رياضة الكرات الحديدية بين الماضي والحاضر

رياضة الكرات الحديدية بين الماضي والحاضر

الخميس, 3 سبتمبر, 2015 - 12:48

(فريد بنمصباح)

الرباط – قلائل هم من يهتمون برياضة الكرات الحديدية ويولونها الاهتمام بل ويعتبرونها رياضة، وقلائل من تجتذبهم مباريات هذا النوع الرياضي باعتبار أنه لا يستحق المتابعة وأنه في أحسن الأحوال مجرد تزجية للوقت الثالث.
وحينما يشارك أو يتظاهر بالمشاركة في الحديث ينتهي به المطاف في أحسن الحالات إلى القول بأن “الكرة الحديدية أو رياضة الكرات الحديدية” ربما هي لعبة لطيفة لكنها بعيدة على أن تكون رياضة، إنها في نظرهم لعبة صبيانية لا أكثر، ذلك ما يكتفي به اللبقون والمجاملون. أما سواهم فهم لا يزيدون عن اعتبارها لعبة الشيوخ والمتقاعدين، ويذهب البعض إلى اقتصارها على من لا شغل له.
ولكن الواقع شيء آخر، حقا إنها لعبة لكنها ليست بالوجه الذي يتصوره عدم المكترثين بها، إنها لعبة لها قوانين مضبوطة في إطار رياضي واجتماعي وترفيهي، إنها في نفس الوقت رياضة ولعبة صعبة ومعقدة أقصى ما يمكن تصوره، والصعب والمعقد لا يكون في متناول الصبيان والشيوخ.
رياضة الكرات الحديدية، هي رياضة لأنها تمارس في تحرك مستمر وهي كذلك لأنها تفرض اللياقة البدنية والمكابدة وفوق كل ذا وذلك المهارة والذكاء والدقة في التصويب، ولو لم تكن رياضة وهي التي يكن يعرف أحد عنها شيئا في مطلع القرن الماضي، لما انتشرت بالسرعة المدهشة التي لم تحظى بها رياضات كثيرة سبقتها إلى الساحة إذ لم تمض إلا عقود قليلة حتى أصبحت قبل نهاية القرن العشرين من أبرز الرياضات وأكثرها انتشارا عبر كل القارات.
وعند فجر الستينيات كانت الأسرة الدولية للكرة الحديدية أو رياضة الكرات الحديدية متكونة من 11 جامعة دولية وهي جامعات فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا وموناكو وإسبانيا واللوكسمبورغ وتونس ومدغشقر والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب. وكانت القارة الأوروبية ممثلة أحسن تمثيل بسبع بلدان بعدها القارة الإفريقية بثلاث ثم القارة الأمريكية.
ولم تمض إلا عقود قليلة حتى اكتسح هذا النوع الرياضي جميع بقاع العالم وآخر تظاهرة لها عاشتها بطولة العالم للكبار بالأرجنتين سنة 2013 حيث أحرز المغرب ميدالية برونزية وبطولة العالم للإناث 2014 بفرنسا ونال فيها المغرب مداليتين برونزيتين.
وفي المغرب، انتشرت أندية رياضة الكرات الحديدية، لتكون محط اهتمام فئة واسعة من الجمهور، يتقدمهم الشبان، الذين اتخذوها هواية يمارسونها لساعات طوال دون كلل أو ملل. ومؤخرا، بدأت هذه اللعبة تخرج من دائرة كبار السن الضيقة إلى محيط أوسع، حيث راجت بين شباب المغرب ويافعيه.
فبنظرة خاطفة عن الأرقام، يمكن أخذ فكرة واضحة عن مدى حب الناس لرياضة الكرات الحديدية في المغرب، فقد تأسست الجامعة الملكية المغربية سنة 1956 وتتوفر حاليا على أزيد من 25 ناديا وأكثر من 7 آلاف منخرط.
فالجامعة منذ تأسيسها نظمت مجموعة من التظاهرات الدولية (ماراطونات و24 ساعة من اللعب بدون انقطاع)، والبطولة المغاربية، والبطولة الإفريقية، وكذا أربع بطولات عالمية من بينها على الخصوص الدورة 17 في صنف الكبار (أقل من 18 سنة) في شتنبر 1969 بملاعب النادي الفيدرالي بالدار البيضاء والدورة 27 لفئة الشبان (أقل من 18 سنة) في يوليوز 1990 بملاعب النادي الفيدرالي بالدار البيضاء والدورة 34 لفئة الشبان (أقل من 18 سنة) في يوليوز 1997 بملاعب نادي الاتحاد الرياضي المغربي (اليسام) بالدار البيضاء والدورة الأولى المزدوجة في صنف الشبان (فئتي أقل من 18 سنة وأقل من 23 سنة) في يوليوز1999 بملاعب النادي الفيدرالي بالدار البيضاء.
كما أن بطلات وأبطال المغرب تألقوا في مشاركاتهم الدولية بحصد ميداليات ونتائج جد إيجابية أهمها التتويج ببطولة العالم للشبان في ثلاث دورات بالحصول على الميدالية الذهبية و في الألعاب العالمية للرياضات غير الأولمبية بالميدالية الذهبية في صنف الإناث والتتويج ب 11 ميدالية فضية، و27 ميدالية نحاسية في مختلف الفئات في بطولات عالمية.
