زيارة بغداد.. سفر محفوف بالمخاطر في ظل الوضع الأمني السائد

زيارة بغداد.. سفر محفوف بالمخاطر في ظل الوضع الأمني السائد

الجمعة, 29 نوفمبر, 2013 - 12:09

الرباط – أن تزور بغداد فتلك أمنية ، أمنية راودت الجميع من قبل، ذلك ان عاصمة هارون الرشيد كانت حتى نهاية الثمانينيات قبلة العرب من مثقفين وأدباء وغيرهم ، واليوم ، أصبحت هذه الأمنية مؤجلة وصعبة التحقق في ظل وضع أمني متدهور وشديد الخطورة .

في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وأنت تقدم وثائق السفر للموظفين المكلفين ، تفاجأ بنظرة ” إشفاق” مع طرح سؤال سيظل يتكرر في كل مناسبة”لماذا بغداد الآن ، وماذا عن هذه الإنفجارات التي لا تنتهي… “.

إنها مساوئ التكنولوجيا والفضائيات خاصة إذا كانت تركز عل المساوىء والسلبيات، وكأن مظاهر الحياة الأخرى غير موجودة في بغداد ، وكأن الجامعات والمؤسسات التعليمية والإدارات العمومية والشركات والخدمات الأخرى متوقفة حتى إشعار آخر.

بعد رحلة طويلة ، تحط الطائرة في مطار بغداد الدولي ، يلاحظ الزائر مسحة من الحزن والأسى على وجوه المسافرين الذين ينتظرون في بهو المطار، وأغلبهم الساحقة من العراقيين الذين يعودون في زيارة الى بلادهم أو بعد مشاركتهم في لقاءات وندوات عربية، وحينما يعرفون جنسيتك يسألون عن حال البلد ويغبطونك لأن بلادك تنعم بالإستقرار والأمن ، وهي نعمة لا يقدرها إلا مفتقدوها.

هنا ، في بغداد وغيرها من المدن والقرى لا أحد يعرف متى وأين وكيف سيقع انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري يخلف عشرات الضحايا ، فهاجس الأمن أصبح يتعايش مع الناس …” إعطه غرفة داخلية عوض تلك على الشارع حتى لا قدر الله وحدث..” ، هي عبارة ظلت تتردد في البال منذ قالها مرافق لي تولى حجز الفندق ، وهي عبارة تعكس بجلاء الهاجس الذي يقض مضجع العراقيين .

ورغم أن الحياة تبدو للزائر طبيعية في بغداد ، حيث يرتاد الناس المطاعم والمقاهي والأسواق ، الا إن عاصمة العباسيين لم تعد كما كانت، والناس غير الناس، فاصبح الحذر هو السائد في التنقل كما في إبداء الرأي.

أصبح البعض يترحم على وقت مضى ، جاء الأمريكيون بالدبابات وأسقطوا نظاما “مستبدا”، في أفق إنبعاث مجتمع ديمقراطي حداثي، لكنهم تركوا البلاد غارقة في بحر من الفوضى .

هناك من يراهن على الانتخابات المقبلة (أبريل القادم) لينجلي هذا الواقع الأسود ، غير أن بعض المراقبين يرون أن هذه الانتخابات ” لن تفرز سوى نفس الطبقة الفاسدة ” الحالية ، وأن الإصلاح يجب أن يبدأ بمحاربة الفساد والمفسدين ومساواة العراقيين أمام القانون أيا كان مذهبهم وطائفتهم ، وإقرار الشفافية في تدبير الشأن العام خاصة مع الموارد البترولية الهامة ” نحو 100 مليار دولار سنويا”، لا يلمس المواطن العراقي أين صرفت .

وأنت عائد من حيث أتيت ، تتجاذب أطراف الحديث مع سائق سيارة الأجرة ، فيتحسر على الماضي ، ويقول إن البلاد ينهبها حكامها ، وأن الوضع سيىء ، ويا حسرة على أيام زمان ، في إشارة إلى النظام السابق ، دون أن يسميه كما يفعل جميع من تلتقي بهم .. هو إذن الهاجس الأمني الذي يسيطر على تفكير العراقيين .
(الحسين البوكيلي)

 

اقرأ أيضا

سياسة الهجرة.. تسليط الضوء ببنما على مقاربة المغرب

الجمعة, 5 يوليو, 2024 في 20:06

تم في بنما تسليط الضوء على مقاربة المغرب في مجال تدبير قضايا الهجرة والمهاجرين، وذلك خلال ندوة بمناسبة زيارة عمل يقوم بها رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، إلى هذا البلد الأمريكي اللاتيني.

إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج الوطني للتخييم لموسم 2024

الجمعة, 5 يوليو, 2024 في 19:13

أشرف وزير الشباب والثقافة والرياضية، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الجمعة بمخيم أصيلة، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج الوطني للتخييم لموسم 2024.

العرض الصحي بجهة الرباط-سلا-القنيطرة يتعزز بإطلاق خدمات أربعة مراكز صحية حضرية (بلاغ)

الجمعة, 5 يوليو, 2024 في 19:05

تعزز العرض الصحي بجهة الرباط- سلا- القنيطرة بإعطاء الانطلاقة، اليوم الجمعة، لخدمات أربعة مراكز صحية حضرية من المستويين الأول والثاني.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية