زيارة البطريرك اللبناني للقدس الشريف بين الواجب الديني وإكراهات السياسة

زيارة البطريرك اللبناني للقدس الشريف بين الواجب الديني وإكراهات السياسة

الجمعة, 9 مايو, 2014 - 14:05

( المراسل الدائم للوكالة ببيروت : عبد الله البشواري)

بيروت-لم يسلم قرار البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي (أعلى منصب ماروني بلبنان) باستقبال البابا فرنسيس بالقدس الشريف، التي سيزورها هي والأردن ما بين 24و 26 ماي الجاري، من ردود فعل لبنانية قوية اختلط فيها الديني بالسياسي؛ تعترض في أغلبها على هذه الزيارة، باعتبارها نوعا من التطبيع.

إلا أن هذه الردود لم تدفع بالراعي إلى تغيير موقفه، بل حسم الموقف، وبقوة، بتأكيده، أول أمس بعد عودته من زيارة للفاتيكان، أن الأمر لا علاقة له بالسياسة، بل بواجبه الديني الذي يفرض عليه استقبال “رئيسه البابا” بالأراضي المقدسة.

وبإعطائه البعد الديني للزيارة، سد الراعي الباب أمام كل التأويلات، مشيرا إلى أن الزيارة تدخل في إطار مهامه الراعوية، وأن من واجبه استقبال قداسة البابا في بيته، والقيام بواجباته كبطريرك تجاه كنيسته، وقال إن “شؤوني ليس لها أي علاقة بالسياسة، وأن الدولة اللبنانية هي من يتعاطى مع الشأن السياسي”.

ورفض الراعي رفضا قاطعا أن تحمل زيارته تأويلات لا تحتملها، بتشديده على أنه ليس ذاهبا إلى إسرائيل، “بل إلى القدس والأراضي المقدسة الموجودة قبل أن توجد إسرائيل، ولا علاقة لهذه الزيارة بالعدو الإسرائيلي، هذه علاقة الدولة اللبنانية، وهذا الأمر يعود لها وليس لي”.

وحتى يزيل كل لبس أردف أنه “رفض” أن يقابل أحدا إطلاقا خلال هذه الزيارة…”فلا يحملني الرأي العام قضية ليست في ذهني كأنه يريد مني أن أعمل بالسياسة بالإكراه”.

وكتحصيل حاصل رفضت “الرابطة المارونية” الحملة “الموجهة” ضد زيارة “رأس الكنيسة المارونية” إلى الأراضي المقدسة، ودعت، في بيان بهذا الخصوص، إلى “وقف هذه الحملة فورا، والامتناع عن سوق الانتقادات التي لا تخدم الوحدة الوطنية في هذه الأحوال الدقيقة والخطيرة”، مؤكدة أن الزيارة “هي زيارة حج ترتدي الطابع الروحي الصرف وليست سياسية”.

وأوضحت أن حدود البطريركية المارونية “لا تقتصر على لبنان، بل تشمل انطاكية وسائر المشرق، وأن زيارة البطريرك الراعي إلى الأراضي المقدسة تدخل في صلب مسؤوليته الروحية كأب وراع لأبناء كنيسته”.

وفي الوقت الذي حسم فيه الراعي الجدل الدائر حول زيارته، داخليا، جاء الترحيب من فلسطين، ومن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اتصل بالراعي، “مرحبا بضيف فلسطين الكبير، رأس الكنيسة المارونية بتاريخها العريق في الحفاظ على العروبة لغة وثقافة”.

واعتبر محمود عباس أن هذه الزيارة “ليست تطبيعا” بل “تساهم في صمود وعروبة القدس وفلسطين وفي تعزيز الإخاء المسيحي الإسلامي بعيدا عن السياسة والتطرف”.

و تناقلت وسائل الإعلام المحلية بيانا للأمين العام ل”التجمع الوطني المسيحي” في فلسطين، ديمتري دلياني، أكد فيه أن “القدس تحتاج إلى الدعم والشد من أزر أهلها، وإن زيارة الأسير، كما هو حال القدس، لا تعني أبدا تطبيعا أو اعترافاً بالسجان ، بل هي دعم لصمودِه”.

يذكر أن مار بشارة بطرس الراعي هو بطريرك أنطاكية الماروني السابع والسبعون، وقد انتخب بطريركا في مارس 2011 .

ويعتبر الراعي، وهو أيضا رئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، أول عربي وماروني يشارك في الانتخابات البابوية بعد مشاركته في المجمع المغلق لعام 2013

اقرأ أيضا

فيضانات إسبانيا: الحكومة تستعد لإعلان المناطق المتضررة بشدة “مناطق منكوبة”

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 14:10

أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اليوم السبت، أن السلطة التنفيذية تعتزم إعلان المناطق المتضررة بشدة من الفيضانات المدمرة التي ضربت جنوب شرق البلاد “مناطق منكوبة”.

وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 12:21

أصدر وزير العدل قرارا بإنشاء وتنظيم المصالح اللاممركزة للوزارة، متمثلة في مديريات إقليمية للعدل موزعة على مستوى الدوائر القضائية لكل محكمة استئناف.

السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)

السبت, 2 نوفمبر, 2024 في 11:36

أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، أمس الجمعة بالرباط، أن تعزيز حكامة المالية العمومية يخلق آثار إيجابية على عدة مستويات.