إن ممارسة هذا النوع الرياضي يفرض احترام بعض القوانين والترتيبات، وهذه الترتيبات منها القانونية والتي يجب الامتثال لها، ومنها التي جرت بها العادة لما تحمله من إيجابية أصبحت مقبولة من لن الجميع فلا يناقش فعاليتها أحد.
فالترتيبات القانونية “التجهيز” يجب على كل لاعب أن يتوفر على كرات حديدية وكرة الهدف وآلة قياس.
فالكرات المرخص باستعمالها من لدن الجامعة الدولية يجب أن تتوفر على مواصفات خاصة أن تكون من النوع الجيد وأن يكون وزنها ما بين 800 غرام و1000 غرام وأن تكون حاملة علامة صنعها والأرقام الدالة على وزنها واضحة وما عذا ذلك فهي ممنوعة. وبخصوص القياس فالقانون الرسمي ينص على استعمال آلة معترف بها من لدن الجامعة.
فرياضة الكرات الحديدية تمارس فوق جميع الأرضيات الصالحة لذلك غير أنه بقرار من لجنة التنظيم، يمكن إلزام الفرق على التنافس في ملعب محدود وبمواصفات، وعند هذا الاحتمال يجب أن يكون الملعب عند إجراء بطولات وطنية ومنافسات دولية متوفرا على مساحات وفق معايير دولية تتراوح ما بين 1200 م مربع و2160 م مربع.
إن رياضة الكرات الحديدية تمتاز بظاهرة لا تعرفها الرياضات الأخرى، وذلك بمجرد متابعتها مرة واحدة تستحوذ على القلوب، فبفضل بساطتها ومتطلباتها جد المحدودة وبفضل التسهيلات التي تقدمها من حيث التجهيزات ومعدات الممارسة، فهي تشجع على الارتماء في أحضانها بدون تردد ولا خوف.
ويحتضن الفضاء التابع للمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء في الفترة ما بين فاتح وسادس شتنبر الجاري نهائيات بطولة العالم للكرة الحديدية لفئة الشبان (أقل من 18 عاما و23 عاما)، بمشاركة 30 بلدا.
ويعرف هذا الحدث الرياضي العالمي مشاركة بلدان الأرجنتين والبوسنة والهرسك والبرازيل وبلغاريا والشيلي وكرواتيا ومصر وفرنسا وهنغاريا وإيطاليا واليابان وليتوانيا وليبيا وموريتانيا ومنغوليا وموناكو والجبل الأسود والباراغواي والبيرو وجيبوتي وروسيا وصربيا وسلوفاكيا وسلوفينيا والسودان وسويسرا وتونس وتركيا بالإضافة إلى المغرب مستشف الدورة.
وستكون المنافسة على أشدها بين أبطال عالميين في ستة مسابقات هي الثنائي والفردي والمزدوج والتصويب بالدقة والتصويب التصاعدي والتصويب السريع الثنائي.
وتجرى المباريات على ملاعب لرياضة الكرة الحديدية مغطاة شيدت بهذه المناسبة وفق المعايير الدولية على مساحة 2160 متر مربع إضافة إلى ملاعب على مساحة 1200 متر مربع غير مغطاة.
يذكر أن “الابطال والبطلات المغاربة تألقوا في مشاركاتهم الدولية وحققوا نتائج جد إيجابية أهمها التتويج ببطولة العالم للشبان في ثلاث دورات، والتتويج في الالعاب العالمية للرياضات غير الأولمبية (صنف الإناث)، وبإحراز 11 ميدالية فضية و27 ميدالية نحاسية في مختلف الفئات في بطولات.

اقرأ أيضا

مهرجان الفيلم العربي بلشبونة يشعل شمعته الأولى بمشاركة مغربية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 23:41

افتتحت، مساء اليوم الثلاثاء بلشبونة، فعاليات مهرجان الفيلم العربي في نسخته الأولى، وذلك بمشاركة عدة بلدان عربية، من بينها المغرب.

الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024: انتهاء مرحلة تجميع المعطيات من لدن الأسر (المندوبية السامية للتخطيط)

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 21:28

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط أن مرحلة تجميع المعطيات لدى الأسر في إطار الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى قد انتهت مع حلول منتصف ليلة أمس الإثنين، وشهدت تجاوبا كبيرا أبدته الأسر والساكنة.

الرباط.. التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة تهدف إلى تسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 20:38

وقعت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، اليوم الثلاثاء بالرباط، اتفاقية إطار للشراكة بهدف تسريع النتقال نحو اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون.