحت هي العملة المعرفية السائدة في العصر الحديث باعتبارها إجابة مركزة ومنمطة لأسئلة يطرحها مجتمع متسارع الخطوات.

ويبدو أن هذا الحكم بانتفاء الحاجة إلى الفلسفة مستفز. ويجزم مصباح، في هذا الصدد، أن “كل محاولة في هذا الاتجاه تعني تسطيحا للوعي واستغفالا للإنسان بأي دعوى وتحت أي مبرر كان”، لأن الفلسفة منهج ومسعى نحو الحكمة المتعالية وقاسم مشترك بين الثقافات والمعارف الإنسانية.

إن الفلسفة، منظورا إليها من هذه الزاوية، تحيل إلى تراث إنساني اشتركت في إنتاجه وتوليده حضارات وشعوب مختلفة، وإن كان لليونان والغرب سبق في المجال من حيث طبيعة الإشكالات والأسئلة التي عالجتها الفلسفة ضمن تاريخها الطويل. وهذا ما يتطلب، حسب الباحث المغربي، وعيا بشروط إنجاز هذا التراث الفلسفي اليوناني المنشأ وطبيعة أسئلته وهواجسه.

ويسترسل المتحدث أن وعي طبيعة النشأة لا يعني الدعوة إلى التوقف عن التعامل مع هذا الموروث المعرفي، ولكنه دعوة للاستيعاب من أجل التجاوز، “فضمن هذا التراث هناك جهد معرفي جبار مبذول لا يمكن لنا تجاوزه بدون استيعابه لكي لا نقع على الأقل في التكرار”.

وفي المحصلة النهائية، يتطلب المنهج العلمي والمعرفي السديد استيعابا للمنتوج المعرفي السابق والبناء عليه وليس القفز عليه، وذلك لأن كبرى الجهود الفلسفية والمعرفية كانت استيعابا وحوارا مع ما سبق وليس إلغاء له حتى في أشد أعمالها التفكيكية للمنتوج المعرفي السابق، بحسب ما يؤكد الأستاذ الجامعي.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثاني

الأحد, 28 يوليو, 2024 في 10:14

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام، أمس السبت بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثاني في رياضة ركوب الأمواج، ضمن الألعاب الأولمبية التي افتتحت أمس الجمعة بباريس.

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.